أنفاس حرة للشاعرة زينة حمود
- بين اللغة والتجربة*
تعتبر اللغة هي العامود الفقري لإي عمل إبداعي يستطيع الكاتب من خلاله أن يتواصل مع المتلقي فاللغة هي وسيلة التواصل بين المبدع والمتلقي وبالنسبة للشاعر تتمحور حول الصورة والمجازر بعيدة عن التفكك الرمزية الموغلة في الإبهام ومع اللغة تنضج التجربة الحياتية للشاعر ويعبّر عنها عبر مفردات اللغة فالشاعر دون لغة ودون تجربة لن يقدم شيئاً للمتلقي واللغة معاني والتجربة إحساس.
إن زينة حمود في ديوانها الثالث نضجت تجربتها وسمت لغتها واتضحت فكرتها فأصبحت بديوانها ” أنفاس حرة ” تعد شاعرة حقيقية من شعراء النثر
زينة حمود في ” أنفاس حرة ” تتمرد على الواقع الذي يحيط بها إنها إنسانة عاشقة للحرية وتطمح للتغيير
هي أمرأة تكره الحدود
تكره الإلحاح
تكره الرجل العنكبوت
تعشق الحرية دون رموز
عبًرت زينة عن قلقها واصطدامها بواقع مرير تحدثت عن بلدها لبنان المأزوم والذي غاب عنه الحب والصدق
إتكأت على اللغة التي أخرجت ما بداخلها من إحساس وشعور تنقلت زينة بين حب الوطن والأسرة ودعت للحرية لتحقيق المبتغى في نصوصها الثلاث والأربعون تحدثت في محاور عدة : الحرية ، الوطن ، الثورة ، الحب
قالت في بيروت
آه يا بيروت
كل شيئ فيك يصرخ
كل نبض فيك يصدح
وجوه أبناؤك تشرق مع الإله
صرختها غضب
هدوء الليل يقلقها
وانتظار الصبح يقتلها
إستمع إليها في قصيدتها ؛ صرخة غضب
هدوء الليل يقلقني
انتظار الصبح يقتلني
وما بينهما أسمع
صرخات المفقودين
أنفاس التائهين
على الرصيف
همس الساكنين
الساكتين تحت الحجر
أبواب حديدية حُبلى
تعانق الأبنية المسكونة
ترفض الرحيل
زينة حمود نفس حالمة لكنها تتكأ على الصمت المثقل بالآهات أنها حالة العجز التي تتأنى على الإنسان حين يمر به العمر دون أن يقدم شيئ
تقول في قصيدته ” نفس”
بتنا في خريف العمر
نسينا الياسمين
على كتف الثلاثين
أين ضحكات المقاهي ؟
أين الرقصات على ضفاف الأنهر
أين لقاءات الأحباب
أين وأين وأين ؟
زينة حمود تقدّس الأسرة وتحتفي بالأب والأم والأخت وتطلق لهم العنان تعبيراً عن الحب وتجد في أمها أنها تحتضن وجعها أنها الصلاة على باب الرحمن
تقول في قصيدتها:
أمي
سنوات من الألم تختزن
بين أضلعها المكسورة
تحتضن الطفولة
تعبر الجسر بالدموع
تستغيث بالصلاة ..
على باب الرحمن
تتكئ وتشتكي ..
أمي
زينة حمود مثقفة لا تغيب عن عالمها العربي وما يحدث فيه لذا نجدها تتحدث عن فلسطين في قصيدتها:
القدس تناديكم
تحت مجهر الإله
أرض الزيتون
تذبح برف حمام
تحت عباءة ملوك السلام
الطفولة بالأقصى
نسيت الأنبياء
كفرت بالعربان
شاخت قبل الزمان..
بالنهاية أتمنى للصديقة الشاعرة زينة حمود المزيد من الإبداع والتألق لك كل التوفيق النجاح بمسيرتك الشعرية …
غادة الحسيني.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي