سعدالله بركات يكتب ؛ د. جليل البيضاني لمجلة أزهار الحرف ،
“لا خلود للإبداع دون نقد”
*حاوره الكاتب الإعلامي سعدالله بركات .
معجمي في غناه الفكري والإبداعي، كما في بحوثه العلمية ، امتهن الطب وراح يغذّي الروح بالشعر ، جليل بطلته وقيمه الفكرية والسلوكية ، د. جليل البيضاني ، اسم على مسمى بحق ، تراه شامخا ، وهو يحلّق (من الشام ) حيث جذبته الحبيبة ورفيقة العمر ،( لبغدان) حيث أهل وملاعب الصبا ، إلى مصر ، حيث أريج يراعه في نقابة الشعر وتحكيمه ، فراح يشدوها :
“النيل والعزّ والأهرام والحسب. فر من المجد إذ تنشر له الكتب “
أبحر في علوم الطب ليداوي البشر ، وأبدع في بحور الشعر ، ليداوي النفوس ويرتقي بها فكرا وقيما ..
عمارته الشعرية ،تتسامق على مدى 4 عقود ، ثمارها تتوالى يانعة ،في منجزين بحثيين ، و19ديوانا شعريا ، وآخر تحت الطبع مع 4 مؤلفات بحثية وعلمية .
حاورته،، أزهار الحرف ،، ليتضوّع عبق يراعه على صفحاتها
متماوجا مع نسمات الفرات وسفوح اللاذقية ،ليعانق فضاء عربيا وسع المدى..
اهلا بك د.جليل ضيفا عزيزا.
في البدء أشكركم،، مجلة أزهار الحرف ،،لاحتفائكم بالأدباء والشعراء على امتداد مساحة الوطن..و يسعدني هذا اللقاء معكم أستاذ سعد الله .
س1. بين علوم النبات والطب والأدب ،أين ترتاح نفسك ؟
=الطبّ علم ومهنة، احترفتها لعقودٍ خلت ، كغذاء للعقل و فائدة للأخرين، أمّا الشعر فهو غذاء الروح و موهبة ربّانية فُطرت عليها. لكلٍّ منهما حيز في حياتي و الشعر متنفس للنفس و الروح.
س2.تعايش بل تعيش الحالة الأدبية في كل من سورية والعراق ومصر، إلى حد الانخراط ،فما وجه الشبه والافتراق أو التمايز بينهم ؟
= العراق حاضرة الثقافة و الشعر، ولايخفيك قول الشاعر محمود درويش :”لتكن شاعراً عليك أن تكون عراقياً ” ،فغالبية العراقيين شعراء بالفطرة، و سورية تشهد حركة ثقافية و أدبية نشطة و في ربوعها الكثير من الشعراء و الأدباء الذين نعتز بهم، وفي مصر يكثر الشعر الشعبي ( المحكي) و القليل من الفصيح.. و شخصياً كمحكم دولي أجد العراق يجود بالشعر ، و في سورية يلقى و يسمو، و في مصر يُكرّم.
س3.إذا وازنّا الإبداع والنقد، فأيّ كفّة ترجّح؟
=الإبداع والنقد صنوان لا يفترقان ، فالأدب يبنى عليه النقد ، لينقد و يصوّب و يميّز الغثّ من السمين، دون إبداع لا حياة للنقد ، ودون نقد لا خلود للإبداع.
س4. في أيّ موضوع تجد الدفقة الشعرية تنساب بيسر ؟ و أي من قصائدك أقرب إليك ؟
= القصيدة تنساب من دفقة شعورية ، فالشعور منبعها، و اللغة أداة التعبير، و الحزن هو الغرض الشعري الأكثر تماساً مع التجربة الشعورية و جمهور القرّاء.
# لكن السائد أن الطبيعة والغزل أو الحبّ، هما الأكثر تحريضا على البوح الشعري ؟
ج .بالنسبة للعراقيين الحزن طابع مميز و سائد، ومع ذلك للغزل والنسيب حيّز كبير من التجربة الشعرية، و الطبيعة تمتزج بكل الأغراض الفنية.
وبالنسبة لقصائدي ، لكلّ قصيدة وقعها و موضوعها و مناسبتها.. ليس هناك قصيدة تعتبر الأجمل أو الأقرب إلى القلب .
س5. تغنيّت بالنيل ، فما قلت في جناحيك ،الفرات وبردى ؟
كتبت الكثير لدجلة و الفرات و بردى والنيل ،مثل :
“الشامُ روحي والهوى أذواقُ
سِفرٌ ويعبق في الدُّنا خفّاقُ
من عهد عشتار ٍ تعيشُ كريمةً
وهم الرجالُ وكلهم سبّاقُ”
وقلت في دجلة و الفرات “
“و الشاطئان نجيعٌ غيض ماؤهما
و الروض عصفٌ سلاه الطائرُ الغرِدُ
من ألف عامٍ سماواتٌ مُكدّرةٌ
ونحن نشرب كأساً زانه الجّلدُ”
س6.تقول في أحد حواراتك *، إن الساحة الأدبية ثرية ، ألا ترى أن اتساع هذه الساحة في الفضاء الأزرق ، ومواقع التواصل تبعه تطفل ودخلاء أضرّوا بالأدب؟
= مؤكد لابدّ من بعض السلبيات، فما أكثر الدخلاء و المدعيّن و باعة الكلمة، شخصياً لا أسامح من باع قصيدة ، فمن باع قصيدة إنما باع وطن.. إضافةً للكثير من السلبيات التي نسعى لتلافيها
س 7.لماذا عشتار ؟ …وإلام الطموح ؟
= عشتار، ملتقٍ أسّسته في اللاذقية ، رفقة زوجتي د. آسية يوسف ، حيث نعيش ، ونحن نرتقي من خلاله بالكلمة و الأوطان، ولا سقف لطموحنا نسعى إلى نصرة الأدب و الشعر الحقيقين.
س8.مجلة الفنون والآداب العراقية أنت أحد مؤسسيها، ماذا وراء انتشارها عربياً واستقطابها الأدباء من عديد الدول العربية ؟.
= مجلة الآداب والفنون تلبيةً لطموحنا، أنا و دكتور علي لعيبي ،و ثلّة من الأدباء الذين يقومون بعملهم دون مقابل ، ونصدر المجلة على نفقتنا و تصل إلى كل الدول العربية ، وبعض الدول في أوروبا وأمريكا، ومن خلالها نصدر المجموعات المشتركة لشعراء من شتى أنحاء الوطن العربي
عمل كادر المجلة قلبا واحداً بمساعدة مدراء الفروع و المكاتب في الأقطار العربية وأمريكا، فمثلاً الدكتور العنكبي، يعمل على إعادة طبع أعداد المجلة و توزيعها على الجالية العربية و مثله بقية مدراء المكاتب…
# الشكر لك تكرارا د. جليل على هذه السانحة بإطلالتك على قراء ،، أزهار الحرف ،، الأعزاء ، وليكن مسك الختام نموذج من جديد بوحك الشعري وهو بعنوان ،، الدكتورة ،،:
…………..
“الآن يأخذني رصيفُ الذكرياتِ
إلى دروبٍ عاقرةْ
والنسوةُ اللائي مررنَ على
لهاثِ العمرِ أوجاعٌ
وذكرى عابرةْ
مَسَحَت سنون الحزنِ أسماءً
وأخرى ناكرةْ
لم يبقَ إلا من تتابعُ ظلها عيني
وترسمُ في يدي وشماً
لعينٍ ساهرةْ
هي زهرةٌ في اللاذقيةِ
أنبتت شوقاً ودنيا ساحرةْ
هي بسمتي.. وحروفُ شِعري
والتماعُ الذاكرةْ
وحمامةٌ
حَمَلَت سنيني والليالي الغابرةْ
صَبَرَت على ماضٍ تسابقهُ الخطوبُ
إذ انجلت في آخرهْ
لقيا تكللها عيونٌ آسرةْ
شوقي لها…
آفاقُ تحملها دروب القاهرةْ
دكتورةٌ…
زيتونةٌ نبتت بجانبِ نخلةٍ
شكراً لها…
إذ تستفيقُ على صلاةٍ شاكرةْ “
……………………….
القاهرة /12/1/2024
******************
د. جليل كرم البيضاني
= مواليد 1954 البصرة ، درس حتى أنجز المرحلة الجامعية في بغداد ، حصل على شهادة الماجستير من بريطانيا.
= حاز على شهادة الدكتوراه في علوم النبات من جامعة نيودلهي – الهند
= عضو في: ( نقابة شعراء مصر، جمعية الخطاطين العراقية، لجنة تحكيم مهرجان القاهرة العربي للشعر،
جمعية العشابين العراقية ، نقابة الصحفيين في العراق، اتّحاد الكتّاب والأدباء في العراق)
= نائب رئيس تحرير مجلة الآداب والفنون الورقية .
= أستاذ العروض و موازين الشعر في العديد من الملتقيات و الصالون الأدبية .
= أستاذ محاضر في كلية الصيدلة الجامعة المستنصرية
صدر له 19 مجموعة شعرية :
1. مسافرٌ حبيبتي ١٩٨٨-2. منكِ أبدا -3. نافذة في جدار الحزن .4. هل أنتِ أنا؟ 5. لعلكَ تأتي؟
6. انتظريني قرب قبري 7. خصلةُ شعرٍ فوق قميصي.8. أوان قطاف الدمع 9. صرخةٌ بفمٍ مغلق .
10. غرقى في زمن العطش 11. دمعة على حرف 12. شوق على جناح 13. -أغاني الصبا
14.وما نسيت 15.حين يُسرق الكرى، ،16.شوق على جناح أبابيل 17.جمرٌ على شفة الحرف 18.
أغنية لحائط المبكى، 19. حنظلة ١
فضلا عن ،،الوسيط في ميزان الشعر البسيط ،، ومنجز بجزأين في علم المعاني / مسميات عربية /
وله تحت الطبع :
حنظلة 2/ مجموعة شعرية/ المنجد في الطب البديل ، قاموس مصطلحات النباتات الطبية / إنكليزي / عربي، تاريخ الإمام علي(ع) ز مسميات عربية الجزء الثاني
*حاوره الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
========
* 2023/12/26 – حواره مع نفحات القلم ، منيرة أحمد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي