دفء التين والزيتون
كلّما أعياها التَّسكع
على دروب الشتات
تعود إليك يا نبع الدفء
والعمر الباكي على صدر الآهات
نِتَفاً من جدائل التين والزيتون
تتفيأ مرايا البدء
والنجوم الواجمة تحترق
على صقيع الوجنات
تعود إليك يا نبع التحنان
كلّما حوّم الحزن هديلاً
ينبت في حشا الصخرة الثكلى
لهاث حداء ..
كلّما على جسور العبور
التَوَت أعناق اليمام
وأذرُع الأمهات في غبش الدخان
تمتد أجنحة ورايات
لدغدغات البراءة..لثغاء الأشواق
تُشيِّد في غلس الروح
عشّاً .. معبداً.. وسماء
تعود إليك وتسابيح الحنين
أنين كمان
تنقش بالدمع المذرور
وجهاً مُقْمِراً قدسيّ السِمات
وجه أبَدٍ تيمَّم سيل النار
للآتي من ضياء ..
تحتضن ظلالاً تكفّنت بظلال
بنصال الريش تحرِّك في الجذور
الراكدة رعشات شمّاء
لاكتمال الدوائر .. لدورة التكرار
لفراش رفّافاً يتجدَّد
كلّما طار شراراً وتبدَّد
عابراً بجديد الومض لطيب جنَّات
تعود إليكَ يا شمس البدايات
كلّما استدارت لإياب من جب الظلماء
لإدراك المسار وانتشاء النهايات
في تلاشٍ مُسْتحب اللقاء ..
تتدلّه عشقاً مولَّهاً تطلق الوعد المشرق
أجراساً وأسراب زغردات
وأعناق الحمائم تتلّفت
وعلى أهدابها رفيف مراوح السلام
وفي عيونها المزرّرة بالنور
تتفتّح النجوم أفواف زهرات..!
نهلة النجار
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي