هديتي لملاكي
بقلم الدكتورة لورانس عجاقة
يأتي عيد الأم كل عام ويرسلني هاربًة في محيط من الألم. لم يعد مينائي في العاصفة ينتظرني بأذرع مفتوحة. مرت السنوات التسع منذ رحيلك في زوبعة من عدم التصديق. كيف لي أن أشعر بالأمان مرة أخرى بدون أطراف أصابعك اللطيفة في الليل فقط للتأكد من أنني مطمئنة في سريري؟ تعلمت منك كل شي الا الشجاعه على فراقك. كانت الأيام التي قضيتها بجانبك في العناية المركزة هي فرصتي الأخيرة للتعبير عن كل الحب الذي أكنه لك. كم كنت أتمنى أن تكون قوة حبي كافية لإبقائك قريبًة . أماه تمزقت دواخلي على فراقك. لم أعد أرى اسمك على هاتفي. رموز الحب الصغيرة التي انحرمت منها هي الملح في جرحي. لم أتخيل يومًا سأكون في عيد الأم أمام القبر البارد الذي خنق بسمة أمي.
إلى النور الذي أضاء وجودي،
إلى من علمتني أن أكون شامخة بطيبها وتواضعها وحزمها وبوصاياها،
إلى من تركت هذه الحياة واقتطعت من قلبي جلّه.. أكتب اليوم ليس رثاءً بقدر ما هو حنين يتبعه أنين لفراقك، كيف لي أن أرثيك وأنا المحتاج لمن يرثيني فيك. أمي كيف يُعزّى من فقد من الحياة كلّ الحياة؟!
أكتب لأني أحتاج أن أكتب إليك، وأعلم أنك تسمعين ندائي.
أماه، ستظلين حاضرة في روحي وقلبي وخطواتي.. . لا يحرمني الموت منك. ما زلت أتمنى لك عيد أم سعيد. سأستمر في تسميتك مصدر إلهامي ، نموذجي الأعلى.
أماه، يا حباً أهواه
يا قلباً أعشق دنياه
يا شمساً تشرق في أفقي
يا ورداً في العمر … لو ظللت أدوّن عشقي لك، فلن تسعني كتب ولا مخطوطات،
أنت أجمل حكاية ستظل بداخلي وسأظل أرويها طالما حييت.
ستبقين بداخلي ورودا وياسمين و ستظل رائحتك تزكي روحي يابعد روحي.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي