لغتنا ميزان حضارتنا
منذ ولادة الخلق كان لا بد من وجود سمات تميز بين المخلوقات الحيوانية الحياتية ، وقد اعتمد العلماء الكثير من السمات الجينية التكوينية الظاهرية والباطنية ولم يتطرؤوا إلى اللغة كسمة إنما اعتبروها وسيلة للتواصل وذلك كان لصعوبة حصر المفهوم ونحن اليوم وبدورنا كمهتمين بهذا الخصوص كان لا بد من الإضاءة على هذا الموضوع بشكل أكثر وضوح فهي ليست مجرد أداة تواصل ومخاطبة إنما يمكن إعتمادها السمة الأولى التي تميز بين المخلوقات وتحدد هوياتها ، فإذا أمعنا أكثر نجد أن لكل نوع من هذه الخلائق لها لغة خاصة بها منذ نشأتها.
إذا اللغة مرتبطة بالوجود وأي عملية تواصل تعتبر لغة وليس العكس على مبدأ الإستظهار الفلسفي الذي يعتبر الكل أساس الجزء فاللغة هي الكل وأما التواصل جزء منها لذا تعتبر هي الأصل . وفي الرواية الدينية نجد ان الله خلق جميع المخلوقات بنمط حياتي وخصوصية لكل جنس، وخص الإنسان المخلوق الحيواني بالعقل والتقويم وأن الله علم آدم الإنسان الأسماء كلها ليخاطب الملائكة بها إذا كان لا بد من لغة موجودة ليظهر قدرته ولولا هذه اللغة لما استطاع العقل أن يتميز وقد لا يساوي شئ دونها وكذلك دورها في الغريزة الحيوانية فكل فئة تحافظ على إسلوبها (لغتها) لتحافظ على وجودها إن كان في التزاوج أو تحصيل الغذاء أو الراحة فتجد أن لكل أنواع المخلوقات نظام تواصلي دقيق وشامل نستطيع ان نقول عنه لغة وكل فئة لها لغتها الخاصة بها ( النمل النحل الأسود الإنسان …).
وإذا أخذنا الإنسان قبل اللغات المحكية نجد أنه قد اعتمد اللغة الغرائزية ولكن بوجود العقل إستطاع أن يصقل إسلوبه ويرتقي بذاته وهذه مهمته الذي خلق لأجلها حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من التطور والرقي والتنوع وطور في إسلوبه بدقة حرفية وبلاغة إبداعية..
إذا هذا الإرتباط الوجودي بين اللغة والمخلوقات يحتاج إلى العناية للحفاظ على ما يميزها وبما أن الفئات البشرية تتميز بتنوع الأساليب فكل فئة وجب عليها أن تحافظ على إسلوبها وسلوكها لتحافظ على وجودها وتميزها وبما أننا نحن نتميز بلغتنا العربية التي تعتبر نموذج متطور من اللغات السورية القديمة برقيها وإبداعها وتنوعها ودقتها وبلاغتها وجب علينا أن نرعى ونهتم بأصولها وفصحتها لنحافظ على ما يميزنا في التجمهر وعلى وجودنا كأمة عربية قومية واحدة نرقى بها وترقى بنا.
السيرة الذاتية للشاعر محمد أحمد عطية حجازي
السيرة الذاتية للشاعر المصري محمد أحمد عطية حجازي مواليد : مطرطارس - سنورس - الفيوم 1953/1999 _درس المرحلة الابتدائية والإعدادية...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي