العراق بلد الشعر والشعراء، قال عنه محمود درويش إذا أردت أن تكون شاعرا ما عليك إلا أن تكون عراقيا، العراق المتنبي، الجواهري، السياب، نازك الملائكة والقائمة بلا عد ولا حد، تنضم الشاعرة نضال الغزاوي إلى قائمة المبدعات العراقيات
أطوار بهجت، بشرى البستاني، لميعة عباس عمارة، نضال الدليمي،
هديل الدليمي
لكن شاعرتنا تميزت عن غيرها كونها صحفية أولا والصحافة أعطتها ثقافة تراكمية عبر دروب الحياة والناس وثانيا عشقها لمصر حتى أنها تحفظ القاهرة ولهجتها وتقول لي أنا مصرية، عرفتها محبة للشعر والأدب وملتقى الشعراء العرب من هنا كان لنا معها الحوار
رئيس التحرير
حوار مع الكاتبة العراقية نضال الغزاوي حاورتها من لبنان الصحفية نجوى الغزال (مجلة أزهار الحرف)
١كيف تصف الشاعرة نضال واقع الشاعرات العربيات بشكل عام والشاعرات العراقيات على وجه الخصوص؟ ج. ماتشهده الساحة الأدبية من مشارك المرأة وإسهاماتها في إثراء المشهد الثقافي مازال يشير إلى أرتباكاً واضحاً من خلال انعدام التكافؤ في الفرص ، وسيادة الذكورية كمنتج إبداعي في الساحة الثقافية والأدبية والسياسية فإنه يرفض وبطريقة غير مباشرة مبدأ المساواة ، بل في أحيان كثيرة يقف حائلا أمام التجارب النسوية الناجحة ، وهذا يدل بلا شك على انعكاس الأعراف الإجتماعية ومحاولة التمسك بها إلى حد ما من قبل الرجل وإن كان على حساب ما تنتجه المرأة فمازال بعضهم يتخيل أنه الأكثر وعياً والانضج ثقافة ، وهذا مايجب أثارته ومناقشته على أرض الواقع من خلال قيم وبنية إبداع المرأة ، أما بالنسبة للشاعرة والأدبية العراقية فإنها تختفي من علي الساحة الشعرية يوماً بعد يوم حتى إننا نرى في بعض الجلسات الشعرية شاعرة وحدة حاضرة من بين عشرون شاعر والسبب هو الاحباط أكيد لهذه الاسباب وغيرها الكثير. ٢لماذا تتصدر المرأة غالبية كتاباتك هل لأنك إمرأة أم أن هناك قضايا لدى المرأة تستحق الكتابة عنها؟
ج_ المرأة العربية عانت الكثير بالأخص المرأة المبدعة فهي تحارب لتصل إلى هدفها وتحقق طموحها لترتقي بمجالات الحياة ويكون لها مكانة محترمة ، فكتبت الكثير عن المراة كصحفية أولا لأنها رسالة وكشاعرة كتبت كل احاسيسها ومشاعرها التي لاتستطيع البوح بها فهي تستحق الاهتمام والرقي في جميع مجالات الحياة ،لهذا السبب أغلب كتاباتي لها وعنها وبها .
٣_هل المرأة الشاعرة تكتب عن المرأة بجودة عالية أكثر من الرجل الشاعر؟
ج_ برع الشعراء الرجال في كتابة القصيدة الغزلية ، لكنهم لم يصلوا إلى وصف الأنثى من الداخل ، هم فقط تغزلوا بالظاهر وعجزوا عن الباطن ، وفي الأول والآخر لولا الأنثى لما أبدع الشعراء
٤_ايهما أقرب إلى نضال الحورية العراقية ديوان ” حورية دجلة” أم ” تراتيل حورية” ؟
ج_ مولودي البكر (حورية دجلة) هو الأقرب لقلبي وأحساسي فهو انطلاقتي وعصارة مشاعري وآلامي حيث كان بلدي يتمزق فكتبت قصيدتي( حورية دجلة) والقيتها في مهرجان الشعر العربي الثاني في الإسكندرية وكانت بدايتي للدولية حيث وجدت جميع الحضور وكان حضور كبير جدا يبكي وأنا اقرأ القصيدة فأحببت هذا الحدث واسميت الديوان حورية دجلة
٥_من المعروف أن العراقيات تجرعن كأس المرارة جراء الحصار والحروب فهل هذا اعطاهن العزيمة أكثر للتعبير عن ما يجول في اعماقهن من خلال الكتابة؟
ج_ اكيد طبعاً المرأة العراقية أبدعت في جميع المجالات في أيام الحصار ، حتى الفتيات الصغيرات تعلمن الحرف اليدوية و الطبخ والخبز والخياطة وتحوير القديم ليصبح بموديل جديد ، والأكثر من هذا تعلمن الإقتصاد فأسميت المرأة العراقية باحسن وزير مالية في العالم ، من خلال إحتكاكي بالمجتمع ، المرأة العراقية شاعرة بالفطرة وكثرة حزنها وصبرها جعلها مبدعة في الشعر في اسلوبها البسيط والعفوي
٦_هل ترى الكاتبة نضال أن الشاعرة والكاتبة العربية أصبحت بمنافسة مع الشاعر والكاتب الرجل في العالم العربي؟
ج_ اكيد طبعا لأنها تكتب باحساس أكثر ومشاعر شفافة خصوصا في الغزل ، بعض الشعراء يحاول اخفاء وتجاهل هذا الإبداع ويحجب الشاعرة لأنه يعرف أنها تضع بصمة في هذا المجال
٧_كيف تصف الكاتبة نضال واقع الشعر العربي في الوقت الراهن؟
ج_ حقيقة الشعر العربي في هذا الوقت فيه انفتاح كبير لدخول الشباب المثقف هذا المجال خصوصا أن اغلب كتّاب الشعر العمودي اكاديميين ومحبي للشعر وقد ظهرت مواهب وطاقات وافكار جديدة في هذا المجال وأعتقد أنهم سيضيفون شيئا جميلا للساحة الأدبية
٨_ما الدور الذي تلعبه مهرجانات الشعر في تطوير وتعزيز مكانة الشعر العربي؟
ج_ المهرجانات إضافة الكثير للمثقف العربي ، ووسعت الدائرة الأدبية بين مختلف البلدان ، كما أن المهرجانات إضافة فكرية ونوعيةللشاعر في تلاقح الثقافات بين الحضارات العربية
٩_ما رأي نضال الغزاوي في انتشار المنتديات الأدبية والشعرية على مساحة الوطن العربي وخاصة ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر عبد الحميد رمضان؟
ج_ في بداية صباي كنت اتابع حياة الأديب الراحل عملاق الفكر العربي عباس محمود العقاد وكنت احسد صاحبة الصالون(مي زيادة) الذي كان يلتقي فيه مع عمالقة الأدب الرفيع في هذه الاثناء تمنيت أن يكون لي صالونا ادبيا يلتقي فيه الشعراء العرب واتعلم من ادبهم وثقافتهم ، وهذا ما أردت أن اقوله فإن المنتديات الأدبية استطاعت أن تضيف للساحة استمرارية في التطور الإبداعي الفكري كما أنها أظهرت الكثير من المواهب التي لولا هذه المنتديات لدفنت وتلاشت ولم نعرف عنها شيء ، والآن وفي ظل الشبكة العنكبوتية أصبح العالم بين يدينا ونستطيع من خلال ملتقى الشعراء العرب أن نتطلع على أحدث الكتابات في الوطن العربي وتطورات الساحة الأدبية ، شكرا للأستاذ الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد على ما يبذله من مجهود لجمع بيت أدبي ثقافي يقرب العرب والشعر العربي .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي