وحيدة في العتمة ..أنام
الوقت يمضي
وأنا أتناقص
كجبل من الرمل يفنى بلا أثر
الوقت يمضي
وأنا..
أتلصص على نهاياتي
وأتهيأ لأصبح شيئاً منسياً
أفكر في ذنوبي الصغيرة
تلك التي اقترفتها بلا حذر
وأنا أعبر الجسر الترابي
ما بين النار والنار
إذن..
سأدلي بشهادتي
لحظة تلعب سكرات الموت برأسي
أيها الباكيات فوقي
يا نساء السواد والعويل
من منكن تسلبني ثوب الحياة ؟
وتلفني بالبياض والعطر ؟
من منكن تغمض جفوني باكية ؟
من تقرأ القرآن خاشعة
وتجاهر بمحاسن ما فعلت ؟
أيها الرجل الترابي
يا حفار القبور الصغيرة
تمهل قليلاً
عيناي تكرهان التراب
لا تتعجل ..
دعني أرى الحاضرين أمام باب المقبرة
دعني أكتشف أصدقاء الغياب
وأولئك الحمقى الذين يضحكون في السر
انتظر أيها الترابي..
كلما كنت طيباً ورقيقاً معي
إذا أسندت رأسي بعناية ولطف
سيعطيك أبي ما تشاء من الحصاد
هل تستطيع إذن
أن تترك بجواري كراسة
وقلماً ملوناً وكوب ماء
ربما يزحف شيطان الكتابة هنا
ربما يجيء على هيئة طائر حزين
أعرف أيها الحفار
أعرف أن كثيرين تعبوا من الانتظار
هاهم يتململون كالحمالين في الأسواق
أسرع كما تشاء
أغلق الباب الطيني خلفك ببطء
ضع التراب على التراب
خذ زبائن الملل والرتابة
عد لزوجتك وأطفالك المتعبين بالخوف
دعني هكذا
وحيدة في العتمة أنام
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي