على مفترق الطرق يقف،
يوضّب وجوههم في حقيبته،
يبحث عن أصواتهم،
ينتزع الذكريات من الأيام ويرتبها،
ينظر خلفه،
يراها بكل شراهة تندفع،
تنقض هذه الأيام على عنقه،
بأنيابها تنهش ما تبقّى من روح خضراء فيه،
تمزق بمخالبها حجب هشاشته،
هذا الوقت ملطخ ببقع من فراغ،
في غياهب المدينة لا وجود له،
يتوه الكلام بحثاً عن عيناه،
ويُثقل القلب إشتياقاً كهذا،
على بعد خطوة من بعده،
أتوغل عميقاً في شهقة الغياب،
أنطوي على نفسي بألمِ تكسّر الأجنحة،
يؤرجحني هذا العالم،
إذا ما تشبثت بيديه،
إذا تركتها في منتصف الطريق وحدها،
ينادي القلب،
يعزف الحب على مسامع صغيرة،
وبكلماته أتجرع الوجود بلا تحفظ.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي