وجدتُ نفسي.
غادر في الوقت المناسب لاقترابه!
غادر و تركَ ذكريات خلفه …
غادر دون قول كلمة تجعلني أستفيقُ من مخدّر الصدمة!
غادر هكذا كأنه لن يعود أبداً لأنني اقترفتُ حماقة!
و الحمدلله على حماقتي التي اقترفتها بلحظة إعجابٍ مصطحب معه حباً!
دخل حياتي في اللحظة التي اعتزلتُ بها العيش بحياة…
دخل بيديه الأصفاد…
أتى معطراً برائحة الحب، تفوح رائحة الإعجاب من أوردته التي لا تتوقف عن الخفقان…
أتى شامخاً كالأرز ذو كبرياء و غموض…
هكذا أتى أدهشني ثُمَّ غادر تاركاً خلفه صدمة!
قيدني بعينيه البنيتين الساحرتين أرى نفسي بهما!
أسرني بلحيته السوداء المزينة بابتسامة بيضاء عميقة، أراها عندما نتحدثُ معاً عن خيال!
حكم عليَّ بالسجن المؤبد في قلبه كي يخرجَ من سجنه الذي لن يستطيع يوماً تبرئة نفسه!
لكنه محامياً ذكياً ماكراً يستطيع أن يخرج موكله من نبع دماء الجريمة!!
حماني من الإصابة بـ سرطان الخوف!
ذاكَ الشعور القاتل الذي يكبل تفكيرنا و مشاعرنا بالتالي يؤثر سلباً على اتخاذ القرارات الصعبة بحياتنا المعقدة!
لقد أعطاني مضاداً للخوف كي أواجه الخوف بمناعة قوية!
كل ما كنتُ أخشى خسارته جعلني أخسره كي لا أخشى شيئاً بالحياة!
ما علمتُ أنني سأخسركَ بليلةٍ لا ضوء قمر فيها!
هدّأ عاطفتي، أعطى عقلي إبرة إنعاش لعله يستفيق من السبات العميق، استعمرني التفكير بمنطق حتى غيرتُ الكثير بحياتي ، بدلتُ الغرور إلى تواضع، الكبرياء إلى ثقة كبيرة بالمشاعر، الخوف من تحّول إلى جرأة بالتعبير عن الأحاسيس، جعلني أوفّق بين واقع و خيال، جمع كل مشاعري المبعثرة و سهر ليالٍ معي كي أوثقَ بكتاب: مشاعر أنثى مبعثرة.
كنتُ أعبر فجوات الحياة بسلام لكنني ما استسلمت يوماً عن قضية البحث لأحرر قصتي بكتابي الأوّل: فاتتني أحاسيس!
غيّر الكثير بحياتي و كأنه وهبني حياة بعدما جلستُ مكبلة اليدين بأصفاد الحب، مصابة بسكر رائحة الهوى، شاردة كما لو أنني أعيشُ على القمر، أبحثُ متسائلة أين أين؟
هل حقاً بقطار الحياة؟
أعجبتُ به أكثر مما سبق ، عندما رمى بأحضاني ألف مفتاح طالباً مني حل ألغازه!
أعجبتُ به عندما تقاسمنا الأحاديث الواقعية الإجتماعية مرفهين عن الكآبة العارمة داخلنا برحلة إلى الخيال!!
لديَّ خيال وردي واسع لا حدود و قيود به!
متيحاً الفرصة أمام مشاعرنا لتتحرر …
وجدتُ نفسي حيناً بعد حين أختصر له أشباهه الأربعين!
دخل و أدخل معه حدثاً مهماً لحياتي و غادر أيضاً تاركاً كاتبته أمام تحدٍّ لموسوعة القصة القصيرة!!
هل صدفة أن يكون الحلقة المفقودة لأبدأ بالخطوة الأولى لرحلة الألف ميل بطريق الحلم؟!
دخل حياتي كنتُ أجمع بعض الكلمات ببعضها البعض لكنه بدخوله وهب الروح للكاتبة النائمة بداخلي و أنجزتُ كتابين!
غادر حياتي تركني حرة بلا أصفاد أمام باب نهاية الطريق للمحاولة تاركاً بيدي مفتاح بهيئة صدمة عندما علمتُ أنه متزوج بعد وعوده الكاذبة أمامي بعين وقحة و بقلب لا رحمة به !!
لكنني ذهلتُ من وهج الكارثة الشعورية التي تركها و غادر غادر بالوقت المناسب للإقتراب حررتُ نفسي بكلماتي ، عندما كتبت عمّا فعل بي و غادر!
لتكن مشيئة الله و لكن إعقل و توكل هكذا جاء في القرآن، لنبحث عنه بعقل متجاهلين روعة رائحته المسكية التي حركت بنا مشاعر الحب الهائج لنغرق به دون معرفته!!
هل كنتُ الخائنة في أم المخذولة؟
جعلني كاذبة أم مخدوعة؟
كيف وضعني بموقف خائنة وأنا أخشى خيانة قلمي بالتأخر ثانية عن موعد الكتابة!؟
لقد غادر لكنني أغلقتُ الباب بعنف امرأة غاضبة خلفه، لكن غضبي بذكاء ماكر هذه المرة كي أفوز بلقب صاحبة أفضل قصة قصيرة في مصر أم الدنيا…
ملاك علي.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي