مها إسماعيل وسيميائيّة (جحيم خلف الأبواب) كمدخل لفهم عوالمها الخفيّة
يشكّل العنوان مع النص علاقة تكامليّة، ترابطيّة شأنه في البلاغة وعلم الأصول شأن العامّ والخاصّ. الأوّل يعلن والثاني يشرح ويوضح ويفسّر. ومن خلال السرد يلمح القارئ رويدًا رويدًا ماهيّة الحكي ويتعرّف إلى شخصيّات العمل والعلاقة ما بين السرد والسارد. واختيار العنوان هو من أصعب مراحل عملية الإبداع إذ إنّه أصعب شي يقف المبدع أمامه طويلًا، وقليلون من يُوفَّقون في ذلك.
والعنوان الذي بين أيدينا (جحيم خلف الأبواب) للمبدعة المصرية القاصّة مها إسماعيل حمّاد يوحي من حيث اللغة العربية إذا رجعنا إلى معاجمها إلى :
_ الجحيم: هو الشيء الشديد الحرارة وهو اسم من أسماء جهنّم والمعنى المجازي هنا هو المراد أي المعاناة التي يعيشها الإنسان أو يمرّ بها في حياته خلف بمعنى وراء والأبواب جمع باب وهو ما يتواصل منه مع غيره وهو يتماشى ويتماس مع القصص الست داخل المجموعة القصصية ليصبح المسار السرديّ مشتملًا على كلّ أبجديّات العنوان أو المشاريع التي يحتويها العمل. ومن هنا يتفاعل القارئ بداية ونهاية، ويصير في مسار سرديّ واحد مع النصّ بل أحيانا يعرف نهايته قبل أن يكمل القراءة. ومن هنا يدخل العنوان والنص في علاقة وشيجة قويّة، ومن هنا جاء العنوان (جحيم خلف الأبواب) مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالأعمّ الأغلب بالمجموعة القصصية التي تحتوي على ستّة (نصوص) وهي كالتالي: جحيم خلف الأبواب فوبيا الوسوسة بتوقيت العشق قُبلة الموت فاقد العقل لا يستريح ميت على قيد الحياة.
ليصبح هنا العنوان (جحيم خلف الأبواب) هو مفتاح هذه الأبواب الستة التي بداخل المجموعة القصصية. ويصبح العنوان محفّزًا ودافعًا للاطّلاع والقراءة
ثم يلحظ القارئ أيضا أنّ الغلاف شكّل نوعًا من أنواع الدعم الفنّيّ إن صحّ التعبير لأنّه يحتوي على فتاة تظهر عليها آثار الدماء والفزع والبكاء في مقابل يد تحمل مفتاحًا. واليد ليست كَيَدِ البشر في نوع من الفنتازيا والخيال وهي أقرب إلى النص الأول والقصة الأولى ( جحيم خلف الأبواب) التي تحمل المجموعة القصصية عنوانها.
وتحتلّ القصة الأولى المساحة الأكبر من العمل حوالي 32 صفحة تقريبًا. وتشتمل باقي القصص على صفحات قليلة من 10 صفحات عدا قصّة واحدة وهي( قبلة الموت) 20 صفحة.
يحمل العنوان بين طيّاته الخوف بكلّ مفرداته ويتناسق ويتناسب مع القصة الأولى التي أخذت الحيّز الأكبر في إشارة إلى الخوف طوال الطريق وطوال الرحلة وطوال العمليّة الإبداعيّة، الخوف المنتظر من المشاهد التي نراها حول هذه المجموعة من البشر الذين تنتابهم عوامل الخوف ويحيون في جحيم يصارعون الحياة للبقاء أحيانًا وأحيانًا الانتحار، ليصبح هنا العمل إيجابيّا في معظم حالاته، ويحثًا على النجاة لدى أبطال المجموعة القصصية، ومعبّرًا عن الحالة النفسية للأفراد.
في القصة الأولى التي هي مفتاح للفهم والدخول إلى جميع الأبواب بالدخول إلى عالم الخيال والفنتازيا ( هي تناول الواقع الحياتي من رؤية غير مألوفة) لجأت الكاتبة إلى هذا العالم، عالم الجنّ والشياطين والأحلام وعدم تحديد الوجهة والبحث عن المخلّص. وتعرّج الكاتبة برمزيّة واضحة الدلالة على تحوّل المجتمع حول الناس جميعًا إلى شاطين وإلى مصّاصي دماء.
(الشيطان في اللغة يطلق على كل ما يضرّ ويطلق على كل عاتٍ متمرّد ، ويطلق على المرض والفيروسات الخ…
ويفهم حسب السياق) كما تظهر كيف تحوّلت البطلة في القصة الأولى من فتاة جميلة مسالمة إلى شريرة وقاتلة ومصاصة دماء تؤمن بالقتل والإنتقام. فالإنسان كما يقول الفلاسفة هو ابن بيئته يثمر حيث وُضع وهو في الحقيقة ملكٌ وشيطانٌ يعفُ ويفجرُ.
تتداخل القصة الأولى أو النص الأول ما بين الخيال والواقع عالم الجن والسحر والشياطين والتحوّل، ويختلط الواقع بالخيال،
فالبطلة فريدة التي نشأت في ملجأ بعد مقتل والديها تحلم بقطة تمرّ من أمامها وهي تجلس في ملجأ، وتتحوّل القطّة في لحظة إلى فتاة شديدة الجمال تحكي معها ولها حكاية هي أقرب إلى حكايتها، وهي أنّها كانت فتاة جميلة مطلوبة للزواج من رجل من أصحاب السلطة والنفوذ وحين رفضت الزواج منه قتل والديها، ولم يكتفِ بذلك بل لجأ إلى الدجالين والسحرة وقام بعمل سحر لها ورصدها بتعويذة وحكم عليها مدى الحياة أن تظلّ قطة طيلة النهار وتتحوّل إلى فتاة بعد منتصف الليل،
لتكتشف أنت كقارئ أنّ فريدة كانت تحلم وهو حلم طبيعي وإفراز للعقل الباطني من شدّة القهر التي تعرضت له والظلم الذي عاشته، وتبحث عن الخلاص.
عمليّة الانغماس النفسيّ في التفكير نتج عنها تفكير في عمليّة الخلاص. والحلم واضح وجارٍ على طبيعة حالتها النفسية في البحث عن التحوّل ولو في جسد قطة للهروب من الواقع الأليم. ثم تنفتّح القصة على هروب فريدة من الملجأ وذهابها إلى منزلها. وحين تحاول الراحة والاسترخاء والبحث عن النوم إذا بها تشعر بالتوتّر والخوف وتسمع أصوات عواء الذئاب وفي الواحدة بعد منتصف الليل، وتستيقظ على أصوات غريبة، وتحاول أن تبحث عن هذه الأصوات لتدخلنا الكاتبة إلى مشهد خيالي فنتازي مثل أفلام هوليود ومشهد يتماشى مع حالتها النفسية إذ تجد نفسها( فريدة) وسط مجموعة من مصّاصي الدماء الذين ما إن رأوها حتى فرحوا بها لأنّها ستكون لهم حفلة الشواء و يدعون على أثرها أمير الجن والشياطين. ومن خلال حيلة احتالتها فريدة ووعدت أحدهم بالزواج منه والهرب معه إذا هو قام بإنقاذها. وبالفعل يتمّ لها ذلك، لتهرب وسط انشغال الجميع بالحفل. لتتحوّل إلى الملاحَقة من الجميع لقتلها
لتجد نفسها وسط غابة من الأموات. وفي لحظة يظهر المنقذ على شكل شابّ يُدعى (مراد) وكان قد مرّ بما مرّت هي به حيث أخذوا أهله وفعلوا بهما ما فعلوه مع والديها من قتل وتعذيب.
وكان ينتظر اللحظة لينتقم من الجميع.
استطاع مراد أن يساعدها وأن يتغلّب على الجميع وأن ينقذها، لكن بعد فوات الأوان بعد أن أصبحت هي أيضا متحوّلة ومن جماعة مصّاصي الدماء بعد أن غرس أحدهم أسنانه في رقبتها.
وتحوّلت إلى مصّاصة مثلهم في إشارة إلى تحوّل البشر إلى الشرّ بفعل عوامل خارجيّة. ثمّ تذهب بعدها فريدة وتقتل الجميع في الملجأ.
والملاحظ قبل نهاية القصة الحديث عن الأفاعي في إشارة إلى كثرة الأعداء ومن يتربّصون بالإنسان في حياته ليجرّوه إلى الأسفل دائما.
في النهاية تظهر القطة المتحوّلة فجأة لها لتتحوّل إلى الفتاة التي رأتها ثم تختفي مرة أخرى لتُخرج لنا أو تطلق لنا فريدة صرخة مدوّية ختمت بها الكاتبة هذه القصة: “هل من منتقم يريد أن يمزّق رأسي، هل من مغتصب يودّ التلذّذ بهذا الجسد المتحوّل؟
أيّها الأوغاد أنتم من كتبتم هذه النهاية بحبر التجبّر والظلم. أنتم من جعلتموني هكذا”. ولعلّها تذكّرنا بفيلم “جعلوني مجرمًا” للعبقري فريد شوقي، وفي إشارة واضحة للدلالة والتماهي مع العنوان، فإنّ الناس هم من يضعوننا خلف الجحيم. فالبشر جميعًا يولدون أنقياء لكن أفعال البشر هي مَن تلوّثهم وتحوّلهم. والقصة الأولى هي محور العمل والمركز الرئيسي له، من خلاله عالجت الكاتبة عدّة أمور كسطوة النفوذ الذي وصل إلى حدّ قتل الأسرة حين رفضت الفتاة الزواج من هذا الرجل صاحب السلطة، في إشارة إلى واقعنا وكيف تقتل الأحلام. وكذلك عالم الملاجئ والقسوة التي يعانيها النزلاء. فالواقع أحيانا أصعب واشد من الخيال. اللجوء إلى السحر هو دليل على تفشّي الجهل والتخلّف وسيطرة رأس المال.
القهر والظلم يولدان الانتقام. إنّ الإنسان ينجو بالحيلة أحيانا أكثر من نجاته بالقوة والشجاعة.
وفيها رمزيّة للقطّة، والقط حيوان أليف ورد في الكثير من الحكايات والأساطير قديمًا عظّمه الفراعنة واعتبروه المعبود (باستت) ابنة معبوده الشمس وتعتبر معبوده الحنان و الوداعة،
وفي التراث الديني الإسلامي في حديث الترمذي وأبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال واصفا القطة أنها من الطوّافين عليكم َوالطوّافات والمعنى تدور حول البيت وأنها طاهرة.
تتحرك شخصيّة البطلة في القصة الأولى (فريدة) في هذا الإطار السيميائي الذي هو العنوان للمجموعة كلها ولا تستطيع الولوج إلى فهم المجموعة برمّتها دون الوقوف على القصة الأولى وفهم عوالمها الافتراضيّة والخياليّة وكيف نشأت من فعل الواقع، فألقت فريدة خلف أبواب الجحيم وكيف حدّدت الوجهة التي دفعتها إلى تلك الحالة البائسة التي تحوّلت فيها من فتاة جميلة إلى مصّاصة دماء.
لم تكن تلك حياتها ولكنها حكايتها التي تحوّلت معها من أنثى وديعة إلى أنثى شرّيرة تقتل الجميع.
تنسج الكاتبة الشخصيّات من خلالها لكنّها شخصيّات قد يكون الواقع أقوى منها، ورد الفعل طبيعي إزاء ما تراه في حياتها، هكذا نجد
الأفعال = الأحداث أو الأفعال ناتج الأحداث الشخصيات المتخيّلة ناتج العجز. الحكي ورؤية فريدة للعالم الخارجي=رؤية الكاتبة للحياة من منظور دلالي
سيميائي
حين يعجز الإنسان عن أن يأخد حقّه بالطرق القانونية المشروعة يتحوّل إلى قاتل، إلى مصّاص دماء وفي خيال الكاتبة استبطان الواقع. وكتابة ما تراه في مجتمعها، وكيف لا يأخذ أحد حقّه وخاصة الفتيات أو المرأة فتأتي عمليّة السرد وهي العملية التي يقوم عليها السارد ويصبح عملها وعمل النص القصصي المشتمل على اللفظ والحكاية والسارد الراوي وما بين كلاهما يبقى العنوان هو الكاشف لعوالم المجموعة القصصية التي معنا.
_ثم تأتي القصة الثانية( فوبيا الوسوسة) والفوبيا الخوف والوسوسة أيضا نتاج الخوف. فالبطلة في القصة الثانية استأجرت منزلا من السيدة فاطمة الجشعة وهو منزل أشباح حوّل حياة البطلة إلى جحيم. ودفعها فضولها إلى أن تبحث عن الصوت الذي يأتي من المنزل وهو صوت متخيّل وتبحث في أرجاء المكان لتشعر أنها وسط الشياطين لكنها في النهاية تجد نفسها أمام لا شيء سوى الباب الصّدئ الأسود المفتوح على الحديقة المهجورة
وأن هذه الجثث المعلقة لفافات وسجاد مهترئة مائلة على كتف الجدران.
ها نحن أمام قصة أخذت من القصة الأولى عوالم الخوف والتفكير والوسوسة، لكنها انفتحت على وهم لدى البطلة. هذا الوهم أساسه كما كشفت عنه في نهاية القصة التربية والدلال الذي تحظى به من الأم التي كانت دائما تستجيب لطفلتها وتشتري لها أفلام الرعب لتجلس وتشاهد وقت الفراغ كل هذه الأفلام، في إشارة واضحة إلى التربية وأهميتها وعدم تلبية الأسرة كلّ ما يطلبه الطفل وإبعاد الأطفال عن مثل هذه الأفلام لأنها تترك أثرًا في عقلية الطفل. والعقل في اللغة الإدراك وعقولهم وإدراكهم لا تستوعب أن هذا ثمثيلا في تمثيل، وأنّ القتل متخيّل والطفل لا يستوعب في مرحلة الطفولة مثل هذه الأشياء. وأذكر أنّ الشاعر الكبير سعيد الغول حكى لي أنّه في آخر زيارة لأخته في أمريكا وجد أحفاده بعد مشاهدة هذه الأفلام قد صاروا مجرمين وتشاجروا مع بعضهم البعض وأنّ أحدهم يقوم بغرس أسنانه في رقبة أخته الصغيرة محاولا إخراج الدم.
تنتقل الكاتبة إلى القصة الثالثة كنوع من الاستراحة من عوالم الجحيم لتدخلنا إلى (بتوقيت العشق)
وقصة حب شبيهة بالخيال بين مسلم و مسيحية
أحبته من خلال سماع صوته وهو يقرأ القرآن ولم تكن تعرف أنه يقرأ القرآن ولم تكن تعرف أنه مسلم هو جارها الجديد، تساءت ماذا يقرأ حتى تجرّأت وطرقت بابه لتتعرف إليه ويولد بينهما حبّ يؤدي إلى الزواج أو يفضي إلى الزواج أحمد مسلم ومايا مسيحية ومن هنا يأتي التطرق إلى أحداث ربما شاهدها الجميع في مصر وهي زواج المسلم بالمسيحية. وهي منطقة خطرة والكتابة فيها أخطر وتحتاج إلى معالجة دامية تسرد الأحداث بعيدة عن الدخول في مواطن الخلل الدرامي والدخول في معتركات الدين والسياسة، والقصص الواهية.
وإن كانت المعالجة جاءت سريعة وغير محكمة وجاء الحب سريعًا والزواج أسرع وقد يقول قائل: هذا ما يحدث بالفعل؟
أقول: نعم لكن المعالجة القصصيّة مختلفة وتحتاج إلى سبك الأحداث والشخصيات لتخرج بشكل يتقبّله القارئ. وللخروج من هذا النفق المظلم كتبت القاصة في نهاية القصة ص 57: “وبالمناسبة هذه القصة بعضها حقيقيّ لأشخاص قريبين”. ويا ليتها لم تفعل لأنها زادت الأمر تعقيدًا لأنّ مهمّة القاصّ أو المبدع والروائي ليست نقل الواقع وإنّما تسليط الضوء عليه، والمعالجة الحقيقية لبعض مواطن الخلل الهدف منها فَهْم سلوكيّات البشر والعوامل المؤثرة في علاقتهم مع بعضهم البعض، وكأنها أي الواقعية جاءت لتحلّل وتدرس وتستفيد وتفيد القصة. ولكنّ القاصّة بعدت كل البعد عن ذلك ولجأت إلى الأسهل.
ثم تنتقل القاصة إلى (قُبلة الموت) التي تحكي عن فتاة انتحرت بسبب قبلة من مدرّس الموسيقى.
فتاة ثلاثينية متزوّجة برجل ستّيني يحبّها وأنجبت منه. يدلّلها ويفعل كل شيء من أجل سعادتها، ولمّا عرف ميولها إلى الموسيقى أتى إليها بمدرّس موسيقى ليعلّمها أصول الفن والموسيقى.
المدرّس اهتم بها ومع الوقت نشأت بينهما علاقة مداعبة أو إن صحّ التعبير تحرّش منه والتلويح بقبلة أو حب، وطلب منها أن يقبّلها فكانت القبلة التي نشأ عنها لحن باسمها (لحن القبلة).
تبدأ القصة بالموت ودفن الجثة ( انتحار الزوجة) ليعود الزوج حزينا يسترجع ذكريات الحب وعلى السرير يجد فستانها ويشم رائحتها، لكنّه يجد في فستانها جوابا يخرجه. ويقرأه. حكت فيه الزوجة عن هذه العلاقة العابرة بينها وبين مدرّس الموسيقى والتي أدّت إلى القبلة التي نشأ عنها الانتحار. هذه الثنائية بين العشق والزواج والزواج والحب ثنائية خطيرة ومسكوت عنها في كثير من عالمنا العربي. البنات اللاتي يتزوّجن ممّن يكبرهنّ سنًّا رغم توفير كل شيء إلا أنّها تبحث عن الحب وكان الحب سبب الانتحار.
ثم تأتي القصة قبل الأخيرة (فاقد العقل لا يستريح)
وهي حالة نفسية لفتاة فقدت أسرتها، والديها وأخوتها، في حادث ولا تريد أن تعترف بذلك؛ هربت من المستشفى أكثر من مرة لتذهب إلى بيتها دون أن يراها أحد متسلّقة للأسوار. ثم يعود زوجها من العمل فتقلب حياته إلى جحيم لأنها تتخيّل أنّه لا يهتمّ بها وهي لا تصدّق حين يحكي لها كل يوم أنّ أسرتها قد فُقدت، وأنهم لن يعودوا. وهي حالة نفسية من الفراق والموت لتصل بنا القاصة إلى نهاية مجموعتها بقصة
( ميت على قيد الحياة)
هذه النهاية المحتومة في المجموعة القصصية وفي القصة الأخيرة آدم وميرنا والحب السريع والزواج والوعد بالزواج، تتحول إلى دراما من نوع آخر، ألا وهي أنّ آدم يكتشف أنّ ميرنا مريضة بالمرض اللعين، مرض السرطان وهي فكرة مطروقة ومطروحة من قبل في كثير من الروايات العالمية وفي الأفلام التي شاهدناها في السينما العالمية. هذه الظواهر الست هي الجحيم بعينه من وجهة نظري.
لأن العنوان دار معها سياقا وسباقا تأخذنا المجموعة القصصية (جحيم خلف الأبواب) من باب إلى باب كلما فتحنا بابا اغلق في وجهنا آخر ونحن نحاول فتح غيره لكنه مقفل كحياة البشر المغلقة بين الموت والموت ورائحة الألم والحياة المليئة بالأشواك والتعب بسبب اصطدام الإنسان بالواقع الأليم، ومن يبحث لنفسه عن النجاح ويؤمن بوجود قوى عليا تخرجه مما هو عليه.
هذا ما دفع القاصة في البداية إلى خلق عالمها الأسطوري والخيالي. والإيمان بوجود عوالم من السحر والقصص الخارقة والأشياء خارج المألوف، الأشباح والعفاريت كنوع من الهروب من الواقع الذي ترفضه على لسان بطلاتها وبطلات قصصها ولا تجد له تفسيرًا، فتبحث له عن تفسير في عالم فانتازيي أو خيالي.
تحية للمبدعة مها إسماعيل وإلى المزيد من الإبداع.
- *
هناك بعض الأشياء التي يجب أن أنوّه بها كما حدث في أنّها تحدّثت في صفحتين كاملتين قبل قصة( قبلة الموت) ص ٥٨ و٥٩ بطريقة بعيدة كل البعد عن المجموعة. هما صفحتان حشرتهما الكاتبة حشرًا وتحوّلت إلى واعظة فبدأت بقولها (فكّروا بالحياة بجدية
وخذوا الموت وعظا…
وحين يأتينا الموت.. إلى آخر هذه الأشياء التي لا علاقة لها بالعمل، إنّما كان من الأَولى عدم وجود الصفحتين في المجموعة القصصية. تحياتي وإلى اللقاء
الكاتبة في سطور
مها إسماعيل حماد تربية رياض أطفال..
عملت مدرّسة رياض في مدارس دوليّة. تقول عن نفسها (أعشق الكتابة منذ الصغر
والفضل كل الفضل بعد الله يرجع لوالدي الذي يقاسمُه الأثير والثَّرى..
صدر لها :
_ ديوان شعر ( أيُّها الوغد..)
_ مجموعة قصصية ( جحيم خلف الأبواب)
سيميائية/ من السمة (العلامة)
والتحليل السيميائي يركز على العلامات والإمارات التي لها دلالة في النص :
من الأصوات والكلمات والأبنية الصرفية والجمل والتراكيب الخ…
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي