المبدعة د.آسية يوسف…لمجلة لأزهار الحرف
حاورها الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
……….
……
شاعرة منذ اليفاع ، وناقدة ، بل متخصصة في النقد أكاديميا ، يلفتك يراعها إبداعا ونقدا ، بما يشي بتمكّنها في بسط أفكارها وتيسيرها للقارئ .إنها ،، آسية ،، اسم على مسمى ، فهو” دعامة، وبناء محكم أساسه ،أوالطبيبة المداوية والمواسية ” في قواميس العربية ، وفي الفارسية يأتي بمعنى” حجر الرَّحى” ، أليس الشعر من دعائم الإبداع ، ودواء لعديد أوجاع ، نفسية أوفكرية ؟ وأمّا النقد أليس هو ميزان الحكم ، وسبيل تشافي الكاتب من آلام أخطائه؟ ،بل، و”حجر الرحي ” في النتاج الأدبي .
من ساحل سورية و لاذقية العرب ، من سفوح كسب ، تطل علينا المبدعة د. آسية يوسف ، مديرة ملتقى عشتار الثقافي ، فأهلا بك ضيفة عزيزة ، تنثرين عطر يراعك عبر ،، أزهار الحرف ،، في فضاء مصر ..
1#.د.آسية كيف تقدّم نفسها للقراء ؟
آسية بديع يوسف من اللاذقية – سورية ، ولدت و ترعرعت في الفيحاء دمشق، نظراً لعمل الوالد في صفوف الجيش العربي السوري ، و انتقلت بعد المرحلة الدراسية المتوسطة إلى عروس الساحل اللاذقية ، تخرّجت من جامعة تشرين كلية الآداب قسم اللغة العربية 2007 ثم أكملت الدراسات العليا و الماجستير في جامعة دمشق 2009… و بعد انقطاع نلت درجة الدكتوراه في النقد الأدبي الحديث من جامعة بغداد سنة 2020م.. درجت منذ الصغر على حبّ المطالعة و الشعر.
عملت في التدريس لفترة طويلة ، و خرّجت عدداً كبيراً من الطلبة الذين أحبّوا اللغة و الأدب، نتيجة لأسلوبي المتميز في تقريب المناهج الدراسية و كتب اللغة إلى أذهانهم التوّاقة للمعرفة.
- متى تفتّحت موهبتك الشعرية عن أكمامها ؟
لا أستطيع تحديد وقت لتفتّح موهبتي الشعرية و الأدبية، ربّما منذ الصغر، فرغم دراستي الفرع العلمي، اخترت الأدب العربي،وأولى كتاباتي كانت المواضيع الإبداعية في المرحلة الإعدادية التي فازت دوماً بمرتبة الشرف، ففي المرحلة الأساسية ،كنت رائدة في الأدب و الخطابة و الخط العربي و الرسم ، و أذكر أنني كتبت مئات القصائد و النصوص في المرحلة الثانوية
3.ما أول قصيدة لك ؟ وأول قصيدة نشرتيها ؟
أولى قصائدي كتبتها، كانت للمرحومة أمي التي ارتحلت وأنا في التاسعة من عمري مطلعها:
“قفْ على الرمس حيث تبكي الظلال
ذابلات و حيث تغفو نوال
سبعة بالدموع كفّنوها يتامى
تبغي الخلد حيث شُدّ الرحال”
وأما أوّل قصيدة نشرتها ، ففي المرحلة الجامعية في جريدة الوحدة ومطلعها :
“من ألف عامٍ أيامي أقلّبها
كما يقلّب طفلٌ دفترَ الورق”
وخاتمتها:
“مرّت عليه خيولُ العمر مسرعةً
لكن خيل الهوى تاهت على الطرق”
4.عنوان ديوانك ،، دمع السواحل ،، صورة بلاغية جاذبة ، ما مدلوله ؟ ولم ظلّ وحيدا ، ولك كتابان نقديّيان ؟
4.دمع السواحل مجموعتي الشعرية الأولى ، وعنوانه من وحي تداعيات الأحداث التي مرّ بها وطني الغالي سورية و خاصّة ما قدّمه ساحلنا السوري كما كل مناطق سورية ، من تضحياتٍ جسام ليبقى ياسمين دمشق معرشاً فوق شرفات الوطن.
واما نصوصه، فتجميعية لمراحل مختلفة من حياتي وتجربتي الشعرية ، أصرّ زوجي الدكتور جليل البيضاني عليّ لأجمعه و طبعه على نفقته.
أكتب دوماً لكني لنفسي ،.. ربما قريباً أطبع مجموعة جديدة مترافقة مع الكتاب النقدي الثالث لأنال عضوية إتّحاد الأدباء.
5.أين تجدين نفسك ؟ في الشعر ، أم في النقد؟ وما جديدك فيه ؟
أحبّ الأدب على اختلاف أجناسه ، أنا مولّعة بالشعر، و لديّ ملكة النحو والبلاغة ، برعت في النقد لامتلاكي القدرات و الأدوات الفنية اللازمة لسبر النصوص الأدبية أيّاً كان نوعها.
ولا يمنع أن أكتب أنواعا مختلفة من الشعر و القصة و الرواية ، رغم كوني ناقدة أكاديمية متخصصة.
من قصائد ديواني،، دمع السواحل،، قصيدة لسورية بعنوان” نجمة في فؤادي”:
“إنّي زرعتك في فؤادي نجمةً
ووضعتُ أرضكِ في العيون بديلا
أنّى أمرُّ فضوع عطركِ عابقٌ
وشذاكِ في دربي يضوع عليلا
مرحى دمشقُ ففي ربوعكِ ضيغم
يحدو الأشاوسَ بكرةً وأصيلا”
أما جديدي في النقد فأعمل على كتاب بعنوان البناء الدرامي و جمالية الموت في بوابات الهلع للشاعرة ريم البياتي.
والكثير من الدراسات النقدية التي تنشر في العراق و بعض الدوريات العربية. - ما الجديد في قصائدك ؟/
كتبت عند إشهار وافتتاح ملتقانا عشتار:
“الشّعرُ شوقٌ والهوى عشتارُ
والأرضُ أمٌّ والعيون فنار
لابدّ للظلماء يوماً تنجلي
وتعودُ في شام الأُلى أزهار”
وكتبت لحمص العدية حين زرتها في فعالية ثقافية :
“حمصُ العديّة والنسيم عليلُ
والجوهر المكنون فيكِ جميل
وافرحتي عند اللقاء أحبّتي
حيث الوجوه على اللقاء أثيل
وبلاد عزٍّ ترتقي نور العلا
في كلّ أنواع الحروف فضيلُ” - المتابع لمقالاتك النقدية ، يستوقفه أسلوبك التحليلي ، على غير السائد ، هلاّ وجد صداه لدى المتلقي والنقاد؟ تعلم إني ناقدة أكاديمية مختصة ، لذلك أتبع على “السوشيال ميديا “المنهج التحليلي ،لأنه الأقرب إلى القرّاء، فلا أحبّ الغموض لدرجة الالتباس، ولا المصطلحات المقعّرة،.. لكني في كتبي النقدية أتبع المنهج الذي يتلائم مع مناخ النص أو الكتاب موضوع البحث.
ففي كتابي ( الدلالات الرمزية في القصيدة العربية المعاصرة ) كتبت وفق المنهج البنيوي و الوصفي و التحليلي ، و قبست من نتاج شعراء معاصرين إضافة لخليل حاوي موضوع البحث ، مثل الأستاذ الشاعر منذر يحيى عيسى رئيس فرع إتّحاد الكتّاب العرب في طرطوس.،. والقدير أديب نعمة ، و الدكتور جليل البيضاني، و الدكتور علي لعيبي، وأيمن أسعد و غيرهم كثر.
ووظّفت كافة المناهج النقدية في الكتاب، كما في كتابي الصورة الفنية في تجربة الشاعر فاضل حاتم ، وظّفت تحليل الصور الشعرية… في النقد ،غالباً النص يفرض المنهج الذي يناسبه.
8.لمّا كان النقد ،ميزان الإبداع ،كيف ترين وضع النقد في الساحة الأدبية العربية ؟
يؤسفني أن أقول أن وضع النقد و الأدب ليس بخير، فالكثير من النقّاد يكتبون لمعارفهم، وأصدقائهم ،بقصد الإشهار، والنقد عموماً يجب أن يتصف بالموضوعية و الحيادية ، وتوضيح السلبيات و الإيجابيات في النصوص بغضّ النظر عن أصحابها.
9.لم اخترت اسم عشتار لللملتقى الذي أسستيه مع زوجك وتديرينه ،و ما سبب نجاحه ؟ وهل يشغلك عن الإبداع ،أم يحفّزك ؟
ملتقى عشتار الثقافي كان ضرورة حتمية لالتقاء شعراء و مهتمين ، اقترح زوجي تسميات عدة ، اخترت منها عشتار آلهة الحب والجمال التي تجمع ثقافة بلاد الرافدين و الشام ،ليكون عطاؤه الأدبي على مستوى هذا الألق.
فأنا و زوجي جمعنا الأدب و حبّ الشعر، و كلانا نطمح لمدّ يد العون للآخرين دراسياً و أدبياً، أسسنا الملتقى في 6 تشرين الأول عام 2018 و تمّ ترخيصه من وزارة الثقافة عام 2020م ، والملتقى محفّز للإنتاج الأدبي و إن كان يشغلنا أحياناً عن الكتابة ، لكّننا نجد في نجاحه تحفيزا إضافيا ، و غالباً يعود نجاح ملتقانا ، إلى كوننا أكاديميين ومتعاونين .
قدمنا خدمات مجانية، منها طباعة ديوان أغاني عشتار المشترك ، صدر منه جزءآن ، ونعمل على الثالث على نفقة الدكتور جليل ،و سنطبع كل عام مجموعة شعرية لأحد الشعراء ، على سبيل الدعم والتحفيز
وفي ملتقانا نخبة من كبار الشعراء في سورية والوطن العربي أدركوا بفطنتهم أن ملتقى عشتار سينشر نتاجهم بالصورة الأفضل، و أسهمت معنا مجلة الآداب والفنون العراقية و رئيس تحريرها د. علي لعيبي في هذا النجاح ، حيث ننشر شهرياً لعدد من أدباء الملتقى شعراً ونثراً وقصة ودراسات.
- هل تتعاونون مع ملتقيات أخرى محلية أو عربية ، وهل تفكرون بالتعاون مع ملتقى الشعراء العرب الذي يديره أ.ناصر رمضان ؟
نتعاون محلياً مع الملتقيات في المحافظات السورية كافة ، ومنها جمعية نادي أوغاريت ، ملتقى حمص الأدبي ، وملتقى الشام ،وعربياً مع مجموعة شعراء المتنبي ببغداد ، و كذلك المركز الثقافي العراقي بإدارة الأديب رجب الشيخ ، و إتحاد الأدباء في العراق ،و إتحاد الكتّاب العرب في اللاذقية وطرطوس ، برئاسة أ. ممدوح لايقة و أ. منذر يحيى عيسى .
و يسعدنا أن نتعاون مستقبلاً مع ملتقى الشعراء العرب بإدارة أ. ناصر رمضان.
11.ما رأيك بظاهرة الملتقيات الافتراضية ،حالة صحية ؟ أم لها محاذيرها ولاسيما على المواهب الطالعة؟. الملتقيات الافتراضية ظاهرة صحية ، وككل شيء على مواقع التواصل الاجتماعي ، لها سلبياتها و إيجابياتها ، وأرجو أن نتخلّص من الجانب السلبي بإبعاد المدعيّن ،و تصويب الأخطاء، و البعد عن الشللية ،و تبني المواهب الشابة و الأخذ بأيديهم، وتطوير ذاتهم على نحو مانفعل في ملتقانا حيث نوفّر لهم دورات مجانية في الشعر و العروض و النحو والصرف و الخطّ العربي نقوم بتدريسها أنا ، وزوجي.
- في قصيدتك ،،مسافات ،، التي كرّمت بها في مصر مسحة يأس ، لم ؟ و أليس مهمة المبدع زرع الأمل؟
المسافات قصيدة نلت بها الجائزة الثانية لشعر التفعيلة ، في مسابقة مهرجان “همسة” الدولي، القاهرة 2022 ، وفيها وثقت مرحلة هامة مررت بها لأصل إلى ما أنا عليه الآن ، بمساندة زوجي الدكتور جليل، أقول في الجزء الأخير منها:
” كلّ ذكرى في محطات الصبا محضُّ ألم
و اندحارٌ للقلم
نحن أجداثٌ سنبقى
وقبورٌ ملّت الشمعَ
وبعضٌ من حجار
هكذا نحن
على أنشودة الوهم نغني
دارنا قفرٌ
ولا أحبابَ مرّوا في الديار”
و رحم الله الطغرائي حين قال :
“أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”
طبعاً نحن نزرع الأمل و نحصد الودّ و المحبة ، لكن هذه القصيدة
كتبتها ولاءً منيّ لمرحلة انقضت. - ماذا تعني لك إطلالتك الأولى عبر مجلة،، أزهار الحرف ،، وما رسالتك عبرها؟
.ظهوري الأول في مجلة ،، أزهار الحرف،، الغرّاء يعني لي الكثير، فهي ترعى الثقافة و الإبداع و الكلمة الراقية، و ممتنة لكم لهذه الحفاوة و الاحتفاء و للثقة الغالية.
و رسالتي أن تستمروا في مسيرتكم ، فما أجدرنا بمساندة بعضنا لنحقق أهدافنا الإنسانية من خلال الأدب ، مع وافر الامتنان لكم أستاذ سعد الله ، و للأستاذ ناصر رمضان كل الاحترام و المودة.
و على سبيل الأمل أهديكم:
“سنا نجمة
وهل تركت لنا الأيامُ
إلا الشوقَ والكلمه
سلاماً زهرةَ الأحباب
تشرق عندنا العتمه
ونبعد خطوة الأحزان
يصبح طيفها بسمه
وإن جاءت لنا الأيام
بين الليل و الظلمة
سندعوها لمهجتنا
لتبزغَ في حنايانا
سنا نجمه”
د. آسية بديع يوسفى
…………
*حاورها الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي