انتظاره الطويل
انتظرني طويلا
و لم تتعب قدماه من طول الانتظار
لم يمل جسده من الوقوف الى جانبي
و لم تمل روحه من التبعثر عند اعتابي
فكيف لا أحبه
و لم يتعب حصانه الذي أهداه لي ذات انتصار
حين رفعني بيديه القويتين لأمتطيه دون خوف
كنت احب الخيول من بعيد
و أتهيب ركوبها هي التي تجمح على غفلة
و تثير غبار أسئلتي
تعبت أفكاري و لم يتعب رأسه الجميل
من الإيمان بي
و تجرٌح وجهه من حبات الغبار الملتصقة بنوافذي
فكيف لا أحبه
ذلك الذي توجني أميرة على عرش الكلام
و جنٌدني مقاتلة كي أحارب الظلم و الظلام
و من يومها و أنا على حصانه
أحارب طواحين الهواء
و طواحين البكاء
و كل الطواحين المنتهية بهمزة ساكنة
قبلها ألف طويلة
كجسده الممشوق
فكيف لا أحبه
و قد أفرغ على جبيني
قبلات حقيقية
بعد أن رسمها بالألوان
و زجٌها في اللوحات
و خطٌها بالرمل على الشاطىء مرٌة
و بحبات المطر على وجه الارض مرٌات
فكيف لا أحبه
و هو ابتكر السحر و الخيال
فجعل لساني ينطق رغم الخرس
و عيني ترى وسط العماء
و أذني تسمع تحت وطأة الصمم
و وتتلمسه يدي طيفا
و تتذوقه شفاهي شهدا
فشكرا له و هو يبدع حواسي الخمس
و ما يزال في حضن الأمس
نتذكر معا لحظة ولادة الحدس
على يديه
و هو الفتى الشقي يتبعني على دروبي
و يغاجئني عند كل منعطف
فكيف لا احبه
و لا يكون له نصيب من جنوني
و لغتي
هو الذي يعيدني دوما
إلى جادٌة الشعر و الصواب
ٌالصبور الوفي
الخلٌي إلا من هيامه بي
إنه مواعيد الغرام الثابتة ، و المتحركة
نعيم الجنة و هبٌات الجحيم
يوقظني و لا يكفٌ عن إيقاظي
و لا يدعني انام
كي لا تترهل أحلامي
يحتمل نصوصي مهما طالت
بل يحبٌها و يجلس مشتاقا بانتظارها
و انا اعلم انّ نصوصي و إن طالت
تبقى ذرة في فضاء خياله الخلاق
فيا حبيبي اترك قلمي على هواه
يسردك أسطورة تطول
كي تفي انتظارك حقه
كي يشهد لقاءاتنا و و داعاتنا
كي يصلٌي معنا فجرا
و تغزو الساعة الخامسة كلٌ الوقت
كي نشهد انبعاث الضوء
و تصفٌق له قلوبنا
يا اجمل من الضوء
لأنك تمارس أبوتك عليه
و على كل شعاع ترسله الشمس
فكيف لا أحبك
و كيف لا أفتح صدري لعلامة تعجب
ما خذلتك يوما
و بأمرك و أمر الحب
حضرت و غابت
و كيف لا تسحرني إشارات استفهامك
و هي تتعانق على أبواب الأسئلة
لا تجزع يا حبيبي من طول ثرثرتي
فهي بعد صيام و خصام طالا
منذ شهرزاد حتى الليلة
طالا حتى بثٌا العطش في أوردة الحنين
و مدٌا الشرايين بمزيد من دم اللقاء
ٌو ها فجرُنا قد أطل
و بعض رسلك قالوا إنه زمني
و هم لا يقولون الا ما يفعلون
و في لا ختام زيارتك للمنام و الأهداب و العيون
أثني على كلماتك العميقة
و جرأتك الجذابة
و أفكارك السامقة
و قلبك الحنون
و أرسل سلامي لبحرنا المريض دوننا
و في انتظار عيادتنا له
كي ننقذه من شحوبه
و نمسح جسده الكبير
بزيت حبنا
سنلتقي علنا و ندعو له في سرنا
بأن يظل بحرنا
و ان لا يرسو فيه
إلٌا سفننا و زوارقنا
و أغاني صيادينا
و يظل شاطئه مراحا و ملعبا
لأطفالنا القادمين
و أخيرا و ليس ٱخرا
أعدك بالمزيد من الجنون
حتى نبلغ جادٌة العاقلين
و تلقي روحي عليك السلام
في بيتك هذا أو أي بيت تحلٌ فيه
المهم أن أطمئنك عليك
فأنت في أعماق ذاتي
. دوما بخير
السيرة الذاتية والأدبية للأديبة الأردنية ماجدة الطراونة
الاديبة ماجدة الطراونة من الاردن خريجة ماجستير رياضيات تكتب القصص القصيرة وقصص الاطفال ولديها اصدارات عديدة منها "مغاريف" و"آدمية" وتكتب...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي