إنْ غبتُ عنكَ
كمْ قلتُ يتُوبُ فما تابا
قلبي بغَرامِـكَ قد ذابا
فدخلْتُ بمَعبْدِ أشواقٍ
وعُيونكَ أضْحَتْ محْرابا
فوَقَفْتَ أمامي في وَلَهٍ
وَعليَّ قفلتَ الأبوابا
وتقولُ ( أُحبُّكِ) ياقَمري
والعُمْرُ بعشقِكِ قد طابا
إنْ كُنتَ رَميتَ سهامَ هوىً
ونشرْتَ غرامَكَ أطيابا
فبريقُ الأعْيُنِ من غَيري
ستراهُ سَراباً كذّابا
عينايَ سُيوفٌ قاطعةٌ
والحاجبُ يَرمي النشّابا
ستُريكَ الشَوقَ لنظرَتِها
في ليلِكَ جَمْراً لَهّابا
قد قُلتُ أُحبِّكَ والِهَةً
وَجَهِلْتُ بذاكَ الأسبابا
وَطُيورُ الشَوقِ مُرَفرِفَةٌ
قد دارتْ حولَكَ أسْرابا
ياتوأمَ رُوحي خُذْ بيَدي
لتُطَمْئِنَ قلباً مُرتابا
فالحُبُّ خَطيرٌ أخشى أنْ
سيُجَرِّعُنا كأساً صابا
أمواجٌ كالأطوادِ لَها
قد سارَ البعضُ وَما آبا
فتعالَ تعالَ وخُذْ بيَدي
واسرجْ لي مُهْراً جَوّابا
ولأيِّ مَكانٍ أنتَ معي
ماكانَ فُؤادي هَيّابا
سيَمُدُّ الليلُ عرائشَهُ
فلنقطُفْ منها الأعنابا
ماذاقَ الحُزنَ فماتَ اسىً
إلاّ مَنْ فارقَ أحبابا
العشقُ يداعبُ ذاكرتي
كَنسيمٍ داعبَ أعشابا
فإذا ماغِبتُ ستلقاني
في قُرْصِ الشَمسِ إذا غابا
ليلاس زرزور
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي