شاعرة وناقدة ومثقفة من طراز فريد، عرفتها فوجدتها تحمل اللغة العربية جمالا وحبا وتنطق بها غضة ندية، من حمص بلد ديك الجن، حمص العدية التي في أهلها علم وثقافة وأصالة ،بلد قمر صبري جاسم، محمد غازي التدمري والقائمة تطول من المبدعين والمبدعات من سوريا بلد الشعر والشعراء صاحبة الحلم والجنون والإبداع الرصين،
عضو ملتقى الشعراء العرب
معلمة ومربية وصديقة اعتز بها
من هنا كان لمجلة أزهار الحرف أن تحاورها تستفيد من ثقافتها وأدبها وتشاركها الحلم والجنون والأمل
إنها الشاعرة السورية /مريم كدر
رئيس التحرير
حاورتها من لبنان /جميلة بندر
س1.كيف تقدم الشاعرة مريم كدر نفسها للقراء ؟
أنا من سوريا مهد الحضارات، وابنة بلدة قديمة تغفو على كتف بادية حمص ، وهي تضرب جذورها في عمق التاريخ ، وتتحدّى قسوة المناخ وصعوبة العيش ، لتتجاوز مع تداعيات الحرب ، إنها (صدد) التي محت أمية الشباب مطالع القرن العشرين ، ثم البنات بمبادرات أهلية ، وراحت تمنح أبناءها سلاح العلم والصلابة في مواجهة تحديات الحياة . في هذه البيئة ترعرعت ودرست ،وبعد سنوات من الانقطاع عن الدراسة بسبب الزواج والتفرغ للعائلة وتربية الأولاد عاودت متابعتها حتى نلت الشهادة الثانوية ثمّ إجازة جامعية في اللغة العربية وآدابها ، وذلك بفضل دعم زوجي و أهلي وأسرتي ،وبعدها بدأت العمل في التدريس للمرحلة الثانوية . كتبت الشعر منذ اليفاع . ولاحقاً شاركت في الفعاليات الأدبية في بلدتي والمحافظات ، صدر لي ديوان ،،جنون حلم ،،2019 ،، وقريبا سيصدر ديواني الثاني ،، على رصيف الحلم ،،. أكتب مع الشعر ، الدراسات الأدبية والنقدية والقصة، ومع إطلالتي الحوارية هذه عبر صفحات مجلتكم الغراء ، أنهيت كتابة روايتي الأولى بعد أن كان ذلك حلم يراودني ، واليوم رأت وليدتي الجديدة النور مخطوطة ، لعلّي أراها منشورة قريباً. 2.هل ثمّة نكهة جديدة في تجربتك الأدبية ؟ ولم ؟ للهجرة والاغتراب تأثير نفسي ، لابدّ أن يظهر فيما نكتب ، فالإبداع بوح ،والظروف التي يعيشها الإنسان أو يعانيها ، تترك آثارها على جوانب الشخصية كلّها ، وخصوصاً فيما يتعلق بالجانب الشعوري ، والشاعر ابن بيئته يتنفسها ويتذوقها حلاوة ومرارة
والمرء يغادر بجسده ، أما روحه فمعلّقة بالأهل وملاعب الصبا ، لكنّه القدر ، يضعنا على مفترق طرق ، وأمام خيارات، قد يكون أحلاها مرّ وقد عبرت عن ذلك في إحدى قصائدي :
(أبعد شموسك عن طريقي)
“لملمت أحلامي وسرت
إلى مجاهل غربتي
أودعت روحي في الديار
وفي قلوب أحبتي
ماكان شوقاً للغياب
ولا اقتفاءً للسراب
لكن إلى قدري مشيت”
- ما حافزك لمواجهة تحديات الحياة، قديمها و الجديد منها ؟وكيف ؟
_طبعاً انتقالي من بلدي إلى بلد آخر يختلف عنه لغةً وثقافةً ونمطَ حياة وضعني أمام تحدياتٍ جمّة، أبرزها مع ذاتي وذلك بضرورة الحفاظ على موروثي الثقافي ، وأن أضع نصب عيني هدفاً أسعى إليه ، وأرسم لنفسي مساراً في الاندماج مع إثبات الذات في المهجر والمواءمة مع معطيات البيئة الثقافية الجديدة ، بما يفيد الثقافتين ، ويطوّر تجربتي الإبداعية ، ولا يقتلعني ، إلى ضياع وخسارتها كليهما .
4- ماهي المواضيع التي تفضّلين الكتابة عنها في شعرك وكتاباتك الأدبية؟
-أكتب في مختلف المواضيع والقضايا التي تلامس وجداني وتحاكي همومي وهموم الناس وما أكثرها!
فالحياة حافلة بالتحدّ يات والصراعات على المستوى الفردي والاجتماعي والإنساني ، وخاصة في المنطقة العربية وجوارها ، لذلك فا لمواضيع هي التي تختارنا أكثر مما نختارها في أحيان كثيرة، وقد كتبت للوطن والإنسان ، وعن هجرة وتهجير ، وكتبت في الوجدانيات ، والحبّ المحفّز على الحياة و والعمل والعطاء. في مواجهة القنوط وأسبابه وتداعياته
5-هل يمكن أن يساهم الشاعر في التعبير عن معاناة الحرب والهجرة بشكل فنيّ وإنساني؟
بما أن الحرب كالمنايا (خبط عشواء ) ، فإنها تسحق بشكل أعمى كلّ ما تصادفه أمامها من بشر وحجر ، تحطّم الأحلام والآمال ، وتنتهك ذاكرة الأماكن والأشياء، كما أنها سبب مباشر في تهجير الناس من أوطانهم ، والشعر أو الشاعر هو الذي يغوص في أعماق تلك الحالة ، فيصوغ المعاناة في قصائد تنتمي إلى المشهد العام، وتقدم الرؤية الشعرية فنياً من خلال الاتّكاء على الصور البلاغية والعبارات الموحية التي تتضافر مع الأدوات الأخرى لتصوير الواقع بشكل فنّي وإنساني يؤثر في المتلقي بفاعلية. 6-هل تشعرين بأن الأدب لديك يحمل رسالة معينة أو يعبّر عن مواقف وقضايا معينة؟ لايكون الأدب أدباً ، إذا لم يحمل رسالة تنويرية وتثقيفية في آنٍ معاً ، وبالطبع لا يمكن فصل قيمة الأدب الذوقية والجمالية عن قيمته داخل المنظومة الأخلاقية ، والقيم الإنسانية ،وبالنسبة لي أرى أن من واجب الأديب التعبير عن الهم الوطني والمجتمعي، إضافة إلى العمل على الارتقاء بالذوق الجمالي والحفاظ على نصاعة اللغة الفصحى وجماليتها.
7-كيف يمكن للأدب أن يسهم في بناء جسر بين ثقافات مختلفة في ظل التنوع الثقافي في بلجيكا؟
الأدب يساعد في تعميق فهمنا للثقافات المختلفة ، ويتيح لنا إدراكاً وتقبّلاً أوسع لكل نقاط الالتقاء والاختلاف بين الأشخاص من خلفيات ثقافية متنوعة ،مما يساعد على التواصل البنّاء والمثمر، وتخطي الكثير من العقبات والحواجز التي تقف عائقاً بين أبناء البشر على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم. 8-هل يتضح تأثير الحرب والهجرة في مواضيع ديوانك الجديد(على رصيف الحلم)؟ في الإبداع الأدبي ، ولاسيما الشعر يكون دائما للوضع العام والاجتماعي بالأخص ، تأثير على نبض الحرف وتأثيرات ومفاعيل الحرب والهجرة أرخت بظلالها على العديد من القصائد في ديواني (على رصيف الحلم) ،لأن الشعر بالنهاية هو تجسيد للواقع المعاش ،وتعبير عن هموم الذات الفردية والوطنية والجمعية ، و معاناتها في ظل تداعيات الحرب التي استهدفت البلاد وأهلها ، أمنا وتنمية.
9-كيف تقيمين دور الأدب في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والإنسانية؟
للأدب دورٌ فعّال في تصوير مظاهر الحياة الاجتماعية ، وتجسيد المعاناة الإنسانية ، وليس على الأديب التشخيص فقط ، إنما اقتراح دواء للخلاص من تلك الأدواء، ولفت نظر الناس لذلك ، مع حثّهم على التعاون واجتراح سبل الخلاص من الآفات الاجتماعية و الإنسانية. وما الأدب إلا إسهام في نهضة المجتمعات ، وبناء حضاراتها وتعزيز القيم الإيجابية ،وذلك من خلال التأثير في المتلقين وفتح عيونهم عمّا يدور حولهم من أحداث وتوسيع مداركهم وفتح آفاق رحبة أمامهم . 10.هل لديك خطط للمشاركة في فعاليات أدبية في بلجيكا وتعزيز تواصلك مع المجتمع الأدبي هناك؟ سيكون ذلك في المستقبل القريب بإذن الله ،حيث بدأت حالياً بالتردّد على المكتبات العامة كخطوة أولى في سبيل التعرّف على الأنشطة الثقافية والأدبية بغية التواصل مع المجتمع الأدبي العربي في بلجيكا للمشاركة لاحقاً في الفعاليات الأدبية
- ماذا عن الملتقيات الأدبية وما رأيك في ملتقى الشعراء العرب الذي أسسه الشاعر ناصرعبد الحميد رمضان؟
_الملتقيات الأدبية ظاهرة جيدة وصحية للأدب وللثقافة عموماً ،لأنها تيّسر سبل التواصل بين الأدباء ،وتمنح الأديب التحفيز والدافعية ، عبرتلاقح الأفكار من غير مشرب ولون ، ومن خلال النقد البناء الذي يغني الفكر ويشحذ القريحة ،على نحو ما نجد ونلمس في ملتقى الشعراء العرب.
إنه منتدى أدبي رائع يضمّ صفوةً من المبدعين العرب من كل أنحاء العالم ،ويقوم بأنشطة ثقافية وأدبية لافتة ،وخاصة الندوات والإصدارات المشتركة التي تغني مكتبتنا العربية وتسهم بالحفاظ على المخزون الفكري والأدبي.
نتمنى له الاستمرارية ودوام الازدهار
حاورتها من لبنان /جميلة بندر
عضو ملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي