مفاتيح الحكمة السبعة
يُحكى أنّ مملكة للجنّ تُدعى سَدوم ، قد دبّ فيها الفساد ، فتداعت ، و كانت قاب قوْسيْن أو أدنى من الزوال ، حتّى كاد أن يكون إصلاحها ضربًا من المُحال . و هذا ما أثار الخوف في قلب الأميرة شُروق ، الابنة الصغرى لملك الجنّ جَوّار. وكانت شروق شابّة جميلة قد ورثت الجمال و الحكمة من والدتها الملكة بُروق ، فبدتْ عليها منذ طفولتها علامات الذكاء والحكمة. و كانت تنظر بحزن إلى ما آلتْ إليه شؤون المملكة ، و لكنّها كانت في سنّها صغيرة ، و الأمور في المملكة خطيرة .
وفي يوم من الأيّام ، وبينما كانت تجلس في حديقة القصر برفقة وصيفاتها الستّ تحدّثهن عن شؤون المملكة المتداعية وشجونها، و إذا بها تلمح والدتها تقف في شرفتها المطلّة على الحديقة ، و هي صامتة واجمة ، و قد بدا الحزن على محيّاها .
حزنتْ شروق لحزن أمّها و قالت لرفيقاتها :” علينا أن نفعل شيئا . لن نقف مكتوفات الأيدي و نتفرّج على ما يجري.”
و قبل أن ينطقن بكلمة ، كانت قد غادرت الحديقة و هرعت إلى غرفة والدتها التي كانت لا تزال سارحة بأفكارها .
و جاء صوت شروق ليكسر الصمت ، و يخرج الملكة من شرودها :” أمّي أريد أن أكلّمك .”
ردّت الأمّ و هي تدخل الغرفة و تنظر إلى ابنتها بقلق : ” ماذا هناك يا حبيبتي ؟ هل أغضبتكِ إحدى وصيفاتك ؟”
- ” لا يا أمّي ، أنت تعلمين أنّهنّ خير صديقات . لقد جئت أحدّثك بما هو أشدّ و أدهى .”
نظرت الأمّ إلى ابنتها بحُنُوّ ، و قد أدركت بحكمتها ما تحاول إخبارها به . فهي كانت تعلم أنّ ابنتها الصغيرة سوف تكبر يوما ، و ترى بعين حكمتها ما يجري حولها ، و أنّ حماسها وحبّها للخير سيدفعانها إلى محاولة تغيير الحال في المملكة ، و هذا ما كانت تخشاه . فشروق لا تزال يافعة ، و ينقصها الكثير من الخبرة والدراية ، حتّى على خير تنتهيَ الحكاية …..
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي