ثريّا فيّاض من لبنان، حائزةٌ على إجازة في اللّغة العربيّة وآدابها من الجامعة اللّبنانيّة في بيروت، عاملة في حقل التّربية والتّعليم والتّدقيق اللُغَويّ.
عُضْوٌ في ملتقى الشّعراء العرب،
عُضْوٌ في نادي الكتاب اللّبنانيّ.
عضو في اللّجنة الإداريّة في نادي الكتاب اللبنانيّ-فرع د. نازك أبو علوان عابد،
مشاركة في موسوعة “قصائد في رحاب القدس” بإشراف ملتقى الشّعراء العرب ورئيسه الشّاعر ناصر رمضان عبد الحميد.
من هنا كان لمجلة أزهار أن تحاورها وتتعرف على مشوارها الأدبي
حاورتها جميلة بندر
1.كيف تختارين المواضيع التي تكتبين عنها في خواطرك الشعرية؟وهل لديك تأثيرات أدبية أو شخصيات أدبية تلهمك في كتاباتك؟
- في الواقع أحيانًا لسنا نحن مَن نختار المواضيع التي نكتب عنها، بل هي مَن تلبَسنا وتفرض نفسها على أقلامنا، كمشهد مؤثّر من هنا أو قصّة مؤثّرة من هناك أو موقف معيّن نواجهه. كلٌّ من هذه الأمور هو كافٍ لإضرام النار في بعض المشاعر، فتلتهب وتتقمّص المفردات لتأتي على شكل خاطرة. ولا شكّ ونحن نرسم هذه المشاعر،نتأثّر بشخص دون آخر، نتأثّر بأسلوب أكثر من آخر، ولكنّنا في النّهاية نتأثّر بكلّ ما ومَن حولنا. ولا ننكر أنّ المراحل العمريّة تترك أثرها في ذلك. ففي عمر المراهقة كان نزار قباني حاضرًا دومًا، وفي مرحلة متقدّمة من التجارب تبدّلت الأسماء والوجوه فحضر محمود درويش وغسان كنفاني وغادة السمان وأسماء أُخرى. نتأثّر بكلّ مَن يلامسنا في أعماقنا.
2.ما هي تحديات الكتابة في الشعر النثري وكيف تتعاملين معها؟
- التحدّيات كثيرة وخاصّة أنّ الشعر النثريّ لا يعتمد على محسّنات بديعيّة أو على قافية كفيلة بتوليد الإيقاع الموسيقيّ لجذب القارئ. فالشعر النثريّ يعتمد على الفكرة بحدّ ذاتها وعلى المشاعر التي ترافقها من صخب أو جنون أو هدوء أو ثورة أو انكسار، فنعزفها على أوتار قلوبنا ألحانًا خفيّة، فتتغلغل بين سطور القصيدة. وما يُعزف من القلب حتمًا سيصل إلى القلب.
3.ما هي القضايا أو المواضيع الاجتماعية التي قد ترغبين في تناولها في كتاباتك المستقبلية؟وبرأيك كيف يمكن للشعر أن يلعب دوراً في تسليط الضوء على قضايا المجتمع وتحفيز التفكير؟
- إنّ الشّعر يختزن في أعماقه أعماقَنا، وكلّ ما يمسّ هذه الأعماق يمكن أن يكون هو الخاطرة. وبما أنّ الشّعر هو انعكاسٌ لأعماقنا، ونحن جزء من مجتمع نتأثر به ونؤثّر فيه، فمن الطبيعيّ أن تكون خواطرنا المرآةَ التي تعكس بعض حقائق أو تطلّعات في ذلك المجتمع، ممّا يعطي بالتالي الدافع للتحليل والتفكير والتغيير.
4.ما هو دور المرأة في نشر الوعي والتفاعل مع القضايا الثقافية والاجتماعية من خلال الشعر؟
- نشر الوعي هو واجب كلّ فرد على السّواء، رجلًا كان أم امرأة. وعندما نسطّر تجاربنا أو تجارب غيرنا أو أوهامنا في خواطر، فنحن ننشر أفكارًا معيّنة ظاهرة أو مخفيّة، نستخلص منها الدّروس والعِبَر.
5.هل لديك نصيحة للكتّاب الشبان الذين يرغبون في الدخول في عالم الأدب والشعر؟
- ما زلت في بداية طريق طويل، فأنا إلى الآن أعتبر نفسي هاوية عابرة بين كلمات تغريني فأنتقيها حسب ما أريد وأشكّلها كما أريد، فلستُ في مقام مَن يعطي النصائح. كلّ ما يمكنني قوله: كونوا أنتم، تأثّروا بمَن تشاؤون ولكن لا تقلّدوا أحدًا.
6.كيف تجدين تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على نشر الشعر وتواصل الشاعرات مع الجمهور؟
- وسائل التّواصل الاجتماعيّ سيف ذو حدّين. الحدّ الأوّل أيجابيّ يكمن في أنّه يتيح للشاعر أن يوصل نتاجه إلى أكبر عدد من القرّاء في وقت زمنيّ قصير. أمّا الحدّ الثّاني فهو سلبيّ إذ يتيح إيصال الجيّد من الشعر وفاسده من حيث اللغة والفكرة والأسلوب على حدّ سواء، وهذا ما يؤثر في مستوى الشعر بشكل عامّ خاصّة إذا كان مَن يتلقَّ هذا الشعر من اليافعين لا يقدرْ أن يميّز بين الجيّد والرديء، والأخطر أن يأخذه مثالًا يحتذي به.
7.كيف يمكن للمشاركة في ملتقى الشعراء العرب ونادي الكتاب اللبناني أن تثري تجربتك الأدبية؟
- لا شيء أمتع من التواصل مع أناس يشابهونك فكريًّا. هناك المرء نفسه من جديد. ومن هنا كان وجودي في نادي الكتاب اللبناني وفي ملتقى الشعراء العرب تجربة فريدة جعلتني أتقرّب من نتاجات الشعراء والشاعرات أكثر فأكثر. اكتسبت الجديد من الأفكار، اكتشفت الكثير من الأساليب المختلفة. وكل هذا يترك أثره في الكتابة حتمًا.
8.ما هي تأثيرات جائزة الياس أبو شبكة على مسارك الأدبي؟
ولماذا لماذا لم تطبعي ديوان حتى الآن؟
- جائزة الياس أبو شبكة شكّلت بالنسبة إليّ محطة هامّة في كتاباتي. أن يرتبط اسمي بجائزةِ كبيرٍ من بلادي وأن يكون المشرفون الحكّام في هذه الجائزة من كبار بلادي، هو أمر يدعو إلى الفخر. أعطتني هذه الجائزة ثقة أكبر بالنفس وبما أكتب كما حمّلتني مسؤوليّة أكبر. أمّا بالنسبة لطباعة الديوان فالفكرة موجودة وأعمل لها.
9.كيف كانت تجربتك في المشاركة في موسوعة “قصائد في رحاب القدس” بإشراف ملتقى الشعراء العرب ورئيسه ناصر رمضان عبد الحميد؟وما الذي دفعك للمشاركة في هذه الموسوعة؟
- كان لي شرف المشاركة في موسوعة “قصائد في رحاب القدس” في زمن لم يبقَ فيه سوى الكلمة لنحارب بها. هي سلاحنا الأمضى في مواجهة الظّلم، السلاح الذي لا نستطيع به تغيير الموازين العسكرية، إنّما يمكننا ولَو قليلا أن نغيّر الموازين الفكرية والاجتماعية والأخلاقية بالنسبة للتعامل مع هذه المسألة. هي كلمة استنكار ورفض لِما يحدث كي لا نكون جلادين نحن أيضًا. وللملتقى عامة وللشاعر ناصر رمضان عبد الحميد خاصة كلّ التقدير والاحترام لقيامهم بهذا الواجب الوطني وإعداد هذه الموسوعة التي سجّلت مواقف الضمائر الحيّة، فكانت مقاومة من نوع آخر.
10.كيف يمكن للشاعرة أن تستفيد من المجلات الأدبية في توسيع دائرة قرّائها والتفاعل مع الجمهور؟ وهل أثرت مجلة “أزهار الحرف” على تطوير أسلوبك الأدبي أو مضمون قصائدك؟
- أن يقرأ خواطري آلاف من مختلف أنحاء الوطن العربي ويتفاعلون معها هو أمر أكثر ممّا كنت أتوقّع. مجلة أزهار الحرف أعطتني هذه الفرصة. وبالطبع عندما يُعطى الإنسان هذه الفرصة تكبر لديه المسؤولية ويكبر الحلم. ولتحقيق هذا الحلم يعمل جاهدًا على ذاته ليطوّرها. وفي طريقه إلى الهدف يكتسب الكثير ويحسّن الكثير ويبتكر الكثير. وهذا ما لمستُه في نفسي.
- رأيك بملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر عبد الحميد؟
- اسمحي لي في بداية إجابتي عن هذا السؤال أن أوجّه تحيّة تقدير واحترام ومحبّة وتحيّة عرفان بالجميل للشاعر الصديق الأستاذ ناصر رمضان عبد الحميد. فهو قد كان الداعم الأكبر لي، آمن بي وكان المشجّع لإعطاء المزيد والمزيد. وإذا كان رئيس الملتقى يحمل صفات الإنسانية والأخوّة، فكيف سيكون الملتقى؟! هو فعلًا ملتقى ومنبر لمواهب وقامات أدبيّة راقية، توحّدها الكلمة ولا يفرّقها سوى المسافات المكانيّة. هو ملتقى الأحبّة وأفخر بأن أكون عضوًا فيه. أشكرك سيّدتي على هذا الحوار الشّيّق، والشكر موصول لمجلة أزهار الحرف والأستاذ ناصر ولجميع القرّاء.
حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي