فتيحة بجاج السباعي
لا بأس…
سأتحمل
وأنزل من على ركح التأمل
أنا الآن أرى كل شيء بوضوح
العصا غاضبة تتساءل
لماذا التخلي عن الضربات
والستائر انتابها الخجل
اختبأت وراء جرأة الكواليس
الناقوس لم يعد له رنين
وحطام الدير تلاشى
فقط وحدها الصلوات ظلت تلتف وتدور
حول خشبة مهترئة
تحوم وتحوم وتحوم
الدهشة نابتها دوخة المشاهد
وبعثرها رعب الفصول
أخذت مكان السقف
المطر غاضب
رحل إلى وطن بعيد
يلاحق فتات الهويات
ويحاول فك خبال البصمات
القلم جف مداده
وبح ندائه
من هول النواح والنحيب
أصابته حمى النسيان
أنا تعبت من التخمين
دخان الفتيلة حارق
أذاب صمغ أصابعي
سأفتت عيدان القصب
أصنع منها ريشة نحيفة
وأرسم زمرة أنيقة
ألونها بدم الجراح
وأنفث فيها عروقا حشفة
أبللها من ندى المعاناة
أصيح فيها أن تنهض
لتعيد صواب المعاني
وتبدد وجوم الكلمات
الدمع نابه الكبرياء
تعالى في محراب الجبروت
أنا أبحث عن حرف صادح
يعاند الصدى
سأخفي حسرتي في سرة الغيب
وأدفن الشكوك في حبل الأسرار
ثم أعلقها تلك الظنون
على أطلال اليقين
لا تبحثوا عن أساسات المغزى
المهد خفاء واللحد هباء
سأسحقها تلك اللفافات
وأبطلها بأبخرة من رضاب الغيم
وأزينها حنجرة الكفن
بعقد من حصى وهمية
أجنيها من مقابر الصمت
أنا لست أبالي بهذا الصخب
تعودت كبدى وخزات القسوة
كأني أسمع ضجيج محاكمات
من أعلى سور في المدينة
تحاكي الغموض
وترسم منافذ الخلاص
الأبواب يتيمة والأقفال نخرها الصدأ
والمفاتيح رحلت والسلاسل التهمت كل علامات المسار
فكيف العودة؟؟؟
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي