طقوس ملاقاة الأم بعد غياب
_
بكثير من اللهفة والشوق..
نغسل غشاوة عيوننا بصورتها الجميلة..
نرمي الحقائب أرضاً لنحمل يديها الرقيقتين نقبلهما..
نتنقل بينهما، في واحدة نشم عطر أمومتها فننتشي طفولة وأملا
في الثانية يشتد عودنا ونزداد رجولة وقوة ..
نصعد إلى جبينها لنطلب الغفران والرضى..
ثم نباغت خدها الأيمن بقبلات متلاحقة إلى أن ينتهي النفس، فيعاتبنا خدها الأيسر لأننا أطلنا الغياب.. وإلى أن ينقطع النفس..
كعاشق ينتظر خلو المكان نضع رأسنا في حضنها، فنعود بها إلى نقطة البداية، حيث لا كبرنا ولا سافرنا ولا عرضنا عينيها للقلق..
طقوس وداع الأم قبيل السفر
_
نملأ حقائبنا بالحب والحنان نحكم إغلاقها.. ستعيننا خلال السفر
نأخذ كعكاً
حلوى وربما زيتاً وزعترا
صَنَعتها بعناية وصبر
نُخرج حقائبنا ليلاً بعد أن ينام القمر
لا نحدث ضجيجاً
نتسلل إلى غرفتها، نشمّ عطر ملابسها
نغطي وجهها بنظرات تفقّد واطمئنان
هل تنام بسلام..
نحدق النظر..
وهل هناك نَفَس؟!
نصحو باكراً فنتظاهر بالجوع الشديد ونأكل بنهم
وحين موعد الرحيل
لا ننظر في عينيها أبداً نتصرف بخجل
نشيح بنظراتنا كي لا تفضحنا أمومتها فنرتمي في أحضانها من جديد..
ونلغي السفر
نصطنع سعادة، ونبتعد
وفي السيارة نغلق أعيننا
ننهار على قدميها ولا نشبع قبل..
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي