(رحلتْ)
ها قد رحلتْ
ما كنتُ أعرف أنّي سأرحل يوماً
لكنّي رحلتْ ..
غيّرتُ عطري
صار النرجس يغويني
قصصت شعري
متاهات من الألوان
تُداهنُني وتُنسيني ..
استبدلتُ ملامحَ أحببْتَها
راوغتُها خاتلتُها ..
فصرتُ امرأة لا أعرفُها ..
وأنت لن تعرفها ..
كان ما بيننا مستحيلاً جميلاً
وها قد ترامى إلى المنتهى!!
كنتَ بارعاً
مُبدعاً ساحراً
في نسج كلمات فتنتني
ظننتُها لي وحدي ..
صحوتُ
تشعّبتُ … تماهيتُ
حلّقتُ بعيداً
أرضكَ ما عادتْ تجذبني
كنتَ لي وطناً
وكنتُ لك دفئاً
وحناناً وأماناً ..
ما عاد لي وطن هنا
رحتُ في المدى
وطني صار بين السّحاب
وقسوة الغياب …
تلك السّهوب في عينيك
غادرتُها
تلك الشّفاه تناسيتُها
وها قد اعتدتُ
النّسيان .. وغيابَها ..
صرتُ امرأة غريبة
امرأة لن تعرفها
ولن تعرف نفسها
بلاد جديدة وصلتُها …
عالمٌ نسجتُ خيالات عنه
أقمتُ فيه
اشرأبَّ في عمق أوردتي
سأعتاده
وأعتاد غيابك
لن تخيب محاولاتي
فلا تفرح لخيباتي ..
ودّعتُك غيابياً
غادرت طوعاً شرنقتي
وها أنا الآن .. هناك
هنا .. في الجانب الظّليل
من الكون!
في كهف يضيق بروحي
يؤويني .. يحتويني
ينسلُّ في كل شراييني …
لو مررت به يوماً
لا تقرأ فاتحة من أجلي
أخشى صلواتك تحييني ..
كنينة دياب⚘
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي