رسالة الشاعر
عجيبٌ أمرُ هذا العمرِ لم يأبهْ بأحلامي
وحينَ أتيْتُ أغنيةً
تولّى نبضَ ألحاني
ناصر رمضان عبد الحميد
الحلم واللحن عنصران متكاملان، في ذاكرة الوجود وما بعد الوجود. فالحلم صورة نورانيّة للواقع، قد يكتنفها الضباب . تزهر في العمر كأزهار الزيزفون، ولا تعطي ثماراً.
واللحن صورة لا واعية عن المستقبل الفضّيّ الذي يراود أرواحنا عن ذاتها، في ألق فراغ كونيّ أثملته حقيقة الأغنية التي غنّاها ٱدم وحوّاء، يوم أكلا تفاحة الندم.
بين حلم الذات ولحن الفكر صراع أزليّ. وهذا الصراع تكشفه ومضة الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد. صراع بين واقع الحلم ومستقبل الهينمات.
كم يليق بك، أيّها الشاعر، أن تقرأ ، بين سطور الواقع/ الحلم، إنسانيّة الصراع بين الأنا والٱخر. أنا التوق إلی المجهول، وٱخر اللحن الليلكي البسمات والنسمات.
ويبقی الجواب الحاضر، المحاضِر، في أريج المسافة التي لا تهدأ ، ولا تستكين.
إنها المسافة الفاصلة بين الحاضر المحاصر بالإهمال واللامبالاة، ومستقبل الأغنية النابعة من أعماق الإلهام العسجديّ اللفتات.
والأغنية في قاموس الشاعر عبد الحميد تصبح جزءاً من صاحبها، تصبح النبض المحرِّك في بستان دمائه العاشقة.
في القصيدة الومضة ثنائيّة مبنيّة علی التضاد. والتضاد صورة مصغّرة عن شهوات العالم. تلك الشهوات المرتكزة علی عالمين متوازيين : عالم الحلم وعالم الأغنية، أو الشعر. والشعر انفتاح للعمر علی عالم النور، بعيداً من ظلال اللاوعي الحلميّ.
كيف يصبح اللحن / الأغنيةُ نبضَ الحياة والوجود؟
كيف للفراشة المتمثّلة في العمر أن تذوب في ضياء الحلم، وتستعيد الأغنية نبضها كطائر الفينيق؟
كيف تؤتی الأغنية في قلب مصاب بإدمان الأرق، وتجاوز القلق. أما النبض المذكور فهو مضاف إلی الألحان. وهي كلمة في صيغة الجمع تؤكّد انشطار الذات في رواق اللحظات الهاربة. والأغنية داء ودواء في ٱن. ولعلّها الصدفة التائهة في بحار المبتدا والخبر.
ناصر رمضان عبد الحميد، أيّها الشاعر التائه علی دروب العمر، لقد أتيت ورأيت وانتصرت. ولعلّ انتصارك هو انتصار القارئ علی اليأس والموت، وانتصار الأنا علی جحود الٱخر، في لا مبالاته والإهمال.
إنّ حلمك هو جزء من واقعنا المتألّم. ولكنك جعلت من ألمك، وعبر اللحن والشعر، صليب فداء وخلاص ورجاء قيامة. وهذه، لعمري، رسالة الشاعر الحقيقيّة.
د. جوزاف ياغي الجميلرسالة الشاعر
عجيبٌ أمرُ هذا العمرِ لم يأبهْ بأحلامي
وحينَ أتيْتُ أغنيةً
تولّى نبضَ ألحاني
ناصر رمضان عبد الحميد
الحلم واللحن عنصران متكاملان، في ذاكرة الوجود وما بعد الوجود. فالحلم صورة نورانيّة للواقع، قد يكتنفها الضباب . تزهر في العمر كأزهار الزيزفون، ولا تعطي ثماراً.
واللحن صورة لا واعية عن المستقبل الفضّيّ الذي يراود أرواحنا عن ذاتها، في ألق فراغ كونيّ أثملته حقيقة الأغنية التي غنّاها ٱدم وحوّاء، يوم أكلا تفاحة الندم.
بين حلم الذات ولحن الفكر صراع أزليّ. وهذا الصراع تكشفه ومضة الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد. صراع بين واقع الحلم ومستقبل الهينمات.
كم يليق بك، أيّها الشاعر، أن تقرأ ، بين سطور الواقع/ الحلم، إنسانيّة الصراع بين الأنا والٱخر. أنا التوق إلی المجهول، وٱخر اللحن الليلكي البسمات والنسمات.
ويبقی الجواب الحاضر، المحاضِر، في أريج المسافة التي لا تهدأ ، ولا تستكين.
إنها المسافة الفاصلة بين الحاضر المحاصر بالإهمال واللامبالاة، ومستقبل الأغنية النابعة من أعماق الإلهام العسجديّ اللفتات.
والأغنية في قاموس الشاعر عبد الحميد تصبح جزءاً من صاحبها، تصبح النبض المحرِّك في بستان دمائه العاشقة.
في القصيدة الومضة ثنائيّة مبنيّة علی التضاد. والتضاد صورة مصغّرة عن شهوات العالم. تلك الشهوات المرتكزة علی عالمين متوازيين : عالم الحلم وعالم الأغنية، أو الشعر. والشعر انفتاح للعمر علی عالم النور، بعيداً من ظلال اللاوعي الحلميّ.
كيف يصبح اللحن / الأغنيةُ نبضَ الحياة والوجود؟
كيف للفراشة المتمثّلة في العمر أن تذوب في ضياء الحلم، وتستعيد الأغنية نبضها كطائر الفينيق؟
كيف تؤتی الأغنية في قلب مصاب بإدمان الأرق، وتجاوز القلق. أما النبض المذكور فهو مضاف إلی الألحان. وهي كلمة في صيغة الجمع تؤكّد انشطار الذات في رواق اللحظات الهاربة. والأغنية داء ودواء في ٱن. ولعلّها الصدفة التائهة في بحار المبتدا والخبر.
ناصر رمضان عبد الحميد، أيّها الشاعر التائه علی دروب العمر، لقد أتيت ورأيت وانتصرت. ولعلّ انتصارك هو انتصار القارئ علی اليأس والموت، وانتصار الأنا علی جحود الٱخر، في لا مبالاته والإهمال.
إنّ حلمك هو جزء من واقعنا المتألّم. ولكنك جعلت من ألمك، وعبر اللحن والشعر، صليب فداء وخلاص ورجاء قيامة. وهذه، لعمري، رسالة الشاعر الحقيقيّة.
د. جوزاف ياغي الجميل
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي