تدمرت سوريا (وقبلها العراق) على رقعة أوسع من غزة وتم تهجير أكثر من ١٠ مليون سوري وقتل ما يزيد عن تعداد أهلنا في غزة منهم وبنفس العدد وأكثر من العراقيين. أما الذين يغررون اقليميا بشعوب المنطقة ويبيعونهم الأوهام والوعود بإسم الامة الإسلامية لم يتحركوا. ولن. بل على العكس، كان كل منهم وما زال يحاول كيف يستفيد من الصراع الدائر على أرضنا لصالح أنظمته واقتصاده وعقوده وفتح معابر واسواق له على ارضنا وسلبها وتسوية علاقته بالغرب بمساومته بنا وبخيراتنا.
ما يحصل يجب ان يكون صحوة وطنية للتخلص من الأوهام التي تم تعميمها على شعبنا والتوجه لبناء مشروعنا الوطني نحن، المرتكز على البناء وليس على الصراع، بعيدا عن الاكاذيب والوعود التي دمرتنا وحذاري اليوم ان تدمر لبنان مجددا. ويجب ان يدفعنا الى التخلي عن خيارات كانت وستبقى خاطئة.
على المقلب الآخر ما يحصل يجب ان يشكل دعوة لدول الجزيرة العربية وعقلائها بأن تتخلى عن أوهامها هي أيضا تجاه اسرائيل التي تشكلت في هذه الجغرافيا، لتكون دولة حرب مدمرة للعالم العربي، مزعزعة له ولمقوماته وسرقة خيرات اهله، وبذلك عدم قدرتها على تبني أي سلام عربي.
اسرائيل عند كل منعطف تثبت أنها لن تكون الا دولة حرب وصراع. سلامنا العربي-العربي وحده يقوّض صراعها المفروض علينا بدعم دولي ناهب. ولا يظنن أحد أنه سينجو من هذا الصراع إذا لم يتم تقويضه.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي