الوجع
كنقطة معلقة في آخر كلمة في القصيدة
القصيدة التي لم تكتب بعد
هكذا تبنتنا الحياة
وبالأحرى تبنتني الحياة
تبنتني بروح عارية
وكأن كل الثياب التي استغرقت الملائكة
شهورا… سنينا لحياكتها لم تناسبني
لم تناسبني
بعد ان لفظني رحم امي قبيل مغادرتها
وبعد ان نسيت ان تأخذ الخيط الرفيع المتبقي من الحبل السري
الملتف على اصابعي
تبنتني الحياة بروح عارية
حيث رائحة الاوجاع تكسو الطرقات
تلتهم القلوب الصغيرة
والاوراق المتساقطة من الخريف
تطفو على سطح الكون
تبنتني الحياة
في ليلة حزينة
كان وجه القمر متهدلا
وجبين الماء قد امتلأ بالتجاعيد
يا آلهي
كم من الفراشات لاقت حتفها قبل ان تنبت براعم الورد على اجسادهن
كم من الاسماك تختبئ في مناقير البجعات خوفا من الاشلاء التي تعلو مع الامواج
كم من الفتيات تيتمن مثلي باكرا
بعد ان ودعن الوطن
ياآلهي
وشجرة التين تلك…
التي كنا نحكي لها عن اسرارنا…
نلهو معها نمشط شعرها …
نعطرها بالأغاني…..
الآن هي حزينة
تشعر بالوحدة ….
الوحدة التي لطالما كنا نخشاها
عندما كنا نرش الارض بالضحكات
وكانت الملائكة تلتقطها وتلون بها السماء
كل الظلال غابت في وحشة هذا الظلام
و شوارع المدينة تحولت لمقابر
بدرية دورسن
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي