لِـحِـكَـايَـتِـي بَـطَــلٌ عَــزِيْـزَ الـرُّوحِ
هُـوَ سَــيِّـدُ الدُّنْـيَـا بِـكُــلِّ وُضُــوحِ
وَ بِـهِ فِلِسْـطينُ الأبِــيَّـةْ تجَـسَّــدَتْ
هُـوَ صُـورَةٌ عَنْ شَـعْـبِـهَا المَجْـرُوحِ
رَجُـلٌ إذَا حَـلَّ الـمَـصَـابُ وَجَـدّتَــهُ
بِـشُـمُــوخِـهِ كَـالـضَّـيْـغَـمِ المَقْـرُوحِ
أَسَـدُ العَـريـنِ فَـلا يَلِـيـنُ لِـغَـاصِـبٍ
جَــبَـــلٌ أَشَـــمٌ فـي مَـهَـبِّ الـرِّيــحِ
أُسْـطُـورَةٌ فِي الصَّـبْرِ شَـهْـمٌ راسِـخٌ
لا يَـقْــبَــلَـــنَّ بِـــــذِلَّــــةٍ و بُــــرُوحِ
يَـرْضَى الحَـيَـاةَ و لا يُفَـارق أرْضَـهُ
فَـوْقَ اللـهِـيـبِ بِخَيْـمَـةٍ و صَـفِـيـحِ
لا يَـعْـرِفُ التَّـقْـصـيـرَ سَــبَّــاقٌ إلـى
دَرْبِ الـفِـدا لا يَـرْتَــضِــي بِـجُـنُـوحِ
ما جَـاءَ أعْـظَـمُ مِنْ رَبَـاطَـةِ جَـأشِهِ
أبَـــدَاً بِـكَـوْنٍ حَــافِــلٍ و فَـسِـــيـحِ
يَمْشي على جَمْـرِ القَضِـيَّةِ صَامِـدَاً
بِحُـسَـامِ مِـغْـوارٍ و صَوْتِ صَـدُوحِ
و يـبُـثُّ أخْــبَــارَ الـبِــلادِ بِـمَـنْـطِـقٍ
قَـدْ فَـاقَ كُـلَّ مُـحَـنَّـكٍ و فَـصِــيـحِ
هُـوَ صِـنْـوُ أيُّـوبِ النَّـبِـيِّ بِـصَــبْـرِهِ
و بِـبَـأسِــهِ الجَــبَّــارِ صُــورَةُ نُــوحِ
يُخْفِي المَواجِـعَ وَ هْيَ غَيْـرُ خَفِيَّـةٍ
و يَـسِـيـرُ للـمَـيْـدَانِ سَـيْـرَ لَـحُـوحِ
لَـمْ يُـثْـنِـهِ قَصْفٌ و لا كَـرْبٌ طَـغَـى
و فِــرَاقُ أَهْـلٍ و انْـهِـيَـارِ سُـطُــوحِ
لَمْ يُثْـنِـهِ الخُـذْلانُ فَـرْدَاً قْدْ مَضَـى
يَحْمِـي البِـلادِ بـصَـدْرِهِ الـمَـشْـرُوحِ
و إذا سَــألْـتَ عَـنِ الـرُّجُـولَــةِ إنَّــهُ
رَمْـزُ الرُّجُولَـهِ و المَـواقِـفُ تُـوحِـي
و إذا سَألْـتَ عَنِ الشُّمُـوخِ وجَـدْتَـهُ
بِـجَــبـيـنِـهِ و بِـدَمْــعِــهِ الـمَـكْـبُـوحِ
و إذا سَألْـتَ عَنِ البطولـةِ و الـفِـدَا
إنْــظُــرْ لِـجَـيْـشِ عَــدُوِّهِ المَشْـبُوحِ
و إذا سَـألْتَ عَنِ الشَّهَامَـةِ و النَّـدَى
هَــــذا تَـــــرَاهُ بِـعَـزْمِـهِ الـمَـسْـنُـوحِ
دَمُــهُ الـمُـعَـطَّــرُ لـلـبَــرِيَّـةِ مَـنْــهَـجٌ
لـلـنَّـصْـرِ شَـبَّ عَـلَـيْـهِ كُـلُّ طَـمُـوحِ
تَـمْـتَـصُ مِنْ دَمِهِ الحَـقِيـقَةُ نُـورَهَا
لِـتَــدُكَّ رَأسَ الـبَـاطِـلِ المَـشْـطُـوحِ
فَتَحُوا لَـهُ بَـابَ المَـنُـونِ و شَرَّعُوا
بَـابَ الأسَى بالقَـهْـرِ و الـتَّـشْـرِيـحِ
حَسِـبُوا بِأنْ قَدْ يَسْتَكِينَ لِقَصْـفِهِمْ
أوْ يَسْتَكِينَ لِـعَـيْـشِـهِ الـمَـشْـحُـوحِ
مـا زَعْـزَعُـوهُ و لَـمْ يَـهُـزُّوا صَـبْـرَهُ
بَـــل زَوَّدُوهُ بِــهِــمَّــةٍ و طُـــمُـــوحِ
سَلَـبُوهُ كُـلَّ الأهْـلِ قَدْ حَسِـبُوا بِذَا
أنْ يُجْـبِـرُوهُ على انْـحِـنَـا و نُـزُوحِ
فَــتَـقَـبَّـلَ الأمْـــرَ الـمُـقَــدَّرِ قَــائــلَاً
“مَعَلِـشْ” فَـرَبِـي نَـاظِـرٌ لِجُـرُوحِـي
أَمَـلِي رِضَـا الرَّحـمَـن عِـنـدَ لِـقَـائِــهِ
فَــهُــوَ الـعَـــزَاءُ و لاذَ لـلـتَّـسْـبـيـحِ
و تَـرَاكَـمَ الصَّـبْرُ الجَمِـيلُ بِـوَجْـهِـهِ
و ضُـلُــوعَــهُ مَـغْــمُــورَةٌ بِــقُــرُوحِ
و مَضَى إلى العَـمَـلِ الدَّؤوبِ بِهِـمَّةٍ
و القَـلْـبُ مِـثْـلَ الطَـائـرِ المَـذْبُــوحِ
لَـمْ يَـتْـرُكُــوهُ فَـأوْجَــعُـوهُ بِـإبْــنِــهِ
فَمَضَى إلى سَـيْـلِ الدَّمِ المَـسْـفُوحِ
الهَامَةْ قَـدْ شَـمَـخَـتْ وَ لكِنْ قَـلْـبَـهُ
فَــوْقَ التُّــرَابِ يَـرِفُّ مِـثْـلَ ذَبِـيـحِ
هُــوَ صَـابِــرٌ و الــلّــهِ لـكِـنْ رُوحَــهُ
تَـنْـهَـالُ فَــوْقَ وَلــيـدِهِ الـمَـطْـرُوحِ
حَـبَـسَ الدُمُـوعَ بِعَـيْـنِـهِ و بِـقَـلْـبِـهِ
هَـمَـسَ الكَـلامَ بِـصَـوتِهِ المَـبـحُوحِ
غَـيْــرَ الذي يُـرْضِـي إلـهِـي لا مَـقَـا
لَ و لا صَنِيعَ لَـنَـا سِوَى المَسْـمُوحِ
حَـيُّـوا الشّـهِـيـدَ و قَـبِّـلُوا أجْفَـانَـهُ
و تَـمَـتَّـعُـوا في مِـسْكِـهِ المَـرْشُوحِ
فَـاحَ الشَّذَا غَمَـرَ الدُّنَـا هـذَا الشَّهِيـ
دُ رَوى التُّرَابَ فيَـا نَـسَـائِـمُ فُوحِي
لا تَـدْفِـنُــوهُ دَعُــوهُ فـي عَـلْـيَــائـهِ
أبْـقُـوهُ بَـيْـنَ جَـوانِحِي و سُفوحِي
حَـلَّـفْـتُـكُـمْ بِـالــلّــهِ أنْ لا تَـدْمَـعُوا
و حَـذَارِ يـا عَيـنِـي عَلَـيْـهِ تَنُـوحِـي
و تَـهَـلَّلِي قُرْبَ الشَّـهِـيـدُ و زَغْـرِدِي
لا تُـقْـلِــقـيـهِ بِـدَمْــعِــكِ الـمَــذْرُوحِ
فاليَـوْمَ عُرْسُ حَبِيـبِنَـا هَـا قَدْ أتَـى
و دَنَـــا بِـوَجْــهٍ بَـاسِــمٍ و صَـبُــوحِ
نِـعْـمَ الشَّـهِيدُ وَ قَدْ شَـهِدْنا عُـرْسَـهُ
زُفُّــوهُ فـي رَكْـبٍ بَـهـيْ و مُــرِيــحِ
يا لَـيْـتَـني الـبَـادي أنَـا يَـا لَـيْـتَـنِـي
أخْطُو خُطَاهُ و ذَاكَ كُـلَّ طُـمُـوحِي
حَـمْـزَة حَبِيـبي لَمْ يَكُـنْ لِي بِضْـعَةً
مِــنِّــي فَــذَا كُــلِّــي و رُوحَ الـرُّوحِ
بَــرَّاً مُـطِـيـعَـاً كَـانَ طُـولَ حَـيَـاتِـهِ
مُـتَـرَفِّــعَـاً عَـنْ فِـعْـلِ كُــلِّ قَـبـيـحِ
بُـورِكْـتَ يـا وَلَـدِي هَـنِـئـتَ بِـجَـنَّـةٍ
و بِـمْــقْـعَـدٍ قُـــرْبَ الـنَّـبِـيِّ مَـلِـيـحِ
و لَإنْ تَـفَــرَّقَ شَـمْـلُـنَـا فَجِـنَـانُ رَبِّـ
بِكَ وَعْــدُ كُـلِّ مُـجَــاهِـدٍ و كَــدُوحِ
قَدْ نِلْتَ قَصْـدَكَ و الشَّـهَـادَةُ مَـوْلِـدٌ
للـخَـالِـدِيــنَ و ذَا الجَـزَا المَـمْـدُوحِ
أنَـا قَـدْ وَهْـبْتُـكَ يا حَبيـبي للوَطَنْ
و وَهَـبْتُ مالِي و الحَيَـاةَ و رُوْحِي
و مَــعَــاذَ رَبِّــي أنْ أُغَـيِّـرَ مَـبْـدَئـي
هَـيْـهَات لَـسْـتُ بِخَـاذِلٍ و شَحِـيحِ
هـذِي فِلِـسْـطِيـنُ الأبِـيَّـةُ مَـوْطِـنِي
أرْضُ الـنُّـبُـوَّةِ مَـجْـدَنَـا الـمَـشْـرُوحِ
هـذِي فِلِـسْـطِينُ الجَـرِيـحَـةُ أُمَّـنَـا
نَـبْـضُ الـفُـؤادِ و جُـرْحُهُ المَـفْـتُوحِ
إنْـجَـازَهُ الإعْـجَـازُ قَـدْ بَـهَــرَ الـدُّنَـا
بِـصُـمُــودهِ و بِـعُــمْــرِهِ المَـمْــنُـوحِ
سَدَلَ السِّتَارَ عَنِ الوُجُـودِ فَكُشِّفَتْ
سَـوءاتَـهُ و ضَـمــيـرَهُ المَـكْـسُــوحِ
و أمَـاطَ أقْـنِـعَـةً فَأظْـهَـرَ صَـاحِـبَـاً
مِـنْ غَــادِرٍ و أبَــانَ كُــلَّ صَـحِـيـحِ
و سَمَـا على الشَّـرَفِ العَظِيمِ بُأُمَّـةٍ
قَـدْ ذُلِّـلَـتْ في مَـجْـدِهَـا المَـبْـرُوحِ
و أعَـادَ مَـجْـدَاً للـعُـرُوبَــةِ بَـعْـدَمَـا
هَـانَـتْ عَـلى خُـذْلانِــهَـا المَـقْـدُوحِ
و أَتَــتْ بِـكُــلِّ مَـضَــرَّةٍ و مَـغَــبَّـــةٍ
فَوْقَ الهَوانِ و غَـدْرِهَـا المَـفْـضُوحِ
و تَـفَــتَّـتْ فَـتَــنَـاحُــرٌ و فَـصَــائـلٌ
سُـودٌ و بِيْـضٌ ، مُسْلِـمٌ و مَسِـيحي
قَهَـر الغُزَاةَ و مَنْ بَغَى فَجُيـوشُـهُمْ
مَـا بَـيْـنَ مَـذْلُـولٍ و بَـيْـنَ كَـسِـيـحِ
لَـمَّـا تَـخَــطَّـى للـعَــدُوِّ خُـطُــوطَـهُ
إنْـشَــقَّ مِنْ رُعْـبٍ و طَــارَ كَـرِيــحِ
فانْقَضَّ بِالهَـوَجِ الأَثِيـمِ على الرُّبُـو
عِ فَـرَدَّهُ مِـثْـلَ القَـذَى الـمَـكْـشُـوحِ
فَأغَـارَ يَـقْـصِـفُ بالمَسَـاكِـنِ نَـقْـمَـةً
فَـــأذَلَّـــهُ فـي عِــــــزَّةٍ و رُجُــــوحِ
عَـبَـثَـاً يُوَارِي حَـسْــرَةً و خَـسَــارَةً
أحْــوَالَــهُ تُــدْلِـي بِـكُــلِّ صَــرِيـــحِ
هُـوَ هَــزَّةٌ زِلْــزَالُ فَـتْـكٍ في العِـدَا
و وُجُوهُـهُـمْ تَـأتِـيـكَ بِالـتَّـصْـرِيـحِ
لَمْ يَأسَ مِنْ غَدْرِ الأحِـبَّـةِ لَـمْ يَـلِـنْ
للقَـتْــلِ و التَّـعْـذِيـبِ و الـتَّجْـرِيـحِ
لَمْ يَأسَ مِنْ غَـدْرِ الذي غَلَـبَ اليَهُو
دَ دَنَـــاءَةً و بِـحِــسِّــهِ الـمَـمُـسُـوحِ
مَـا زَالَ رَغْـمْ الجُـرْحِ شَـوْكَـةَ عِـزَّةٍ
عَـلَــمَــاً يُــرَفْــرِفُ بَـيْــنَ ضُـــرُوحِ
ما زَالَ رُغْـمَ الجُـرْحِ نَجْمَاً سَـاطِعَاً
شَـمْـسَـاً بِـكَـوْنِ مُـظْـلِـمٍ و طَـرِيـحِ
مِـنْـهُ الشَّـوَاهِـقُ تَسْـتَمِدُ شُمُـوخَهَا
و الصَّبْـرُ يَنْهَـل صَـبْـرَهُ المَـنْـضُوحِ
و الشَّمْسُ تَنْظُرُ نَحْوَهُ في حَسْـرَةٍ
أنْ فَـاقَـهَـا بِـشُـعَـاعِـهَـا المَـسْـدُوحِ
عِـشْـرينَ خُذْلانَـاً سَـقُوهُ و لَمْ يَزَلْ
صَـرْحَــاً بِـهـذا الـعَـالَـمِ المَـبْـطُـوحِ
عِـشْـرينَ غَـدْرَاً أطْعَمُوهُ و لَمْ يَـزَلْ
للـكَـوْنِ قَـــائــدَ عِـــزَّةٍ و فُــتُـــوحِ
قَدْ خَـطَّ مِـنْ دَمِـهِ الزَّكِـيِّ حِـكَـايَة
لِلمُسْـتَحِيـلِ و حَطَّ فَــوقَ صُـرُوحِ
عِشْ في سَـبيلِ الـلّـهِ يا بَطَلاً أبَـى
إلَّاهُ نَــهْـــجَـــاً و افْـــتَــدَاهُ بِــرُوحِ
الفَـخْـرُ أَغْـنَى بِانْتِـسَـابِـي أَحْـرُفِـي
بُوحِي و تِيـهِي يا حُـرُوفِي بُوحِـي
شَـرَفٌ لِـشِـعْـرِي أنْ يُمَجِّـدَ شَامِخَاً
و بِـأنْ أقُــولَ بِـهِ قَـصِـيـدَ مَـديــحِ
مَـاذا أُسَـطِّـرُ و الحُـرُوفُ خَجُـولَـةٌ
و الشِّـعْـرُ لا يَقْـوى على التَّـوْضِيحِ
عَجَـزَ الكَلامُ و هَـلْ لَـهُ أنْ يَقْتَـفِـي
أوْ أنْ يُحِـيـطَ بـوَصْـفِـهِ المَـلـمُـوحِ
عَـبَـثَـاً و رَبِّــي أنْ تَـفِـيــهِ قَـصَـائِـدٌ
أوْ أنْ تَـصِـفْهُ مَـدَائحِي و شُـرُوحِي
قَــلْــبَــاً يُــوَدِّعُ نــبَـضَهُ فـي عِـــزَّةٍ
هـذي حِـكَــايَــةُ وائــلَ الـدَّحْـدُوحِ
جُـرْحُ الفِـلِـسْـطـيـني يَبْقَى نَـازِفَــاً
لِـكِـــنَّـــهُ لـلـكَـــونِ دَرْسُ جُــمُــوحِ
صمود حامد
شوفة/طولكرم/فلسطين
2024/1/10م
أكثر من الحد /آمال صالح
أكثر من الحد…بقلم آمال صالح كثير من الحبوشتاء يفوح في الذاكرة العطشىكثير من الأمانيتجتاح الزمن المهرول في لحظة أبكيوبعدها أضحكعدمية...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي