نقوش من الذاكرة
للإديبة جمال عبيد
بقلم الشاعرة غادة الحسيني
إن نبش الماضي يحيي في ذاكرة الإنسان الألم الذي يبعث على النغم (الإبداع) لذا في هذه الكتاب ركزت الكاتبة على عنصر الذاكرة لتأسيس متخيلها السردي وهو الذي أعطاها القدرة على طرح مواضيع عدة ولا ننسى أن الكاتبة لعبت دورا كبيرا في صياغة النص الأدبي عبر مخزون اللغة وتجربتها في الحياة كونها أستاذة في اللغة العربية مما جعلها تبدع في نصوصها ٣٧ التي توزعت بين المقال ، الشعر ، والقصة .
فالكاتبة إستدعت صور من الذاكرة ومن الواقع ،من هنا كان إبداعها في إيصال المعنى المراد بسلاسة وحرفية لغوية جميلة وصحيحة لذا كان لكل كلمة تأثير حسب المعنى التي وضعت له وصيغ من أجله السياق والسياق متعدد ومتشعب ثقافيا واجتماعيا وسياسيا، فكل ما بذاكرة الكاتبة له دلالة وتأثير ومقصود لما تقول وتكتب .
( نقوش من الذاكرة) لجمال عبيد بنصوصها اخذتنا معها برحلة داخل شوارع وأحياء دمشق العتيقة جلسنا معها في مقهى أبو علي
حيث المجموعات من الناس يؤلفون حلقات مبعثرة
النرجيلة وهي تقرقر بصوتها مشاركة الجميع في الصخب الدائر
لحزن عادل وعتابه على خمسة عشر عاما ومازال يفتقد للوفاء والأخلاص
بين الأم والوطن القصيدة المنزهة ، النقية ، الصافية الام هي الوطن
وهناك الكثير من العناوين والقصص ، السعادة ، التوأم ، الصدق مع النفس وهو نوع من أنواع العبادة ، الصدق هو الألتحام مع الذات لتنام قرير العين ،وطبعا للمرأة حصة لدى الكاتبة في رسالتها للمرأة بأنها هي الحياة هي المضحية التي عاركت الحياة ،هي الأم التي تعطي بلا مقابل .
ومن نصوصها الشعرية ؛ ” ماذا تخبئ ياشتاء ” عانت الكاتبة لوعة الأيام وحزنها لسماع صرخات أطفال غزة
غريبة بين الجموع
الظل الوفي
دمشق
الحرية
الشتات حيث ينزف الحرف ويتبعثر الحلم على وجه الزمان ويصمت للحمام .
جمال عبيد في نقوش من الذاكرة أخرجت من ذكرياتها حروف أحتضنت عمق مشاعرها بإسترجاع بعض من الماضي فالماضي هو الحياة الجميلة التي لم ندرك ذلك حينها .
أخيرا أتمنى أن تكون كلمتي قد صاغت حروفا تليق بالكاتبة جمال عبيد دمت بخير وعطاء وألق دائم .
غادة الحسيني
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي