= شكوى
دَعنـي إذا كنـْتَ قد أبصـرتَ بي تعبًـا
لا تهـززِ الـنّخـلَ لـنْ تَلـقى بـه رُطَبـا…!
والخيـلُ حـيـنَ تراها اليوم في رهق
لا تـرفعِ الـسّـوط إن الخيل. لن تـثِـبـا..!
ولـلدمـوعِ بعـينـي ألـفُ شـاهدةٍ
تقـصّ عـن روضة قـد أصبـحـتْ حـطبَـا !!
هـوَ الزّمـانُ الـذي عشـنـاهُ فـاكهـةً
وقـبّـراتٍ ولـحـنًـا راقصا وصِـبـا…!
كـنّـا إذا نـثـرتْ أقـلامُـنـا صـوَرًا
نضـيءُ فـي الـليـلِ حـتـى البـدرَ والشّـهبـا..!
كنّـا نغـارُ عـلى الـفُصـحى ونُلبسـهـا
أغلـى الـثّيـابِ وكـانَ الـوجـهُ مُـنتقِـبـا…!!
وكـانَ في بـلـدِ الاحـرارِ كوكبـةٌ
إذا شَـدوْنا لها غـنّـت لنـا طـربـا..!
وكـانَ لـلـشّعر اكـوابٌ نعتّـقُـها
يغـدو بهـنّ أمـيـرًا كـلُّ مـنْ شـرِبـا…!
وكـانَ كـلّ رخـيصِ القـولِ مـنـتـبـذًا
حـتّى وإن كان نـجـمـًا أو عـَلا نسَـبَـا…!
كـنـّا قصـائـدَ لا تنفـكُّ صـادحة
وحيـنَ نغـضـبُ كـنّا نـركـبُ الـغَضَبـا،،،!
فكيـفَ تسـألُ كـرمًـا جـفّ مـن زمـنٍ
وكـيـفَ تطـلـبُ مـنْ أخشـابِـهِ عـِنبـا…!؟
ماكنـتُ يومًـا -وربُّ الـبيـت – مـُكـتـئـِبـًا
لكنْ غـدوتُ – وربّ البيت – مكـتئبـا…!
فـلا الـمصـلّون قـدْ صفـّوا على نـسـقٍ
ولا الإمـامُ أقـامَ الصـفَّ واِنـتصَـبـا !!
ولا المـؤذّنُ قــد جـادتْ قـريحَـتُـه
ولا الأذانُ بـسـمـعـي رقَ أو عَـذُبا….!!
وأسـألُ اللـهَ أنْ يُبقـي بـذاكـرتـي
نجمـًا أضـاءَ بهـا عـاميـن ثمّ خَـبـا…!
وأسـألُ اللـهَ يومـًا قادمًـا لأرى
أمًـا أحِـنُّ إلى خبز لها وأبَـا….!!
مـحـمـود مـفـلـح
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي