سأل صديقي:
-“هل لديك طقوس في الكتابة”.. !!؟
وهل الكتابة مهرجان او كرنفال أو حج أو صلاة أو قداس حتى نقيم لها طقوسا ومذابح. !!؟ ؟
● الكتابة في حد ذاتها طقس من طقوس الروح. تحدث فجأة كالغيم الماطر أو كالغيث المدرار او كالشعاع اليائس. تأتي على حين غفلة من العقل لتقول له :خط ما اقول ثم ضع نقطة وارجع إلى السطر.
الكتابة هي فكرة طارئة ان حلت بك جعلتك تستوقف اول قادم لتطلب منه ورقة وقلما وان لم تجد تكتب على هامش جريدة منسية.
الكتابة ان حضر لها طقس ومناخ وكرسي وكنبة صارت تحريرا.
التحرير يعطونك الفكرة والعنوان والخطوط العريضة وعدد الكلمات ويقولون لك :”حرر”.
وهنا انت مهندس في النص تحرر ما أراده منك الآخرون، او تضع سطورا مستقيمة. أما الكتابة فهي ان ترسم بنشاز على لوحة عذراء اشياء لم يفكر فيها أحد قبلك.
● الكتابة لا طقوس لها .. هي وقت احتضار واستحضار للروح.. وقت فيض ..وقت وحي.. وقت الهام.. وقت مخاض وقت غضب .. وقت انفجار..وقت احتجاج.. وقت غيرة لقضية.. او وقت غبطة في الوجدان.
اما الطقوس فتقام على الجنائز ومراسيم الدفن .
الكتابة ارتجال وليست ابتذال؛ ومن اشترط طقسا ليخط فكرته، دفن حرفه؛ فصار جثة تأتي للقاريء في ثابوت…
هي فكرة محلقة بدون قيد او شرط…
هي ولادة تشهدها الملائكة وليست جنازة يقام لها حفل تأبين.
د.أمينة مدرك.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي