أسعد الله مساءكم بكل خير
في هذه الندوة التي نناقش فيها ديوان الشاعرة سعاد الناصر
في البدء أريد أن أحييكم وأن أهنىء الشاعرة على مولودها الأدبي ” الحب لا يتكلم كثيرا”
هذا العنوان الذي عنونت به ايضا إحدى قصائدها . إذا توقفنا أمامه. نجد أنه يمكن أن يتحمل تأويلين
هل ما قصدته الشاعرة أن الحب ليس بالكلام بل بالأفعال لذلك نرى المحبين الحقيقيين يفعلون كل شيء من أجل برهنة حبهم للحبيبة دون أن تكون لديهم القدرة على التعبير الشفوي.
أما المعنى الآخر الذي يمكن أن تكون قد قصدته الشاعرة بأن الحب لا يطول كثيرا أو أن السعادة التي تغمر قلب حبيبين تكون لفترة محدودة ومن بعدها يحكم القدر حكمه على هذه المشاعر المقدسة.
وإذا أردنا أن نعطي عنوانا بالخط العريض لكل ما نمر به نجد فعلا بأن الحب في هذه الأيام لا يتكلم كثيرا بالعكس فإن الفساد والضغينة والحروب والقتل هم الذين يسيطرون الآن
من حيث المواضيع التي تناولتها الشاعرة فهي متنوعة ولكن تعكس بشكل واضح البيئة التي نشأت عليها والتعاليم الدينية والطقوس التي آمنت بها . وأجد نزعة الفخر والتباهي جلية في شعرها .
لذلك اجد في الكثير من القصائد نوعا من الشعر الديني الذي يشمل الفخر بأمجاد الإسلام ويشمل أيضا المديح النبوي
هذا النوع الذي عرف في صدر الإسلام
وظهر مع الدعوة النبوية والفتوحات الإسلامية مع الصحابة حسان بن ثابت الملقب بشاعر الرسول وكعب بن مالك وكعب بن زهير حتى في مدحها للأئمة نستحضر قصيدة الفرزدق الشهيرة ” هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ” وكان يقصد الإمام زين العابدين .
أيضاً بدا أيضا الإمام علي والحسين والحسن في الكثير من القصائد التى تفاخرت فيها الشاعرة بنعم الإنتماء إلى مدرسة آل البيت الذين فيهم نجاة كل مسلم وأمان له على غرار شعر دعبل بن علي الخزاعي لذا نعرف من بين السطور بأن الشاعرة مسلمة ملتزمة بالشعائر الدينية وكيف لا تكون متمسكة بتقاليدها وهي ابنة العراق وما يعرف عن العراق أنه محجة لكل العاشقين لتراب كربلاء حيث مقام الحسين والحسن عليهما السلام
وكيف لا تتكلم الشاعرة أيضا عن الثورة وتراب كربلاء قد تخضبت بدماء أكبر ثائر في التاريخ قصدت الإمام الحسين عليه السلام وثورة كربلاء التي أعطت دروسا وعبرا في الدفاع عن الحق وانتصار الدم على السيف واعلاء كلمة الحق على الباطل وغيرها من دروس الإيثار والإنسانية والتضحية كي يقوم الوطن .
لذلك نجد الشاعرة ثائرة ولعلها تريد أن تذكر الشعب بضرورة هذه الثورة قد تستقيم الأمة لأنها كما أشارت امرأة تحب العراق دجلة والفرات النخيل صهيل الخيول وضريح علي وكربلاء .. لخصت حبها لعلي بأنه الأمل وبحب لا ينتهي قصدت الإمام الحسين
وفي بيت أيضا قالت أنا امرأة عربية احب ككل النساء ليقول الناس عني اني مت في حب ال البيت .
وتذكر كل الثائرين بالإقتداء بثورة الحسين ثورة كربلاء حين قالت عرفت أن الحسين ثائر
ووجوب الثورة لأنها توجه نقدا للحاكمين العرب
تقول : الحاكمون تسيدوا ما ترجموا
سير النبي وصفوة الخلفاء.
وفي مقلب آخر نجد الشاعرة الجدة التي تحتفي بميلاد حفيدتها والتي تتغنى بجمالها وكأني فهمت بين السطور كم كانت الشاعرة عندها تفاخر بذاتها وقرأنا ذلك وهي تخاطب حفيدتها دون سواها التي ظهرت في اكثرمن قصيدة وفي سياق حديثها كانت بطريقة غير مباشرة تتغنى قائلة: لك أسوة يا حلوتي في جدة
كانت بلاغتها درر
وقفت كطود شامخ والخصم قد فقد الأعنة واندحر
هنا نفهم بأن الشاعرة قد تعرضت لضغوط إجتماعية والى حسد او عداوة بسبب قلمها لكنها ظلت متمسكة به وشامخة
وهي تتكلم عن حرفها في أكثر من قصيدة وتكنيه بالدرر
وخصوصا في حوارها مع أبيها حين سألها ماذا تضع فوق الرفوف: درر الكلام الأعذب
كالأم تحمل طفلها في منكب
حب على طول المدى لم ينضب
كل ذلك رغم الأسى
أما الحب فقد أخذ أيضا حيزاً كبيرا في قلبها فهو كان متدفقا وكانت تتباهى وتعترف لحبيبها بأنها امرأة خطيرة
وقالت أيضا انا وانت حب لا يتأخر وفي خاصرتنا خنجر
وبان حبيبها واظنه الزوج كان يعاملها كأميرة
لكنها قالت كنت حبيبته الأميرة
ودون شك أن هذا الحب تلاشى رويدا فقالت أصبحت مشاعرنا ضريرة
لقد اضلت طريق الحب التي عبدته بأحلام كبيرة لأن فجأة أصابنا الكدر
في النهاية يطول الحديث عن هذا الديوان الذي تنوعت قصائده بين التفعيلة والوزن والبحور والحديث
وأقول للشاعرة هنيئا لنا وللأدب هذا الديوان على أمل أن تستفيق القلوب من كبوتها وتعود الكلمة الأقوى للحب كي يعم السلام والأمن في العالم عندما يصدح الحب عاليا ويصير بيننا حاكما ويتكلم كثيرا.
مع تحياتي والسلام
.آمنة محمد ناصر
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي