خطر عظيم.
الرّاحة خطر عظيم، يغويك بهدوئه، يسحرك بجماله، يأسرك بحبّه، فتشعر أنّك لا تريد القيام بشيء في الحياة سوى أن تستريح. يا له من فخّ مؤذٍ، هلّا ركّزت قليلًا، وأدركت ما معنى أن تستسلم للرّاحة؟ معناها أنّك تنسى طموحاتك، أحلامك، آمالك، أهدافك في الحياة، الّتي خُلقت من أجل تحقيقها! هل عرفت الآن ما هو هذا الخطر العظيم؟! إنّها منطقة الرّاحة، الّتي يقرّر فيها الإنسان أن يتوقف عن القيام بالأعمال الّتي تجعله يتطوّر ويتقدّم، إنّها مرحلة التّخلي عن الأنا، والتّخلّي عن تحقيق الهدف السّامي الّذي من أجله خُلِقَ الإنسان على هذه المعمورة. لذا استفق! لا تجعل من خدعة الرّاحة فخًّا يهوي بك نحو القاع. فلكي تحقّق ذاتك عليك أن تنسى معنى الرّاحة، أن تستيقظ كلّ صباح وتعمل وتتعب وتجتهد، كي تصبح الإنسان الّذي تتمنّى أن تكونه، كي تحقّق أحلامك، كي تكون إنسانًا بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى. ما معنى أن يكون الإنسان جالسًا طوال الوقت دون أن يعمل؟ لماذا حياته فإذًا؟ وما الّذي يفرّقه عن الإنسان الميت؟ فهما متشابهان؛ بل الفرق الوحيد بينهما أن الّذي اختار منطقة الرّاحة هو أيضًا إنسان ميّت ولكنّه يتنفّس ويأكل ويشرب، ولكنّه في الواقع ليس له أيّ جدوى في الحياة، بل هو أكثر من ذلك، هو عبء على هذه الحياة. خلقنا اللّه، وميّزنا عن سائر مخلوقاته، وأعطانا العقل لنتفكّر ونتدبّر، فلماذا الاستسلام والخضوع لفخّ الرّاحة المميت؟! صحيح أنّنا كلّنا بحاجة إلى الرّاحة كي نجدّد طاقتنا، ولكن هذه الرّاحة الّتي نحن بحاجتها هي راحة مؤقّتة كي تمدّنا بالطّاقة فقط لنعاود عملنا الدّؤوب، وكي نكمل مسيرتنا في الحياة، وكي يؤدّي كلّ منّا رسالته في هذه الحياة. فهنيئًا لمن اتّخذ من العمل مبدأً له في الحياة، لأنّه لا حياة من دون عمل.
وجد بوذياب.
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي