وذات يوم عاصف، و بينما كانت المملكة تحتفل بتنصيب والدك ملكًا على عرش سدوم ،ارتفع غبار كثيف في سماء المملكة ،و سُمِعتْ أصوات غريبة آتية من كهف الحكيم ، القائم على أعلى قمّة من قمم جبال طوروس .ولم يلبث الجميع أن توجّهوا مسرعين إلى الكهف لمعرفة ما يجري ،فوجدوه فارغًا . فقد اختفى الحكيم و اختفى معه الصندوق والمفاتيح . و من يومها و حال المملكة كما تريْن تبدّل ، و ما من أحد يُهِمّه الأمر فيسأل .
ساد صمت قلق في المكان ، لم يكسره سوى صوت شروق و هي تتمتم :” لا بدّ أن يكون هناك حلّ يا أمّي ، أو طرف خيط يوصلنا إلى مكان المفاتيح .”
“و من قال أنّني لم أجمع خيوطا توصلنا إليها ؟” “أخبرينا أين هي يا أمّي ، أرجوك .”
_” صبرًا يا صغيرتي . هي ليست في مكان واحد و إنّما قد توزّعت على سبع ممالك ، وهذه الممالك ليست ممالك للجنّ وإنّما للبشر ، لذا وجب علينا الحذر ..”
خفق قلب شروق خوفًا فأمّها كانت تحذّرها من البشر دوما ، و تقول لها بأنّهم مخلوقات لا تحبّ الجنّ و تسعى إلى محاربتهم ومحاولة السيطرة عليهم و تسخيرهم .هزّت شروق رأسها و كأنّها تطرد عنها تلك الهواجس والمخاوف ، و قالت و هي تنظر إلى وصيفاتها :” سنقوم بما يمليه علينا الواجب الوطنيّ لمملكتنا يا أمّي . ستذهب كلّ واحدة منّا إلى مملكة و تستعيد مفتاحا من المفاتيح السبعة .”
و لم تخالف الصديقات كلام أميرتهنّ شروق ، وهكذا يكون الصديق الصدوق .
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي