كيف تطير؟
كان النورس الأبيض يغتال بزعيقه كل الصمت في داخلها.. لا أحد يسمع صوتها… لا أحد.. كل الدروب لا تؤدي إلى دارها… أضاعت الخريطة والحصى الذي نذرته بدمعها، وجمعته سرا في جعبتها، كي تعود مجرد فراشة في شرنقة لا تعرف فيها أن الموت ضريبة الحرية.
قالت للموج ونغم صوتها يخالج ضربات قلبها بحكايا خرافية من الذين مضوا يوما. وصورهم معلقة على الجدران بلا ألوان الحياة، وبقي في جيبهم مجرد مفتاح، وخطفهم الإعصار ومجونه.. شرقا، غربا، شمالا وجنوبا.. نسلٌ أتقن مع كل الدهر لغة البقاء بالعباية والقصب والدموع التي لا يسمعها أحد.. هم رموا كل أحلامهم في القعر…أصبحوا أسماء في الواح الشهداء…وماذا بعد.. من سيأتي ليلامس كفيها الباردتين.. من سيوقظ الشمس من سباتها كي تنثر بعض الدفء في الخيمة الرمادية وتلون في غربتها ألوان القزح.. لعل الغد يداوي بعض جراحها.. مبتورة من اللمس والسير بخفيها على الرمل الأصفر. في ملاذها الأخير جناحان لا أكثر، اشترتهما من صياد طيور، يبيع الأوهام… هذا الكرسي ترنح من ثقلي “قل لي وبصدق… سوف أطير”؟ “لم ينظر في عينيها، متواطئ مع الكذب، مساحة لعبته حينما يتقن لعبة بيع الأوهام… هي كل أملك، أكثري الدعاء في الفجر والمغرب… لا تسألي كثيراً، فسوف تتوه الملائكة عنك… صلي في الضحى، كي يغفر الله كل ذنوبك ويلبسك السندس ويتوجك حورية في الأبدية التي تراود أحلامك الوردية… واستغفري آلاف المرات، فقد كنت مشاكسة متمردة رغم وجهك الطفولي.. ولا تصرخي بوجه من صلبك على عامودهم الديني.. لا يهمني إلى أي دين تنتمين.. ففي الطاعة خلاصك.. صرخت من عمق الخنجر التي اتقنت طعنها “أترمي في يدي كل ناري.. أتهديني الجحيم؟ سلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حية”.
سمر دوغان
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي