“أوَ تَبْحَثُونَ عنِ الدُّمى الحَمْراءِ”
أوَ تَبْـحَـثُونَ عنِ الدُّمـى الحَـمْـراءِ
و دِيــارُنـــا مَـغْـمُــوسَــةٌ بِــدِمَـــاءِ
مـا أنْتُمُ ما العـيـدُ خَابَ صَنيعَكُـمْ
يـا ثُـلَّــةَ الـسُّـــفَـهَـاءِ و الـغُــرَبَـــاءِ
ما الحُـبُّ إلا حُـبُّ أرْضِكَ مَوْطِنِي
مـا المِنْحَـةُ الحَـمْـرَاءُ غيْـرَ دِمَـائي
شُكْـرَاً لَكُـمْ شكْـراً و عَـفْـوَاً إنْ أنَـا
أقْلَعْتُ عَنْ نُصْحِي لَكُـمْ و عَطَـائي
عَفْـوَاً فَلا التِّمْسَاحُ في قَلْـبي و لا
غُـرِزَتْ بِجِلْـدِي سِـجْـيَـةُ الحِـرْبَـاءِ
فـأنَــا عَــدُوُّكَ مـا أرَدْتَ عَــدَاوَتـي
و أنَــا فِـداؤكَ مَـا ذَهَـبْـتَ فِـدَائـي
أوَ عيدُ حُبٍّ يا أخِي و أخُوكَ يَـغْـ
فُـو في أكُـفِّ المَـوْتِ دونَ غِـطَـاءِ
أوَ عـيـدُ حُـبٍّ الذِّئـابُ تُحِـيطُ بِـي
و الحَرْبُ تَنْهَشُ يا أخِـي أعْضَـائي
أوَ عـيـدُ حُـبٍّ و الـبِـلادُ جَـريـحَـةٌ
و الـيُـتْـمُ يَـمْـلَأ يـا أخِـي أنْحَـائـي
أوَ عـيـدُ حُـبٍّ و القُلُـوبُ كَـسـيرةٌ
مَـغُــمُــورَةٌ بــمَــواجِـعٍ و شَــقَـــاءِ
أوَ عـيـدُ حُـبٍّ و القُـيُـودُ مُحِيطَةٌ
و الـقـاذِفَـاتُ تَـرَبَّصَـتْ بِفَـضَـائـي
أوَ تَـرْقُـصَـنَّ على قُـبُـورِ أحِـبَّـتِـي
أعَلى الأنيـنِ و صَـرْخَـةِ الضُّـعَفَاءِ
أوَ تَـرْقُصَـنَّ على جِراحِي يا أخِي
أعَلى الدُّمُـوعِ ، على دَمِ الشُّـهَداءِ
أتَسُلُّ سَهْـمَ المَـوْتِ كَـيْ تُـرْدِي بِهِ
قَـلْــبَـاً فَـــدَا لَــكَ نَـبْـضَـهُ بِـوَفَــاءِ
عَجَـبًاً لِمنْ يُمْسي و يُصْبِحُ باسِمَاً
فَــوْقَ الــدَّمِ الـفَـــوَّارِ و الأشْـــلاءِ
طَفَحَتْ على بَصَرِ القلوبِ غِشَاوَةٌ
و قُـلُــوبُـهُـمْ جَـــرْدَاءَ كـالصَّحْـراءِ
ماذا جَـرى لَكَ يا أخـي ماذا جَرَى
أوَ لَسْتَ تَسْمَعُ صَرْخَتِي و بُكَـائـي
أوَ مَا شَعَرْتَ بِحَسْـرَتِي و بِلَوْعَتِي
أوَ مَـا دَرَيْـتَ بِـنَـكْـبَـتِـي و بَـلائـي
أنْصِتْ لِصَوْتِي إذْ دَعَوْتُـكَ يا أخِي
و ارْوي قُلُـوبَ النَّـاسِ مِنْ أنْـبَـائي
كَـانَ احْتِفالُـكَ مع أنِيـنِي يا أخِـي
كالخِنْجَرِ المَسْمُـومِ فــي أحْشَـائي
كانَ احْتِفالُكَ فَوْقَ جُرْحِي وَصْمَةً
بِـبَـقَـاكَ تَـبْـقـى يـا أخـي و بَـقـائي
و أسَـالَ مِـنِّي دَمْـعَـةً قَدْ غُـمِّـسَتْ
بِـدَمِـي و غَـطَّــتْ سَـائـرَ الأرْجَـاءِ
شُلَّتْ يَمِيـنُـكَ يا أخِي فهْـي التِـي
نَهَشَـتْ حَـشَـايَ كَـحَــيَّـةٍ رَقْـطَــاءِ
و أطَاعَـتِ الشَّـيْـطَانَ يا لِعُـقـوقِهِا
خَـيَّـبْـتَ ظَـنِّـي يا أخِـي و رَجَائي
لَمْ تَرْحَمَنْ شَعْبِي الكَلِيمَ و خَافِقِي
المَـطْـعُونِ بَيْنَ يَدَيْكَ في الظَّـلْمَاءِ
لَمْ تَرْحَمَـنْ وَطَنِي المُكَـفَّنِ بالأسَى
أوْ نَـظْـرَةَ الحِـرْمَـانِ في الـفُـقَـراءِ
لَمْ تَرْحَمَـنْ أُمِّـي الـتِـي أوْدَى بِـهَـا
هَـوْلَ المَصَـابِ و صُحْـبَةَ الضَّـرَّاءِ
نامَتْ على جَمْرِ النَّحِيبِ و دَمْعُـها
لَـهَــبٌ يُـؤجِــجُ حُــرْقَــةَ البُـؤسَـاءِ
في قَـلْـبِهـا أيُّـوب في صَبْـرٍ و في
فَـقْـدٍ و فـيـهـا أَدْمُـــع الـخَـنْـسَــاءِ
لَمْ تَرْحَمَـنْ دَمْعَ اليَتيـمِ و مَنْ بَكَى
مِـنْ فَـقْـدِ أهْــلٍ أوْ لِـفَـقْـدِ غِــــذاءِ
حَتَّى الجِـبالُ أيـا أُخَــيَّ تَـقَـوَّسَـتْ
لأنـيــنِ أطْـفــالٍ و نَـــوْحِ نِــسَـــاءِ
أأُخَـيَّ مـا لَــكَ لا تَــرِقُّ لِـحَــالَـتـي
و بِـمَ اخْتَلَـفْتَ أخِـيْ عَنِ الأعْـداءِ
جِسَـدَيْـنِ كُـنَّـا رُوحُـنَـا مَـمْـزُوجَـةٌ
بِأريـجِ مَـرْحَـمَـةٍ و صِــدْقِ إخـــاءِ
و لَقَدْ أفَقْـتُ على دِمَائي في يَدَيْـ
كَ مَـشُــوبَـةٌ بـالـدَّمْـعَـةِ الـسَّــودَاءِ
أرْوِي شُـعُـوري لـلأنَـامِ بِخَـجْـلَـتِي
و قَصِـيـدتِي مَـمْـزُوجَـةٌ بِـدِمَـائـي
نَادَيْـتُ بَيْنَ العَالَمِيـنَ و لَـمْ يَـعُـوا
مِنِّي و لَـمْ يصْـغُوا لِـطُـولِ نِـدَائـي
فَمَضَيْتُ و الخَيْبَاتُ تَهْدُمُ مُهْجَتِي
وَحْدي و صُبْحِي مُظْلِمٌ كَـمَـسَـائي
كَـانَ النِّــداءُ الـمُــرُّ يُفْـرِي أضْلُـعِي
و يُذيـبُ صَـدْرَ الصَّـخْرَةِ الصَّـمَـاءِ
لـكـنَّ بَـعْـض العـالَـمِـيـنَ بِـعَـالَـمِـي
مَـوْتَـى وَ تَحْـسَـبُهُـمْ مِنَ الأَحْـيـاءِ
فَعَلَيْـكَ يا حِـسَّ الخَـلائـقِ رَحْـمَـةً
يا مَنْ بِمَـوْتِكَ ذاعَ صـيتُ شَقَـائي
خُـذْنِي إليْكَ فَـلْـمْ تَعُـدْ لِـي قُـدْرَةٌ
فالقَـبْـرُ قَــبْـرُكَ و الفَـنَــاءُ فَـنَـائـي
يا مَنْ فَـقَـدْتُ بِمَـوْتِـهِ كُـلَّ المُـنَـى
و ثَـوَى بِقَـبْـرِكَ إذْ ثَـوَيْـتَ ضِـيَائي
إنِّـي أسـيـرُ البُـؤسِ فـي زِنْزانَـتِـي
و الدَّمْـعُ زادِي مُذْ رَحَلْـتَ و مَـائي
غِـبْ يا أخِي أعْلَنْتُ مِنْكَ بَـرَاءتِـي
و إلـيْـكَ مِنْ فَـوْقِ البَراءةْ رِثـائـي
أنـا مـا رَثَيْـتُكَ بَـلْ رَثَيْـتُ أُخُـوَّتِي
و دَفَنْـتُ في جَنْبَيْـكَ وَجْـهَ هَنَائي
هَـذي مَـشَـاعِـرُ مُـهْـجَـةٌ مَحْـرُوقَةٌ
و لَكُـمْ عَلى فَـقْـدِ الضَّـميرِ عَـزائي
صمود حامد
شوفة/طولكرم/فلسطين
2024/2/14م
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي