تاريخ الكُرد القديم للأجيال
الجزء العاشر
أشرت ووضحت في الأجزاء السابقة لكتاباتي والمأخوذة أغلبها من كتابات الدكتور والمؤرخ القدير مصدر (١) (مهدي كاكه يي ) عمق الجذور التاريخية للشعب الكُردي في كردستان في عصر السومريين . وفي هذا الجزء سأتطرق لعمق جذورهم التاريخية في كردستان لمختلف العصور والأزمنة . ليعلم الجميع بأن الكُرد يعيشون في أرضهم ووطنهم كُردستان الآن ومنذ الأزل ، ولنكمل بها الفكرة والوضوح ونؤكد للجميع عراقة الشعب الكُردي وكونه أحد أقدم شعوب العالم الذي عاش ويعيش على أرضه ووطنه كُردستان .
الدكتور والمؤرخ القدير مصدر (١)(مهدي كاكا يي) قام بسرد الموضوع المذكور أدناه والمقتبس من كتاباته بتسلسل زمني ونمط ربما فيه تكرار لبعض المعلومات وذلك للحفاظ على سير الأحداث وجعل المعلومات متكاملة للمتلقي وهي مثبتة بالأدلة والبراهين والمصادر الموثوقة .
كما علمنا وتأكدنا بأن أسلاف الكُرد هم (السومريين والسوباريين والإيلاميين والهوريين والميتانيين )
الذين رفدوا الحضارة الإنسانية بإبداعاتهم وإبتكاراتهم وأفكارهم وفنونهم وآدابهم . والشعب الكُردي العريق مستمر في مسيرته النضالية لتحقيق أهدافه في التحرر والإستقلال والمساهمة كأسلافه السابقين لإكمال بناء وتطور الحضارة الإنسانية .
أدناه إثباتات عديدة متسلسلة تؤكد تواجد أسم (كُردستان) والتي كانت تسمى (بلاد الكُرد) منذ الآف السنين كالآتي :
(١- السومريون كانوا يسمون منطقة كُردستان ( كوردا قوتيوم ) والتي تعني (أرض كردا )
٢ – الآشوريين كانوا يسمونها (كورتي )
٣ – البابليون كانوا يسمونها (قاردو )
٤ – الأغريق كانوا يسمونها (قاردوتشوي )
٥ – الرومان كانوا يسمونها (كوردين )
٦ – وتم ذكر أسم كُردستان في التوراة بأسم منطقة (كاردو/ قاردو )
٧ – وأطلق الآراميون أسم( بى – ت قاردو ) على كُردستان والتي تعني ( بلاد الكُرد )
٨ – أستناداً لأقوال المؤرخ والجندي الرومي مصدر (٢) ( مارسي- لى-نى-وس ) في القرن الرابع الميلادي أي حوالي ١٧٠٠ سنة عندما وصل عند الهذبانيين أشار بوضوح الى الخارطة الجديدة لكُردستان وقال : بلاد الهذبانيين تمتد من نينوى وتمر بأربيل وحتى مدينة همدان . وهذه تعتبر أقدم إشارة للجغرافية الجديدة لكردستان في التاريخ . والهذبانيين قبيلة كُردية أسست دولة كُردية قديمة ويعود أصلهم للعهد الهوري ( الحوري ) وقبل مجئ الآشوريين الى المنطقة وأصل عائلة صلاح الدين الأيوبي يعود لقبيلة الهذبانيين حيث كانت كردستان تعرف ببلاد الهذبانيين في القرن الرابع الميلادي أي قبل الإحتلال العربي الإسلامي لكردستان بحوالي ٣٠٠ سنة
دليل آخر يؤكد على العمق التاريخي لتواجد الكُرد في موطنهم كُردستان
٩ – (عندما رسم محمود كشغري سنة ١٠٧٦ ميلادية خارطة العالم الإسلامي ذكر فيها كُردستان بأسم ( أرض الكُرد )
١٠ – وأول من أطلق أسم كردستان على موطن الكرد هو السلطان السلجوقي (سنجر) في القرن (الثاني عشر الميلادي )
المصدر (٣)/ لي سترانج : الأراضي في شرق عصر الخلافات ١٩٣٠
وهذه الإثباتات المتسلسلة والمذكورة أدناه والمقتبسة من كتابة الدكتور والمؤرخ القدير مهدي كاكه يي (١) تؤكد تواجد و ورود ( أسم الكُرد ) منذ آلاف السنين كالآتي :
١ – تم ذكر الكُرد في وثيقة تاريخية قديمة تمثل نص سومري منقوش على لوحين من الحجر تعود للألف الثالث قبل الميلاد بأمر من( إرنانا ) الوزير الأكبر للملك السومري سوشين (٢.٣٧ ) – ( ٢٠٢٩) ق. م وضعت تحت قاعدة الباب العائد لمعبد جديد تم بناؤه في جرسو (تيللو) في جنوب العراق
ذكر الوزير السومري (إرنانا) في ذلك النص السومري المنقوش على اللوحين من الحجر سلسلة من ألقابه ومناصبه “بأنه كان محافظ عسكري لأربيلوم (أربيل) ومحافظ كل من خماسي وكره خار ( قره خان / جلولاء ) وكذلك كان القائد العسكري لأهالي سو “وبلاد كوردا ” أي ( كردستان الكبرى)
والمناطق المذكورة من قبل الوزير السومري (إرنانا ) كلها تقع ضمن كردستان الحالية وفترة كتابة ذلك النص كان أسلاف الكُرد الهوريون يسكنون في معظم أنحاء كُردستان وكانت منطقة ( قره خار ) المذكورة والواقعة في أعالي نهر ديالى تعتبر أحد أهم مراكز الهوريين السياسية .
وهذين اللوحين من الحجر المنقوش عليه النص السومري المذكور أعلاه متواجدين حالياً في متحف اللوفر في باريس حيث تم التنقيب عنهما من قبل بعثة فرنسية في( تيللو ) في جنوب العراق وتٌرجم النص السومري المذكور الى اللغة الألمانية من قبل البروفيسور المصدر (٤)(مانفريد ميللر ) والبروفيسور المصدر (٥)( أولسنر ) والتي تشير بوضوح لوجود الكُرد في كُردستان قبل أكثر من ٤٠٠٠ سنة
٢ – قبل حوالي ٢٤٠٠ سنة ذكر ( زى-نفون ) أسم الكُرد بأسم ( كاردو – خي )
٣ – قبل حوالي ٢٠٠٠سنة ذكر ( سترابو ) اسم الكُرد قائلا المناطق القريبة من نهر دجلة هي المناطق التي تعود الى كوردي – اى- ى ) وأسمهم السابق كان (كاردوخي ))
٤ – أوليا چلبي المصدر (٦)المولود في اسطنبول سنة ١٦١١ ميلادية يذكر أصل الكُرد كمايلي :
وذلك بذكره أقوال الرحالة المقدسي المعروف بأسم(شمس الدين المقدسي) المولود في القدس سنة ٩٤٧ميلادية وصاحب الكتاب المشهور ( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) حيث ذكر فيه بعد طوفان نوح تم إعمار مدينة ( جودي ) في البداية ثم إعمار قلعة شنكار ( سنجار ) وبعد ذلك (ميافارقين ) وكان الملك كوردوم هو مالك مدينة (جودي) ومن (أمة نوح) حيث تجول في كافة أنحاء كردستان وعند وصوله لمدينة (ميافارقين ) الواقعة في شمال شرق مدينة آمد (ديار بكر ) بين نهري دجلة والفرات أحب هذا الملك مناخ المدينة واستقر فيها وكان له أبناء وأحفاد كثيرون وكانت لغتهم لغة خاصة بهم وهي ليست اللغة العربية ولا الفارسية ولا العبرية ولا الدرية بل كانت اللغة الكردية الحالية كما يتم التكلم بها في كُردستان . هكذا أخبرنا الرحالة المقدسي قبل سنة ١٠٦٧ عن الوجود الكردي في كل من (جودي وشنكال وميافارقين) وأخبرنا عن مصدر و وجود اللغة الكُردية حينها .
المصادر
١ – الدكتور والمؤرخ مهدي كاكه يي
المصدر الأساسي لكتاباتي
٢- المؤرخ والجندي الرومي ( مارسي- لى-نى-وس)
٣- لي سترانج المستشرق الأنكليزي المتخصص بدراسة التاريخ الجغرافي لبلاد العرب وفارس : الأراضي في شرق عصر الخلافات ١٩٣٠
٤- الصحفي والبروفيسور الألماني (مانفريد ميللر )
2021 – 1943
٥ – البروفيسور الألماني ( أولسنر )
٦- أوليا چلبي الرحالة والعالم العثماني (1611–1684 ) وتأكيده لأصل الكردُ من خلال الرحالة المقدسي (شمس الدين المقدسي ) وما ذكره في كتابه الشهير (أحسن التقاسيم في معرفةالأقاليم )قبل سنة ١٠٦٧
الكاتبة والدكتورة ڤيان نجار
٩/ ١١/ ٢٠٢٢ …. يتبع
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي