من اليمن السعيد الذي تحوّل في غفلة من الزمن إلى ما نراه الآن، وبرغم ذلك ما زال يبدع ويشارك ويقف شامخا.
تعرفت على انتصار السري منذ سنوات طوال وما زالت على العهد وفية لإبداعها وللأدب والثقافة و الصداقة.
من هنا كان لمجلة أزهار الحرف حوار معها لتقف على مشروعها وإبداعها.
رئيس التحرير.
حوار مع القاصّة اليمنية /إنتصار السري
١_ما هو الحافز الأهم وراء احترافك الكتابة وخاصة القصة رغم حصولك على بكالوريوس في الرياضيات؟
- الكتابة لا تحتاج إلى حافز بل هي نابعة من موهبة وتغذية تلك الموهبة بالقراءة في شتى مجالات العلوم، من أدب وفلسفة وفكر وعلم نفس ورياضيات وغيرها من العلوم الإنسانية، التخصص لا يحدد اتجاه الموهبة بل يدعمها، أنا بدأت الكتابة من عمر صغير ومازلت طالبة في المدرسة الاعدادية، ومع حبي وشغفي للقراءة تطورت تلك الموهبة، فكتبت أول قصة وأنا في المدرسة وتم نشرها في مجلة الحائط المدرسي في مدرستي، كذلك فإنّ التشجيع الذي وجدته في البيت من أهلي، على القراءة منذ سن مبكر ، من خلال توفير المجلات والصحف وقصص الأطفال وكتب ثقافية، فتح أمامي عالما واسعا أطل عليه من خلال السطور . بالنسبة للرياضيات فهي متعة ذهنية تجعلكِ تتخيلين وتحلّقين في عوالم المعادلات، والنسب المثلثية وغيرها، مثلها مثل القصة التي تحلّق بكِ وأنتِ تكتبينها، أو الغوص في سحر الرواية…
٢_ لماذا كتبت إنتصار السري القصة القصيرة بدلا من الرواية؟
إنتصار السري لم تكتب القصة بدلا من الرواية ولم تتقيد بالقصة القصيرة فقط، هناك مشروع رواية أعمل عليه، بالإضافة إلى أنّني كتبت القصة القصيرة جدا وتعمقت فيها، فكتابي “صلاة في حضن الماء” مجموعة قصصية قصيرة جدا، وكذلك كتابي “المحرقة”، أغلب نصوصه قصص قصيرة جدا، كما لي مشاركات في ندوات خارج اليمن في فن القصة القصيرة جدا، وكذلك مشاركة في كتب مشتركة مع عدد من أدباء الوطن العربي فيها، وأيضا شاركت في مسابقات خاصة بها.
٣_بماذا يمتاز كتاب ” فنجان قهوة على حافة الفوضى ” عمّا سبقه من كتب؟
” فنجان قهوة على حافة الفوضى” هو كتابي الجديد الذي صدر منذ شهرين، وشارك في معرض الرياض للكتاب المقام حاليا، وهو مجموعة قصصية قصيرة، غاصت الساردة في عوالم الرجل والفوضى الداخلية بداخل كل إنسان، وأغلب نصوصه كان السرد بصوت الرجل، هي تجربة تبحث الساردة فيها عن عوالم جديدة وأفكار متغيرة.
٤_لماذا اختارت إنتصار هذا العنوان رغم ما فيه من تناقض بين فنجان القهوة الذي يشرب لحظة هدوء والفوضى؟
لم تختره بل هو من اختارها، فهي من عشاق القهوة والاستمتاع بتذوقها خاصة لحظات الصباح الباكر المصحوب بصوت فيروز، لكن هناك فوضى تشوب دواخل الإنسان، وخاصة ما تعيشه بلادي من حالة الفوضى والحروب (حصار وغيرها…)
٥_هل برأيك ترجمة القصة إلى لغة أخرى يفقدها شيئا من ميزاتها ورونقها الأدبي أم لا مشكلة في ذلك؟
- قد يفقدها، وقد يضيف إليها، لكن ترجمة الأعمال الأدبية بشكل عام هو جسر عبور تلك الأعمال من نطاق المحلية، واللغة الأم إلى لغات العالم، ويصل الإبداع العربي إلى القارئ الأجنبي، مما يزيد من انتشارها وشهرتها عالمياً.
٦_ما هي الإضافة التي حصلتِ عليها من المشاركة في المنتديات العربية؟ - تعرفي على إبداع زملاء لي من كافة الوطن العربي، وتزودي بخبراتهم، وقراءة أعمالهم الأدبية، وكذلك قراءتهم لأعمالي، أيضا تبادل الملاحظات والتزود بالعديد من الثقافات وتراث بلدان زملائي العرب، كذلك نشر أعمالي في تلك المنتديات وبعض المجلات العربية…
٧_كيف ترى إنتصار السري مستقبل القصة القصيرة بالمقارنة مع واقعها الحالي؟ - القصة تحافظ على رونقها، رغم طلب السوق ودور النشر على طباعة ونشر الرواية، وعمل المسابقات الخاصة بالرواية، لكن هناك نافذة نور جاءت من خلال جائزة الملتقى العربي في الكويت لتحافظ على حضور القصة القصيرة عربيا، كما أن هناك بعض المواقع والمنتديات التي تخصص في نشر القصص وعمل مسابقات خاصة بفن القصة وباقي فنون الإبداع.
٨_هل اكتفيت بهذا النوع من الكتابة أم لديك طموح جديد في عالم الأدب؟ - لم اكتفِ ولم أتقيد بكتابة القصة القصيرة فقط، بل أطمح إلى الكثير، وأن أخوض عددا من التجارب في عالم الإبداع.
٩_المعروف أن اليمن بلد القصيدة والأدب فكيف تصفين واقعهما الآن في بلدكِ الأم؟
- اليمن بلاد كل أنواع الإبداع سواء كانت مقروءة مثل القصيدة والقصة والرواية والقصة القصيرة جدا والنقد، أو البصرية مثل الأعمال الفنية من تشكيل وغناء ومسرح وغيرها…
١٠_ما رأيك في انتشار المنتديات الثقافية الأدبية على مساحة الوطن العربي وخاصة رأيك في ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر عبد الحميد رمضان؟ - كما قلت لكِ سابقاً، المنتديات العربية ساهمت في انتشار الإبداع العربي والتواصل بين المبدعين من كل أقطار الوطن العربي، وملتقى الشعراء العرب قدم فرصة للمبدعين لتقديم أعمالهم من خلال نشر أعمالهم الإبداعية في صفحة المنتدى، ومؤخرا تم إصدار موسوعة القصة القصيرة في الوطن العربي الذي جمع في أجزائه الثلاثة مشاركة أدباء من كل الوطن العربي، فكل الشكر للمنتدى وللأستاذ القدير ناصر عبدالحميد رمضان.
__
حاورتها من لبنان
نجوى الغزال
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي