نجلاء لحبيبي
نجلاء لحبيبي ، فنانة تشكيلية عصامية ، درست الفن بمفردها و طورته من خلال البحث الذاتي و التنقيب ، مغربية من مدينة آسفي عروس المحيط ، عاشت و ترعرعت في بيت فني مزيج بين الموسيقى و الرسم ، رئيسة لجمعية روح فنان للفنون الجميلة بآسفي.
لم تكن المسيرة الفنية لنجلاء لحبيبي سهلة ، لكن بالعزيمة و الإرادة و الإصرار و القوة و الحب استطاعت أن تبني اسمًا ، أسلوبًا مميزًا، كما أفادت أنّ الفنان الناجح هو من يطلق العنان لمخيلته…
١-كيف تحبين التعريف بنفسكِ؟
1…تعريفي لنفسي بكل بساطة …نجلاء لحبيبي هي .إنسانة ..فنانة مغربية.. أعشق كل رائع في الوجود… من خلق …وصوت.. وسكون.. وسلام… أعشق موطني .. لغتي… عائلتي… واصدقائي.. ابنة أمي … وأجدها أجمل قدوة لي…
٢-الظروف تظلم الإنسان و أكثر من يُظلم هي المرأة .
ما التحفيز الذي تتوجهين به إلى كلِّ امرأة تعيش في وسط لا يؤمن بها؟
2..كل امرأة أرادت النجاح… أقول لها آمني بفكرتك وطموحك… وضعي هدفا أمامك لتصلي إليه… النجاح مقترن بالعمل والعزيمة … فلا شيء مستحيل… العلم والدراسة والعمل .. هذه المفاهيم هي الكرامة والقوة… فجمال الروح والمبدأ هما سلاح كل امرأة فرضت وجودها وكيانها في وسط لا يؤمن بها…
٣- منزل يملؤه الفن ، ما المرحلة التي أطلقت الفرصة لنجلاء لتثبت نفسها؟
٣- قلت دائما أن الفن كان ملازمي منذ أن فتحت عيني على الدنيا… حقيقة.. كنت أرسم لنفسي ولمن حولي باعتبار أنّ الفن جزء مني… مثل الماء والهواء… وما زاد في شخصيتي كفنانة … هو بيتنا الذي ولدت وترعرعت فيه. لأقول أن الفنان مزيج من التراكمات والأحاسيس الجميلة .. . كون تلك الأحاسيس تتغذى من الوسط والذوق .. و أيضاً من المبادئ والقيم… فتشكيلتك كفنان… لا تقتصر على الرسم أو الغناء أو التمثيل … على حسب موهبتك . بل تشمل مجموعة من الأحاسيس .. إن تخليت عن واحدة منها .. ضاعت روح الفنان.. ليبقى فقط الحرفي… و هذا هو السر.. لبروز ونجاح وصقل الموهبة … اشتغال كل الحواس…فبعد وفاة أمي .. أردت تحقيق حلمها … حتى لا تتحسر في قبرها .. وهي من آمنت بي وأعطتني كل جميل فيها…هنا بدأت انطلاقتي الحقيقية…
٤- حدثينا عن أول معرض فني و ما المشاعر التي اعترتكِ أثناء نجاح المعرض الأول؟
٤-معرضي الفني الأول ..كان مزيجًا من أعمال منجزة قبل أن أدخل الساحة الفنية… وأعمال اعتبرها .. جاءت في مرحلة البرزخ… بين الماضي والمستقبل… حيت كانت حاضرة اللحظة.. ومترجمة للحالة النفسية .. و القدرات المكتسبة… كخلاصة … أو استنتاج .. لدخول عالم الفن بكل ثقة و عزم… معرضي الفردي الأول … كان تثبيتا لأعمالي واسمي … بكل جرأة ويقين … في الساحة الفنية … وفعلا كان قفزة حقيقية وجريئة… لي .. حيث ساعدني انبهار المتلقي وحبه لمراحل تطوراتي في المضي قدما… و بدأت من هناك انطلاقتي القوية.
٥-إن الفن التزام و قيد كيف يمكن أن تتقيدي بقيود و أنتِ فنانة تحبين الحرية؟
٥-من يعتبر الفن قيدا فكوني على ثقة بأنّه لا يمت إلى الفن بصلة… كيف يكون عالمك قيدا ؟ وكيف يكون إبداعك وتعبيرك قيدا ؟ بل هو المتنفس والعالم الحقيقي.. الذي يجعل هواءك نظيفًا .. وماءك صافيًا.. وروحك صادقة… هو أرض خصبة لا تخونك إن أعطيتها… فكلّما كنت كريمًا في عطائك للفن كلما أكرمك هو أكثر فأكثر… هو الصديق والحبيب .. والوفي .. والمنعش… الفن عالمي… فكيف له أن يقيدني ؟ بل هو من منحني صفة الحرة، وشموخ الملكة..
٦- نواجه كثيرًا في عصرنا اليوم مشكلة وهي أن القليل أو الكثير من عرض الحياة الخاصة يؤدي بشكل أو بآخر إلى الشهرة و بعدها إلى النجاح ثمَّ إلى التناقضات…
هل الحفاظ على الحياة الخاصة سر من أسرار النجاح في عالم الفن؟
٦- أنا كنجلاء أرى أن حياتي الخاصة ملك لي أنا وحدي .. وهذا يدخل في صفة الفنان.. بما أنه كما قلنا سابقا يشمل صفات متعددة كي يستحق كلمة فنان… عرض الحياة الشخصية هو تسويق وقح… وقح للعرض ،وتمييع للأخلاق ، وتدنيس للغالي بقصد الشهرة والمادة. وكوني فنانة ، لا يعطي لأحد الحق في نبش حياتي الشخصية … بل الفنان يعرض أعماله، وهي فقط من تنجح في إبرازه إذا كانت تستحق، وهي بحد ذاتها من تترجم كل أحاسيسه وأفكاره وشخصيته ، ليمنحها للمتلقي فتصبح ترجمة أيضا للآخر.. فيما يحس. ما أجمل الاحترام حين نحترم من يشاركنا حياتنا ، لنجعلهم كنوزا وليس من السهل العثور عليهم..
٧- إن من يتأمل لوحاتكِ الفنية يعتريه شعور بالتساؤل عمّا أخرج هذا الفن الرفيع الدقيق المذهل؟
٧-أشكرك على هذا الإطراء.. والكلام المحفز الجميل… فمن المؤكّد أنني كفنانة تحمل اسم الطفلة … والإنسانة.. سعدت كثيرا بهذا الثناء على أعمالي .. لأجيب بأن الفن له صفتان مهمتان.. كما أقول لتلامذتي دائماً .. الجمال والتوازن… لا يمكن لما نصفه فنًّا أن يمتلك صفة القبح.. أو البشاعة… فقط الجميل ما يمكن تصنيفه بأنّه فنّ.. والجميل يكون متوازنا في الفكرة والشكل واللون… نظيف الإحساس والذوق في الاختيارات… مما يعطينا عملا متكاملا .. زودناه من حبنا .. روحا حتى ينطق .. ويجذب المتأمل … فجودة الأعمال.. في كمية الحب التي يمنحها لها مبدعها…
٨- الوجع و الألم و الصعوبات تصنع الإنسان كم تتفقين مع هذه المقولة؟
٨-نعم .. فمن رحم المعاناة تخلق النجاحات ، بالتحدي والمثابرة و الألم يُخلق المبدعون، حين يبتعدون في عالمهم كي يختلوا بأنفسهم ويصاحبوا إبداعاتهم ، فيكون متنفسهم في عالم حقيقي غير مزيف..
٩- كاتبة ، شاعرة ، فنانة تشكيلية، رسامة رسم حياتك و نقشتها كالنقش على الصخر…
هل لدراساتكِ و العمل كمصممة أزياء تأثير على موهبة الفن لديكِ مما ترك بصمة في إبداعك في عالم الأزياء؟
٩-أنا أعدّ كل ما وصفتِه فنا وإبداعا.. حين أقول بأنني فنانة … فأنا الكاتبة والشاعرة والرسامة… لألخص كل تلك الصفات في كلمة واحدة هي فنانة ومبدعة أما في ما يخص دراستي لتصميم الأزياء فيمكن أن أدخله في دراسة أكاديمية فنية .. نعم أضافت لي الكثير، حيث خولت لي أن أبدع طرقا .. هندسية … لأتمكن من ضبط توازن الأشكال .. فكل مكمل للآخر . الموهبة تعزز اختياراتك الدراسية.. والدراسة تعزز تقنياتك الفنية بكل بساطة .. وهذا هو الجميل في الإنسان الفنان… يستغل كل فكرة ليترجمها إبداعا…
١٠- من هي المرأة القوية؟
١٠-كل امرأة متصالحة مع نفسها، مقتنعة بقدراتها، واضعة هدفا أمام عينيها، مصرة على النجاح هي مرأة قوية. المرأة القويّة هي من تتحدى صعوبات الحياة وتستطيع النظر في المرآة لتقول هذه أنا .. استطعت ان أكون فلانة…” وسّطّر تحت الاسم مرتين.” رغم أنها تطبخ ، وتربي… وتحمل هم البعيد و القريب، وفي نفس الوقت .. تبقى تلك الأنثى التي تُرفع لها القبعات.
١١- ما هي رسالتكِ لنجلاء لحبيبي بعد الكثير من التحديات التي جعلت منكِ نجلاء اليوم؟
١١-رسالتي إلى و إلى كل المبدعين هو السلام الروحي ، حب الخير للجميع ، قول كلمة الحق ، الحفاظ على الطفل القابع داخلك ، العمل ، التحدي ، ووضع مسافة احترام بينك وبين كل من تعرفه، أن تضع هدفك و تحدّد استراتيجية جيدة للوصول إليه ، لأن الوقت ثمين.. لن نضيعه في التفاهات ، ففي الحياة ما هو أهم…
١٢- حدثينا عن المعارض و الملتقيات التي شاركتِ بها داخل المغرب و خارجها؟
١٢- مشاركاتي عديدة ومتنوعة ، في المغرب وخارجها. فأنا أنتقي مشاركاتي ، والمعراض التي أشارك فيها بكل دقة .. حيث أنني أحاول أن أفيد وأستفيد .. وهذا دور المعرض والملتقيات الهادفة: تبادل التقنيات والاستلهام من الفن الحقيقي التعجيزي… وكانت أبرز معارضي معرضي الفردي في لبنان في بيت الفن في طرابلس الفيحاء، حيث حصلت على درع تشريفي من وزارة الثقافة اللبنانية، وتميز هذا المعرض الذي يحمل اسم مغربية الضياء بطرابلس الفيحاء.. بحضور وازن جدا وجميل جدا جدا أيضا شاركت في عدة دول مثل الإمارات العربية المتحدة ،دولة مصر، في المعرض المتميز مراكب النيل لمنظمه الفنان الصحفي في القناة السابعة الدكتور اسماعيل بكر.. صاحب برنامج كاليري حول العالم ومعارض أخرى مهمة أيضا في مصر الشقيقة. شاركت في إيطاليا… كولومبيا ، تونس ، الهند، تركيا، وعدة دول أخرى … ويبقى لمعارضي الفردية نكهة خاصة ، ومتميزة . ولا أنسى أنني أيضا حصلت على جائرة من فرنسا لمسابقة تومبولا للحرية حيت كنت من بين عشرين فائزا… وقد عرضت لوحتي .. المرأة الكتاب الحرية … مع الفائزين بلقب السنة . لا يمكن إحصاء الكل ولكن تحدّثت عن الأهم….
١٣- ما هدف كتابة الخاطرة المرفقة مع الصورة أو الرسم الفني ، هل هي تفسير أم ماذا؟
١٣-في حديث سابق قلت بأن كل فن مكمل للآخر.. فالحرف والكلمة واللون خليط متكامل يمنحنا التعبير .والفضفضة ،كي نصل إلى تقديم الفكرة والإحساس… وهذا ما أحاول التعبير عنه بكل صدق وتلقائية عندما أتكلم على مواقع التواصل والسوشل ميديا.. فأنا أتحدث إلى جمهور كبير عبر العالم يعمل عمل الصحافة ويساهم في التعريف بالفنان ..لأكبر قدر ممكن من المهتمين بالمجال…
١٤-ماذا أضافت لك الملتقيات عبر السوشيل ميديا وخاصة ملتقى الشعراء العرب الذي أسسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد؟
١٤-أشكر ملتقى الشعراء العرب، ومؤسسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد على روحه الفنية الجميلة ، ومواكبته لكل الفنانين. وذلكَ إن دل على شيء فإنما يدل على أن عالم الفن لا زال بخير…
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي