لن يموت الحبّ: نصوص وذكريات
الكاتبة ليلى بيز المشغريّة
عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع
كتاب في ١٣٤ صفحة
حبٌّ وإخلاص :
لم تجد ليلى أي أثر لجدّها الذي تُوفيّ قبل أن تولد، فقرّرت أن تحفظ ذكرى زوجها لأحفادها عبر كتابٍ يؤرّخ حياته، وفيهِ تضعُ جراحها على الورق فوضعت الشخص /الإنسان، موثّقة حياته منذ طفولته وحتى وفاته، وما بعدها من عذاب الفراق.
وهنا يأتي جمال المرأة التي لا تكتفي بالحب بل بالوفاء لقلبٍ أحبّها واحترمها خلال فترة زواجهما (٣٨ عاماً)
أخذتنا ليلى في قصة زوجها عبر جبال لبنان ومشغرة حيث مرتع الطفولة ومن ثمّ إلى الولايات المتحدة حيث حياة اللا حياة.
تعرّفنا إلى الزوج والأبناء (٤ شباب )والأحفاد (٤ حفيدات ) والأهل والإخوة.
كان الحبيب /الغائب حاضرًا شوقًا، لذلك وجدنا الرجل الأب والزوج والأخ والحبيب والعمّ والجدّ والخال.
تربّع على عرش حياةٍ مليئة بالعمل والاجتهاد في لبنان وفي الولايات المتحدة من أجل عائلته التي أعطاها كل شيء.
احترامه لها كزوجة وليست كخادمة وشريكة في كل شيءٍ جعله يتربّع ملكاً على قلبها حتى ما بعد غياب الجسد.
تركَ عطره في هذا الكون فحافظتْ ليلى على ذكراه وكتبتْ وجعها بقلمٍ أنيقٍ تذرف له الدمع وأنتَ تقرأ.
وضعت الألم في قصصٍ واعيةٍ تسودُ تفاصيل حياته منذ الطفولة في مشغرة، منبع الحب وحيث يسكن القلبُ فقرأتُ رقيّها في الحزن لفقدان ابن عمّها، زوجها وحبيبها الراحل عبر جمال العبارات في حزنٍ أنيق.
بناءُ عائلةٍ تفيض بالحب الذي لا يموت أبداً، لمغتربين جلّ اهتمامهما تربية الأبناء على تقاليد لبنان الحبيب، وعادات مشغرة الضيعة وطيبة أهلها.
لم يحملها حزنها على الوقوف من دون التصرّف فحملت القلم وكتبتْ وفاءً للحب كي تبقى ذكراه في هذا الكون، من خلال أعماله، ويده البيضاء، في محافل الحياة، وحرصها على توثيق تفاصيل مهمة، في حياة رجلٍ، حرصَ على بناءِ أسرةٍ وقدّم لها كل شيء.
ما بناه الحبُّ لا يموتُ بموتِ الجسد.
رأيتُكِ يا ليلى ناسكةً في معبد الحب، حاضنةً لربيعه، تكتبين مع حبيبات الندى كلماتٍ بعشق الرّوح لا الجسد.
تأتي سحابةُ حزنكِ على أديمِ الأوراقِ، جميلةً راقيةً تمتدُّ في كل نصٍّ لتتناثر أنفاسك عبر دموعكِ حروفاً من وفاء، فتكتبين أسطورةً خلّدها الحبّ في غيابِ الحبيب في رحم التراب.
لكِ العمر الطويل ولروحه الرحمة.
رنا سمير علم
٢٨/١١/٢٠٢٣
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي