بدت على وجه الملكة علامات الارتياح ، فقد سمعت ما كانت تودّ سماعه، وأيقنت أنّ ثقتها في مكانها، فقامت لتحضر بلّورتها السحريّة، و وضعتها على الطاولة أمامها ، و راحت تقرأ بعض التعاويذ ،و تتمتم بكلمات غير مفهومة ، و إذا بالكرة الزجاجيّة تشعّ و تتلألأ، و يخرج منها مارد ضخم الجثّة ، متجهّم الوجه ، و عندما رأى الملكة أمامه انحنى باحترام وقال :” أمر مولاتي مُطاع ، و لترضى أفعل المستطاع .” ردّت الملكة و هي تنظر إلى شروق و الوصيفات :” هذه ابنتي الأميرة شروق و هؤلاء هنّ وصيفاتها . إنّهنّ فارسات شجاعات . يبدو أنّ الأوان قد حان يا رعد . لقد قرّرت إرسالهنّ لاستعادة المفاتيح السبعة ، و هنّ بحاجة إلى مساعدتك لإرشادهنّ فهل أنت مستعدّ ؟ “
-” أنا أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر يا مولاتي ، و مستعدّ لخدمة المملكة و فعل ما تأمرينني به .”
– ” بوركْتَ أيّها الخادم الأمين . دعنا نحدّد لفارساتنا الممالك التي توجد فيها المفاتيح .”
– ” حسنا يا جلالة الملكة . طوع أمرك.” و توجّه بكلامه إلى شروق و صديقاتها :” المفتاح الأوّل موجود في مملكة تدعى كانوبوس . وأهل هذه المملكة من أقنع الناس ، فلا ترى فيها طمعا في أكل أو لباس .
أما المفتاح الثاني ففي أرض اسمها سيروس و قد علمت أنّ أهلها لا يكذبون ، و هم بالصدق معروفون .و يوجد المفتاح الثالث في أرض أركاتوروس ، و هي أرض الإخلاص و الوفاء ، ولا مكان فيها للخيانة والرياء .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي