حاورها سعدالله بركات؛ الشاعرة السورية
نازك مسّوح ل،،أزها الحرف،، :
شجرة زيتون أصيلة لا تغيب نضارتها #
عن مائدة المعرفة ،
أعطت من قداسة الحرف و ما خلت مكانها فارغ من غارالعطاء،
هي شجرة من أشجار بلادي،
التي أينعت سنابل القمح ،و أبجدية الحروف ،
هكذا هم من يعطون بأمانة و صدق،
وهكذا هي مستمرة في عنفوانها و شموخها و كلماتها العطرة،تنقل المعركة، لساحة أخرى ..
# هذه أزاهير كلام ،تراني أقطف بعضها لأعيد نثرها ، فما وجدت أجمل منها يليق بمبدعة أعطت بسخاء أجيالا عديدة ، فجاءتها هذه العبارات ،بل أكثر منها ،بطاقة تهنئة حين أنهت مشوارها التعليمي ، بطاقة ولا أثمن، كونها من بلدتها وصفحة” حبّ نمرة “التي عشقت
نعم من ،،حبّ نمرة ،، عروسة وادي النضارة ، الذي يتأبط كتف حمص الغربي – وسط سورية ،تطلّ علينا الشاعرة نازك مسّوح فاهلا بك مع أعزائنا القراء ،ولنتنسّم معا أريج قصيد وأفكار ثرّة ، منّي السؤال ولك الجواب :
.
—هلّا حدثتَني بأبجديّةِ الوَرد…
أنتَ تهزُّني وأنا أملأُ جرارَك عطرا..
أهلاً بكم أستاذ سعد الله
س١ .متى تفتّحت موهبتُك الشعريةُ عن أكمامِها؟
ج١-يقولُ الشّاعرُ سليمانُ العيسى:
“الشِّعرُ في رئتي”
وأظنُّ أنَّني تنفَّستُهُ مع أغنياتِ سريري في المَهد….
أوّلُ تميّز لي عندما كنتُ في الصّفِّ الرّابعِ الابتدائي حيثُ شاركتُ بمسابقةِ روّادِ الطلائعِ عن مادَّةِ التعبيرِوفزتُ على مستوى المِنطقة.
س٢. ولِمَ تأخّر شذاها على الجمهور؟
ج٢- بحكمِ مهنتي في التّدريس كنت أكرِّسُ وقتي لتحضيرِ دروسي وما يتبعُ ذلكَ من مهمَّاتٍ شاقَّةٍ في الحقيقةِ كانت تحولُ دونَ تفرُّغي لذاتي وهواياتي
طبعاً بالإضافةِ إلى أعباءِ الأسرةِ وتربيةِ الأولادِ وعندما تقاعدت وجدتُ الفرصةَ سانحةً،
وشعرتُ بنضوجِ أفكاري.
ودونما تكلُّفٍ وجدتُني أسكبُ عصارةَ فكري بأشكالٍ وقوالبَ مختلفةٍ لاقت استحساناً وتشجيعاً كبيرين.
س٣.ما أوّل قصيدةٍ كتبتها ؟
ج٣-أولُ قصيدةٍ كتبتُها عنوانُها “على سراطِكَ أرتمي”
وإليكم جزءاً منها:
” سرقَني المدّ
اكتظَّ في التساؤلاتِ
ما الذي يجعلني أسلِّمُ لكَ أمرِي أيُّها البحر؛
الشراعُ أم اليراع؟
وأنا شجرةُ سنديانٍ برِّيَّة
رضعْتُ الشّمَمَ مع حليبِ جبلِ السائح،
ثمَّ صبغْتَ وجْهِي بشمسِكَ العنيدة،
فغرفْتُ منكَ جُملَ القصيدة..”
س٤. وما أوّل قصيدة نُشرت لك؟ وأينَ؟
ج٤- قصيدتي الأولى هي التي نشرت في مجلَّاتٌ كثيرةٌ مجلَّةُ نوافير والعربي اليوم وغيرِهما ولاحقاً نُشرت بقيّة القصائد ..
س٥. في رصيدِك نحو 200 ومضة شعرية ونثريّة ، لمَ تجدين نفسكِ في هذا المجالِ أو النّوع التعبيري أكثر ؟
ج٥-الومضاتُ عصارةُ خبرتي وفلسفتي الحياتيَّةِ أكرِّسُ فيها مهاراتي اللّغويَّةَ وأمتطي حصانَ مخيِّلتي لأرسمَ صوراً يفيضُ بها وجداني وغالباً هي وليدةُ اللحظةِ تأتي عفوَ الخاطرِ تغريني كما تغري حبات اللؤلؤ الغواصين إن تركتها أسيرةَ المحارِ في أعماقِ المحيطاتِ لا قيمةَ لها تُذكرُ لذلك فضَّلتُ الغوصَ وجمعَها في عقدٍ يليقُ بنحري وأزهو بشذراتِه.
وهذه إحداها:
“معَ أوَّلِ سهمٍ اِخترقَ قلبِي،
تقاطرَت دماءُ القصيدةْ.”
س٦.ماهي مشاركتك في ديوان ،،أغاني عشتار ،،؟
ج٦- شاركتُ بقصيدتي الأولى “على سراطكَ أرتمي”
لما لها من قيمةٍ كبيرةٍ لديّ.
س٧.إلى أي حد أثّرت الطبيعةُ في إبداعِك ، وهل لديك طقوسٌ خاصةٌ للكتابة الشعريّة ؟
ج٧-الطبيعةُ ملهمتي الأولى ومعلِّمتي الأولى ومعظمُ نصوصِي تتحدَّثُ بلسانِ عناصرِها، هي الهواءُ الذي أتنفَّسُه ومن مائِها النَّميرِ ارتوتْ مناهلِي ..
أفضلُ الأوقاتِ للكتابةِ صباحاً أشعرُ أنَّني على موعدٍ غراميٍّ معها هي تهمسُ في روحي وأنا أحلِّقُ في سماواتِ عشقِها السرمَديّ.
س٨. وماذا عن مشاركتِك في موسوعةِ الشّعرِ الفصيحِ في وادي النّضارةِ؟
ج٨-تضمنَت المشاركةُ نبذةَ عن سيرتي ونتاجي الأدبيّ
وخمسةَ نصوصِ هي:
١-هروبٌ مؤجَّل-لا لن أحزنَ -أحلِّق وأرسمكَ قصيدة -خزائنُ الروح و
،،تأشيرةُ دخول،، وفيها أقول
((كنْ لي إشارةً خضراءَ لِحُبِّكَ الآتي، كي أمُرّ
ودعْ زمنَكَ الماضي على قارعةِ النِّسيانْ..
أيُّها المُبحرُ إليَّ من خلفِ مدنِ الضَّبابِ
قمراً عاشقاً..
………
وأنتَ تلوِنُ فراشاتِ ربيعيَ المَوعُودْ، لا تنسَ أنَّني الفجر
تقدَّمْ إليَّ نازعاً مِن قلبِكَ أدرانَ الحياةْ،
واغسلْ روحَك بماءِ زمزم
وإلى ملكوتي ادخل ملاكاً طاهراً
حينها سندفنُ غبارَ الماضي ونروي زنابِقَ العشقِ المُعَتَّقْ.
فدعِ الحُبَّ حبيبي يرسمُ لنا الحياةْ
لا تدعْهُ أن يُغادرْ، أخشى صحراءَ الفراق!
س ٩.في رحاب عيد أمّ ومعلّم ،ما رسالتك للناشئة ، لطلبتك ومدرستك ، لزملائك وللأمَّهات ؟
ج٩-أن أكونَ أمّاً ومربِّيةَ أجيالٍ في آن معاً مسؤوليةٌ كبيرةٌ تطلَّبت مني كثيراً من الجهدِ والتَّعبِ والسّهر،لكن أظنُّ أنَّني نجحتُ والحمدُ للهِ في تنشئةِ أسرةٍ
متماسكةٍ مثقَّفةٍ أعتزُّ بها..
وعلى الضِّفَّةِ الأخرى حيثُ منبري العاجِيّ كنتُ المربِّيةَ لأجيالٍ كثيرةٍ سعيتُ معهم لارتقاءِ المعالي، فكانت النُّجومُ منازلَهم الغرَّاء.
و الآنَ أرنو إليهم من بعيدٍ بقلبٍ صدٍ لعناقِهم وتقبيلِ أرواحِهم المُتمرِّدةِ على الجهلِ، وأتمنَّى لمِيسِ رياحينهم ربيعاً دائماً يأخذُ بأيديهم زملائي الذين حملوا رسالةَ العلمِ ورفعوا بنيانها عالياً.
س١٠. في إطلالتكِ الحواريَّةِ الأولى وعلى صفحاتِ مجلَّة،، أزهار الحرف ،، ما رسالتكِ لأصحابِ المواهبِ الأدبيّة؟
ج١٠-سعيدةٌ جدّاً بهذهِ الإطلالةِ، وهذهِ النَّافذةِ المُهمّة “أزهار الحرف” التي أطلُّ من خلالها على جمهورٍ مثقَّفٍ من أدباءَ وشعراء أنحني احتراماً لقاماتهم الفذّة،
ولعطاءاتهم الثّرّة، وأتمنَّى أن يحالفَني الوقتُ، وأكونَ غرسةً يانعةً في روضِهم النّضير،
أمّا أصحابُ المواهبِ على اختلافِها فأنظُرُ إليهم بعينِ المحبّةِ و الإعجابِ وأتمنّى أن يمضوا في دروبِ العلمِ ويجنوا ثمارَها النّاضجة.
أخيرا شكراً لوردِ لطفكَ أستاذ سعد الله الكاتب والإعلاميّ المُخضرم، وكل الشّكر لجهودكَ المُباركةِ في سبيلِ الارتقاءِ بالثّقافةِ والأدبِ .
والشكر موصول لرئيس التحرير الشاعر ناصر رمضان ومدير ملتقى الشعراء العرب على جهوده الرائعة واهتمامه بالأدب والأدباء ، وختاما هذه الومضة هدية للقراء الأعزاء
((لا لن يتعبَ النَّهرُ من رحلَتِهِ التي رسمَها له القدرُ ، وإنْ كثُرَتْ في طريقِهِ السُّدودُ والمُنحدراتُ ،بلْ سيخرجُ هادراً زاخراً بالأملِ ،وسَيرتمي في أحضانِ بحرِهِ ولو بعدَ حينٍ…)) نازك
===========
# الشاعرة السورية نازك مسوح :
= مدرّسة لغة عربية ، تميّزت منذ الصغر في التعبير والإلقاء
= في رصيدها مئات القصائد والومضات والنصوص النثرية
= مشاركة في ديوان أغاني عشتارج٣ – قيد الطبع
= مشاركة في موسوعة ،، شعر الفصحى في وادي النضارة ،،قيد الطبع
= مشاركة في مجموعة،، الشعر الفصيح في وادي النضارة ،، قيد الطبع
= مشاركة في ديوان إلكتروني مترجم للفرنسية – ملتقى رضا علوان الثقافي – فرع المهجر
■ ترجمت لها العديد من القصائد للّغات (الفرنسية، الإنجليزية، والكردية)
■ لديها مجموعتان شعريتان قيد الطبع،
= عضوة في ملتقى الشعراء العرب و15 ملتقى أدبيا
= تنشر أريج شعرها في مجلة ،، ازهار الحرف ،، و13 منصة ومجلة ثقافية
# متزوجة من السيد جميل مسُوح – ماجستير ، ولديهما ثلاثة أبناء ( رند طبيب يختص، مجد طبيب يختص وشاعر ،، محكية،، ولجين صيدلانية )
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي