طوبى لهؤلاء
تستوقفني كثيراً رؤية أولئك الذين يعيشون التشتّت وفقدان معرفة الذّات والهوية. وصخب ضجيج أيامهم القائمةِ على التقليد المرَضيّ للغير بكل تفاصيل حياتهم للحاق بركبِهم دون مقوّمات منطقيّة سوى الماديّة منها، و يكون البَين واضحاً وشتّان ما بين الثريا والثرى.
وكُثر هُم من يعيشون على التنافس والتباهي والتناطح.
يميل قلبي لأولئك الذين يريدون فقط الصلح مع الأيام، ما يرجونه منها فقط هدوء الروح، بعيداً عن معارك التقليد والتباهي.
حروبهم مع الحياة لا للحصول على أيامٍ سهلةٍ ورديّة، إنما على حياةٍ ذات معنى وعمق وتحدٍّ.
لا يهربون من الألم إنما يخلقون من ذواتهم قوة ليهزموه.
لا يبحثون عن نجاحات واهية، وإنجازاتٍ وهميّة خاصة تلك المبنية على المادة فقط. إنما يكتشفون العقبات ليذللوها لتُضفي رِفعة على نجاحاتهم فتعطي قيمة و مكانة لوجودهم.
لا يفتشون عن السعادة الدائمة، أو يحاولون التظاهر بها، إنما يحملون سراجاً في عقلهم وقلبهم ليبحثوا دائماً عن الأمل والسُبل حين تُظلِم الدّروب.
الذين يعتبرون ان أهم إنتصاراتهم تحقيق السلام في ذواتهم، لا في هزيمة الآخرين.
تترقرق أعينهم من الدمع، عند تحقيق أي حلم بسيط من أحلامهم الطيبة التي تومض رونقاً على حياتهم ألمَع و أثمن من بريق الذهب المُكتنز عند البعض.
طوبى لهؤلاء الناس..
هُم عملاتٌ نادرة.
وقيمةٌ مضافة لكلِّ من عَرِفهم.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي