قانون الشحاذة
دعت جمعية الشحاذين إلى إجتماع أعضائها فبَرَزَ حكيم الشحاذين قال:
إنَّ تَجمُّع الشحاذين ، أمام أحد الدكاكين أو الساكنين ، ضِدَّ قانون الِشحَاذةِ ، منذُ زمنٍ حتى الحداثةِ ، و لابُد من الرُّجوع لِلقانونِ ، الصادر منذُ عشرات القرونِ ، قَبْل المِيلاديةِ ، زمن السلاطين والعبوديةِ ، المُعمد بعد صَلب المسيح فى البريةِ , والمُعدَّل أيام الهجمةِ الامبرياليةِ ،على الأُمة العربيةِ ، وهذا نَصُّ القانون :
{ إنَّ الشحاذة حَقٌّ لِكُلٍّ للإنسان الشَريفِ ، من قاطنين الدورِ أو الرصيفِ ، مُحباً للعيش النظيفِ ، ليس باللص أو بالرَّجُلِ العَنيفِ ، وهي حَقٌّ لِلبصير والكفيفِ ، ولِكُلِّ ذي صحةٍ أو عاهةٍ ، أيٍ كان مَرساها ، وليس لها وقتٌ بَل عَشيَّها وضُحاها ، وعلى الشحاذ التحَلي بِالصبر الصريحِ ، وسَكب دُموعهِ كالتماسيحِ ، حتى تُرى على الخدِّ تَسيحُ ، كما يبكي الجريحُ ، وعلى الشحاذ عَدمْ الابتسامةِ ، لِمنْ أمَامهُ، ويخفض رأسهُ كالنعامةِ ، أمَّا إذا مَرت غَمامةٌ ، فَما عَليه ملامةٌ ، لأنَّ إشراق الابتسامةِ ، تَكون عند السلامةِ ، ويَمدُّ يَدهُ كَأنها مكسورةٌ ، و ينْظرُ بِعينٍ كأنّها مُعْوَّرَّةٌ ، ويتكلم بلسان مُتلعثمِ ، كمَنْ هو مُصابٌ بِداء الفَمِ ، وعَليهِ حَزْ شاربيهِ بالموس حزاً، حتى لا يُقال مغروراً أو مُعْـتَـزاً ، و ان يَكُون صَبَّاراً، لا يَخشى ضعيفاً أو جَبَّاراً ، وأن يكون لحوحاً لا يَملُّ من اللئيمِ ، أو أي الرَجُل العَديمِ ، وعلى هذا الطَّبع يستديمُ ليحصل على النعيمِ ، لأنَّ هَذهِ حِكْمَة القديمِ ، وهي أمورٌ مُجَرَّبةٌ ، وعلى مدار الزمنِ مُختبرةٌ .
كما يَجب على الشحاذ أن لا يَنْظر إلى العيونِ ، حتى لا يَفْضح من المَكْنونِ ، ويَبْقى الغَرض مَصوناً من أصحاب الظنونِ ، أمَّا الثياب تكون من الأسْمَال الباليةِ ، أو الأطْمَار الفَانيةِ ، عَليها بعض الرُقًعْ المُتتاليةِ ، ويَرْبط بَطْنهُ بالصخرِ ، ويَلْصِقُها باِلظهرِ، ، ليظْهر أثر المَجاعةِ ، على الجماعةِ ،في نَفس الساعةِ ، وأن يَتلَـوَّى مِن الجوعِ ، ولو شرب ماء الضروعِ * أو التهم الثريدَ ، وأكلَ العصيدَ ، وأن يظْهر الـُذلُّ والمَسْكنةَ ، و يخفي المَلْعَنةَ ، ويمْشي كالحمامةِ ، ولا يسْرع كالنعامةِ .
وعَليكُم بأمكر الحِيّـَلِ ، فمَرْدودها يَنْكال بِالْكيَلِ ، ومن أمْثلتها كَثيرةٌ , ولو كانت مَريرةٌ ، مِنها :
إذا البصر كبصر الصَقْرِ، خُذ طفلاً يقودك بِالسِّرِ، أو بالعصى سَرْ ولا تفضح للأمرِ، وإن كان جِسمُك كالفيلِ ، امتدْ فى المكان الظليلِ ، بمساعدة الزميلِ ، ثُم اهتف كالعَليلِ ، أنك بحاجةٍ لِلعلاج المُستديمِ ، والمَرض مُزْمنٌ منذُ القديمِ ، وانَّ لكَ عشرةً من الأطفالِ، يَحْتاجون لِلريالِ ، وعلى هذا يدوم كل الحالِ ، ولو كانت ثروتكَ كالجبالِ.
ومن لا يَحب المُرور في الحاراتِ ، أو التنقل بين الطُرقاتِ ، ويُودُّ تقصير المَسافاتِ ، فَعَليهِ بدور العباداتِ ، لأنَّ فيها نَاسٌ طيبينَ ، يَحبون الناس أجْمعينَ يرحمون المَساكينَ ، فعَليك في أول صَفٍ ، كحارسٍ أو مُشرفٍ ، وبعد الصلاة قفْ ، ثم ارفع الكف وخفْ ، وابدأ بالشُّكوى ، ثم البُكى ، أحياناً قُلْ
إن البيت إيجارٌ، ولا يُوقد فيها نارٌ، ولديك العَصَافيرُ، يعصرهم الجُوعُ المَريرُ، وأمُهم استضافها السريرُ ، ثُـمَّ مُدْ رُقعةً من الثيابِ ، وضَعها جوار البابِ ، أو خارج المسجدِ على الترابِ ، و لا تخْرُج إلاَّ بَعد المُصَلين أجمعينَ ، ولا بد أن تكون من الصابرينَ . وعلى الشحاِذين أن يغيروا الطريقةَ ، حتى لا تكْنـشَف الحَقيقةَ .
أحياناً قُلْ عِندك مُتوفى ، ليس لديهِ مالٌ يكفي ، ويَحْتاج إلى الكَفَنِ ، وإلى القبر مع الدَفنِ ، أو قُل الجَمَل* صدمَ ، بِما حَمَل وتهشمَ ، وأنا مَكْسور الحَوض مَعَ القَدَمِ ، وعَليَّ غرامات و دِيَّة الدَمِ ، أو قُلْ أبتليتَ بالحَريقِ ، أو بَيتك كالغَريقِ ، فى الودي السحيقِ ، وليس لك أحدٌ من المُعينِ أو الصديقِ ، وأنكَ مِنْذُ أسبوعٍ ما بَلّيت عُباب الرِّيقِ ، وكدت من الجوع تسقط فى الطريقِ ، حتى تنهمر دموع القاسي والشفيقِ.
وعلى الشحاذ أن يجدَ الوَسيلةَ ، لِيُحقق غَايتهُ الكفيلةَ ، وعليكُم بالتفَرُّق في الطُّرقاتِ ، والانتشار في كُلِّ الجِهاتِ ، ولا تتجمعوا أكْثر من اِثنينِ ، إلا إذا كُنتم صديقينِ ، فإذا حصلتُم على شيءٍ اَقتسموه نَصْفين ، حَيث التجمُّع عُصْبَةٌ ، فيه خوفٌ ورَّهْبَةٌ ، ولنا في ذالك عِبْرةٌ ، تتلوها عبرةٌ.
ومن أراد الفوز بالهبرة الكبيرةِ ، فعليه بقائد المسيرةِ ، وليقل أنهُ عليلٌ ، وأنّ مرضهُ ما لهُ مثيلٌ ، ومصاب بزكام {مانيا} ، ولن يُشفى إلا فى المانيا ، أو مُصابٌ بأنفلونزا الدجاجِ ، وعلاجها فى تايلاند قُرب الماء الأُجاجِ وإن كُنت من المعالي وأصحابِ السعادةِ ، فلا عليك ملامة إن طالت يدك إلى خارج البلاد وزيادة }.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي