خيبةٌ وراء خيبة
ينقضُّ الناسُ عليكَ لتصبح جثّةً وعندما تصير ُهكذا، ينقضّونَ عليكَ مرّةً أخرى.
فريسةٌ في الحياة وأخرى في الموت.
إنّهم أصحاب المصالحِ، لا ينعسون ولا يهدأون.
ينتمونَ إلى عالمِ الألوانِ المُتغيّرة، يمزجونَ قليلًا من لونٍ ما ويُحوّلونه إلى ما يطمحون.
يتسكّعون على طرقاتِ الحياة، يَتْلونَ الإرشادات، ألسنتهم جميلة، تستعطفهم في البداية لكنّك سرعانَ ما تفهمُ المغزى وراء وجودهم واتصالاتهم وزياراتهم ولقاءاتهم وقربهم وقرابتهم.
همّهم مالٌ أو خدمة أو طلب يحصلون عليه عن طريقك ثمّ تنتهي المصالحُ فيرحلون.
خيبةٌ وراء خيبةٍ حتى نموتُ أو يموتون .
الابتعادُ راحةٌ في كلّ الأحوال.
ليتنا نضعُ خيباتنا في قعرِ البحرِ، تنزلُ إلى أسفل، تُشوّهُ الماءَ في العمقِ لكنّها تتركُ مساحةً صافيةً على صفحةِ الماء.
ننتظرُ خلوَ المكانِ لنعودَ ونُبحرَ من جديدٍ في ماءٍ شفّافٍ، لا نرى منه سوى وجوهنا البائسةَ أو الفرحة.
رنا سمير عَلَم
٨/٠٢/٢٠٢٤
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي