أقرأُ رسائلَكَ المدهشة
للمرةِ العاشرة، ومعَ كلِّ حرفٍ،
يتطايرُ عبيرٌ لبِقٌ أنيق.
ترسمُ لي الغروبَ فجرا،
وتُلبِسُ شجرةَ الزيتونِ أُقحوانا،
والبرتقالُ الأصفرُ،
تُلوِّنُهُ تفاحا..
الخريفُ عندكَ ضاحكٌ،
ساخرٌ،
بل وراقِصْ..!.
الأفقُ منديلي الأبيض،
والليل أهدابي،
والسهولُ كفّ يدي.
تملأُ لي من ذلك النهرِ البعيد،
قهوةً فاخرةً في كؤوسٍ من لقاء.
ويعلو صوتُ النشيد،
عزفٌ صاخبٌ في رأسي،
كفرقةٍ أضاعتْ النوتات.
تُلوِّحُ لها أنتَ كمايسترو عظيم،
لتهدأَ وتعزفَ من جديد.
كأنّني سمعتُ هذا الصوت،
أين،
أين يا ترى؟
وأستمرُّ بالقراءةِ،
ويفِرُّ النعاسُ من عيني،
وتُعانقُ دمعةٌ هاربةٌ سطورَك.
لو تعلمُ كم أكرِّرُ إعجابي ببراعتِك
في تأليفِ المشاهد المضحكةِ
لتُضحكَني.
أعرتُكَ أقلامي وأوراقي،
قلتَ لي ستردُّها يوما،
أنا أنتظر.
شرودي مع كلِّ سطر،
سردٌ موسّعٌ في ديوان،
كقصائدَ بلا عُنوان.
أفٍّ كم أكرهُ النِقاط،
كلَّ مرّةٍ أقولُ في نفسي،
عندَما ستأتي،
سأُخبرُك بأنْ لا تُكثرَ من
تنقيطِ الصفحة.
أريدُ الزهراتِ باسقات..
أقتربُ من آخرِ سطرٍ بألم،
وأنا عاجزةٌ تماما عن تذكّرِ اسمي،
وأردِّدُ اسمَك،
اسمَك..
باقةُ الزهرِ الوحيدةُ العالقةُ بين أصابعي،
علّقْتُها على رأسي شعارا.
ومضى الوقتُ سريعا.
فأعدتُ الصندوقَ إلى مكانِه..
ولكن.. سأعيدُ الكرّةَ غدا صباحا.
للقصّة تتمّة ..
سوزان عون
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي