الهام غرابي شاعرة وإعلامية وقاصة.
عضو ملتقى الشعراء العرب
شاركت مؤخرا في موسوعة قصائد في رحاب القدس
من هنا كان لمجلة أزهار الحرف أن تحاورها وتتعرف على مشوارها الفكري والإعلامي والأدبي .
حاورتها من لبنان جميلة بندر .
س 1.كيف تأتيك أفكار قصص الأطفال والأناشيد؟ وما الذي يلهمك في كتابتها؟ وهل تشعرين بأن الأناشيد والقصص للأطفال تلعب دوراً في ترسيخ قيم معينة ؟
ج- بداية أود أن أشير الى أنني منذ طفولتي كنت أعشق القصص والحكايات ومشاهدة الرسوم المتحركة وأفلام الكرتون ،ومازلت أكثر حباً ومتابعة لها حتى اليوم لأنها تشعرني بالفرح والضحكة المنطلقة من القلب كما كنت أشعر به وأنا طفلة ..ولكنني أحب أن أشير هنا الى أن كتابة قصص الأطفال ليست بالشيء السهل كما يعتقد البعض وأصعب بكثير من كتابة قصص الكبار . عندما أريد أن أكتب قصة تجذب الطفل وتسترعي انتباهه فإنني أكتب بصوته وتفكيره وذلك من خلال محاكاة روحه وعقله وفهم ما يحبه وما لا يحبه، وهذه حقيقة فروحي الطفولية التي أتحلى بها ولا زلت أعيش فيها رغم أنني لست بطفلة تساعدني كثيراً في كتابة هذه القصص.
أما كيف تأتيني الأفكار لكتابة القصص أو الأناشيد فهي من عدة مصادر ،لا يحدها مكان معين ،فقد تكون من خلال موقف خارجي حصل أمامي واسترعى انتباهي ، أو مع الأطفال أنفسهم كما حصل معي في إحدى المرات التي كنت أتحدث فيها مع أولاد الجيران حول خطورة لعبهم بالكرة بين السيارات فكان ردهم :”وين بدنا نلعب ما في ملعب” فكانت هذه الجملة إلهاماً لي دغدغت عقلي وأفكاري ،حتى اختمرت الكلمات الشعرية في رأسي وقمت من خلالها بتاليف وتلحين نشيد (وين بدنا نلعب ما عنا ملعب) ، وقد تأتي الفكرة وأنا جالسة في المنزل كما حصل معي في أحد القصص التي كتبتها (سامر والصرصار )..
طبعا تعتبر القصص والحكايات والأناشيد وسيلة فعّالة لتوصيل الرسائل التربوية بطريقة ممتعة وملهمة ،نستطيع من خلالها ترسيخ قيم حميدة للأطفال كالايمان والصدق والأمانة ومساعدة الفقراء وحب الوطن وغيرها من المفاهيم التي تساهم في تكوين شخصيات إيجابية وقوية تسهم في بناء مجتمع أفضل.
س 2. كيف تقيمين تأثير التكنولوجيا على الكتابة والإعلام اليوم ؟
ج- طبعا للتكنولوجيا في عصرنا الحالي تأثيرها الذي لا يستهان به على صعيد مساهمتها في تطور الكتابة في الحقل الإعلامي اليوم. ونستطيع القول أن هناك علاقة وثيقة بين التكنولوجيا والإعلام، فلقد حدّثت التقنيات الحديثة المستخدمة في الوسائل الإعلامية العديد من المفاهيم المتعلقة بالمعلومات والمحتويات الإعلامية، وساهمت في إحداث نقلة نوعية في الطرق والأساليب التي تتناول الأخبار الإعلامية بكافة أشكالها.
س 3. كيف يمكن للشعر أن يلعب دوراً في تشكيل الوعي الإجتماعي، هل تعتبرينه وسيلة لتعزيز قضايا إجتماعية مهمة ؟
ج – يعتبر الشعر من الفنون الأدبية التي تلعب دورًا هامًا في تعزيز الوعي الاجتماعي، فهو جزء مهم من التراث الثقافي لأي مجتمع،لانعكاسه على المعتقدات والقيم والتقاليد والسياسة والتاريخ والثقافة العامة .ويمكن اعتباره أداة فعّالة للتعبير من خلاله عن كافة الأفكار والمشاعر المتعلقة بالقضايا الاجتماعية عبر تعزيزهذا الوعي الذي يتمثل في إيصال الرسالة وتحفيز الناس لتحريك الشعور العام والعمل على حل المشاكل الاجتماعية المختلفة بشكل مؤثر عبر الأجيال .
س 4. كيف تجسدين تأثيرات ثقافتك اللبنانية في كتاباتك،وما هو العمل الذي تفتخرين به أكثر في مسيرتك الإعلامية والأدبية ؟
ج- يمكننا القول أن هناك علاقة ما بين ثقافة المجتمع وتشكل شخصيتنا التي تعيش في إطاره ،فالثقافة هي اللبنة الأساس والوسط الذي تنهل منه وتنمو تلك الشخصية ، فهي التي تؤثر في أفكارنا ومعلوماتنا وخبراتنا ومهاراتنا وعاداتنا وتقاليدنا ..لتصبح شخصيتنا جزء من ذلك النسيج الثقافي الذي تأثر بها، وهو أمر مهم ينعكس على إبداعات الكاتب وتدفعه لتأليف أعمال تبقى في ذاكرة القرّاء.
وبالنسبة للشق الثاني من السؤال ، فأنا لدي الكثير من كتابة الأعمال البرامجية- الإعلامية الدرامية المتنوعة التي عرضت على أكثر من شاشة، كبرامج الأطفال، بما فيها الأناشيد التربوية الهادفة الى جانب كتابة برامج متنوعة :كبرامج إجتماعية ناقدة ..برنامج مسابقات ..برامج كوميدية للأطفال وغيرها من البرامج المنوعة..لكن البرامج التي أفتخر بها وأعشقها وأشعر أنني أتنشق باستمرار هواء نسماتها اهي كتابة برامج الأطفال الدرامية ،والتي أشعر أنها تشبهني كثيراً بل تاخذ حيزاً راسخاً من روحي الطفولية التي تلتصق بشخصيتي كجزء مني والمتمازجة مع روحي كفتاة ناضجة ،وأنا اعتبرهذه الروح المتمازجة نعمة إلهية قلة من ينعمون بها، تجعل قلمي يحلق في عالمين : عالم الخيال الخصب المتجسد في قصص الاطفال وعالم القصص الادبية القصيرة المأخوذة من عالم الواقع …
س 5. هل تفضلين الكتابة في فترة زمنية معينة أو تحت ظروف محددة ، وهل لديك تأثيرات أدبية أو شخصيات أدبية تؤثر في أسلوبك الكتابي؟
ج – للنفس كما يقال إقبالها وإدبارها وهذا ما يمكن أن ينطبق علييّ في هذه المقولة ، لان الكتابة كالجوع تماماً ،عندما تشعر روحك أنها جائعة إفترش لها قلمك ،لتخطّ حروفك على صفحاتك البيضاء ،ودعها تنهل من حقول الخيال ما يكفي لتسطّر الكلمات إبداعاً من القصص والحكايات من بين الجدران الأربعة ،فأجول عبر بساط الريح مدناً من السُكّر وقمراً من العنبر..ولا نهاية لحلم الخيال لديّ ..
بالنسبة لتأثيراتي الادبية فالقارىء وحده كما اعتقد هو الذي يحدد مدى تأثيرها عليه ، فكنت مثلاً أقوم مع مجموعة من الاطفال بسرد القصة قبل طباعتها لأعلم إن أعجبتهم أم لا ..ومن خلال بعض الانشطة التي كنت أقوم بها مثلاً لسرد قصصي على الأطفال كنت من خلال السرد وطرح الاسئلة فيما بعد أكتشف مدى تأثير هذه القصة وتجاوب الاطفال معها ومدى جذبها لهم ..طبعاً التجاوب وعملية إعجابهم بالقصة كان يفرحني لأنني أعلم عندها أنني استطعت أن أدخل عالمهم بحبكة جميلة فأتكلم بلغتهم وأحاكي عقولهم الصغيرة بكل سهولة.
أما قراءاتي الأدبية فهي متنوعة ومتعددة وهذا التنوع في الثقافات مطلوب، ما بين روايات وقصص لأدباء وكتّاب عالميين أمثال : فيكتور هيغو ،ليو تولستوي ، تشارلز ديكنز ،باولو كويلو..ومن الأدباء العرب أمثال : جبران خليل جبران ،نجيب محفوظ ، طه حسين ، إحسان عبد القدوس ، توفيق الحكيم ، يوسف إدريس ، حنا مينا وغيرهم ..ولكل كاتب وروائي بصمته وأسلوبه الخاص ، وأنا عندما أقرأ لأولئك الأدباء والروائيين المبدعين أشعر بزخم تلك الأفكار التي تولد لديّ طاقة أدبية فياضة تزيد من موسوعتي الثقافية التي أستفيض منها لكن بانتهاج اسلوبي الخاص عند كتابة القصص ..
س 6. ما هي القيم التي تحاولين توجيهها للقارىء من خلال كتاباتك ؟ وكيف يمكن للأدب أن يساهم في فهم أعماق الثقافات المختلفة ؟
ج – لكل كاتب أسلوبه وأهدافه الخاصة في نشر ما يود إيصاله من مفاهيم وقيم للقارىء ، وأنا أحاول ككاتبة مزج كتاباتي ما بين الواقع والخيال بالمحافظة على القيم الإجتماعية التي تنضوي تحت عدة عناوين أخلاقية وإنسانية ..
ونستطيع القول أن الأدب يعمل على توسيع أفاقنا وتعميق فهمنا للثقافات المختلفة عندما نقرأ على سبيل المثال قصة أو رواية تنتمي لثقافة أخرى ،نتعلم من خلالها تجارب الآخرين ونكتشف وجه التشابه والاختلاف فيما بيننا .هذا التفاهم الثقافي يساهم في تخطي الحواجز وتعزيز التفاعل الثقافي بين الشعوب بكافة اشكاله المختلفة .
س 7. ما هي الطموحات المستقبلية التي تسعين لتحقيقها في مجال الكتابة والإعلام ؟وهل لديك خطط لتوسيع نطاق قراءاتك وجمهورك الى مناطق أخرى خارج لبنان ؟
ج – أسعى كأي إعلامي أو كاتب لتحقيق الأفضل وتقديم أعمال ناجحة وجذابة، أتمنى الوصول بها الى خارج لبنان ولمختلف الدول بل وترجمتها إذا حانت لنا فرص المشاركة بهذا الأمر ..
س8 . ما هي تجربتك في ترجمة أعمال أدبية ، وكيف يؤثر ذلك على تبادل الأفكار الثقافية ؟
ج – ليس لي أعمال أدبية مترجمة لغاية الآن ولكنني أتمنى أن تتيسر الظروف لتحقيق هذا النشر الأدبي المترجم لأنه من المهم جداً كما قلت سابقا تبادل الأفكار والخبرات الثقافية بين الشعوب ان كان على صعيد قصة أو رواية أو قصيدة ….
س 9. كيف تجدين دور المرأة في مجال الادب والإعلام في المجتمع العربي. وما هو المشهد الأدبي اللبناني الحالي وكيف تشعرين بتطوره؟
ج – إضطهدت المرأة في الماضي كثيراً وبعد عدة محاولات لتهميشها ومحاربتها لمنعها من التعبير عن رأيها ودورها الأدبي كأنثى كما حصل مع العديد من الاديبات كمي زيادة وغيرها، تغيرت هذه النظرة اليوم واصبحت المرأة أديبة وشاعرة وإعلامية إنسانة لها كينونتها وشخصيتها التي تجعلها تملك حق التعبيرعن أفكارها كالرجل تماماً وكمثال نذكرعلى الساحة اللبنانية أديبات حظين في عالم الأدب بخطوات سباقة أو لنقل متساوية مع الرجل كالكاتبة أميلي نصرالله ومي منسى وغيرهن ممن أثبتن جدارتهن في عالم الأدب .
س 10. كيف كانت تجربتك كعضو في ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر عبد الحميد رمضان ؟
ج – بصراحة كل الشكر للأستاذ الشاعر ناصر عبد الحميد رمضان رئيس ملتقى الشعراء العرب الذي فتح باب العبورلتلاقي الشعراء العرب فيما بينهم لطرح إبداعاتهم الادبية وتبادل القصائد الشعرية عبر ندوات أو مشاركات في موسوعات شعرية كموسوعة قصائد في رحاب القدس التي طبعت وشارك فيها العديد من الشعراء العرب .
س 11. أخبرينا عن تجربتك مع مجلة أزهار الحرف؟ وهل تعتبرينها منصة جيدة لنشر أعمالك الادبية وللتواصل مع القراء؟
ج – مجلة أزهار الحرف هي مجلة أدبية مشرقة بما يكتبه الأدباء عبر صفحاتها، وأنا أعتبرها منصة جيدة لنشر الأفكار سواء أكانت قصصية أم شعرية أم فنية لرسومات تشكيلية تعرض من خلالها وغيرها . وأوجه كل التحايا لهذه المجلة عبر مؤسسها الأستاذ ناصر رمضان ومدير التحرير فيها السيدة غادة الحسيني ولجميع أسرة التحرير دون استثناء .
س 12. كيف كانت تجربتك في المشاركة باعداد موسوعة قصائد في رحاب القدس ؟
ج – أعتبرها تجربة قيّمة ومفيدة أتاحت لي شرف المشاركة مع العديد من الشعراء العرب ومشاركة قصائدهم الشعرية ، على امل ان تستمر هذه النهضة الثقافية المثمرة وإعادة هذه التجربة في موسوعة أخرى ان شاء الله .للجميع كل التحايا والنجاح ولمن أجرت معي هذا الحوار إعلامية المجلة جميلة بندر كل الشكر والتحايا ….
(الهام غرابي )
حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو ملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي