-” حان وقت العودة يا صديقتي ، فهل أنت مستعدّة؟”
-” أنا مستعدّة بالطبع .” أجابت سندس بفرح .
-” حسنًا ، دعينا ننطلق ، حتّى لا نتأخّر في العودة فتقلق أمّي .”
ومشى الاثنان يقودان القطيع، و يتجاذبان أطراف الحديث إلى أن وصلا إلى مشارف بيت صادق ، حيث كانت والدته تنتظره في الشرفة ، فلوّح لها وهو يقترب . و لمّا وصلا و وقعت عيناها على سندس سألت ابنها :
” هل تعرّفت إلى صديقة جديدة يا بنيّ؟”
-” هذه صديقتي سندس يا أمّي . لقد كانت تائهة في الغابة .” و أخذ يحكي لها القصّة وكيف تعرّف إلى سندس .
بدا القلق على وجه أمّ صادق وهي تتفحّص ملابس سندس الرثّة ، و اقتربت منها و ربّتت على كتفها و قالت لها: ” لا تخافي يا ابنتي، أنت أصبحت في مأمن . ستعيشين معنا إلى أن يحضر والداكِ لاصطحابك، فهما سيأتيان للبحث عنك بالتأكيد ،فلا تخافي يا حبيبتي. “
-” أشكرك يا سيّدتي على لطفك و كرمك ، و أنا مستعدّة لمساعدتك في أيّ أمر تطلبينه مني .”
-” أنت ستكونين بمثابة ابنتي من الآن وصاعدا ، نادني أمّي كما يفعل صادق.”
أحسّت سندس بالحزن عندما رأت مودّة أمّ صادق ولطفها ، و لكنّها سرعان ما تذكّرت حال مملكتها ، و أنّ الآمال معقودة عليها وعلى صديقاتها في استعادة أمن المملكة وأمانها ،فأبعدت عنها تلك الوساوس و قالت لنفسها :
” أنا لم آت إلى هنا لإيذاء أحد ، أنا جئت فقط لاستعادة مفتاح مملكتي الذي سُرِق منها ، فاستعادة الحق علينا واجب ، و لا ينبغي أن يحجبنا عنه حاجب .”
قاطع شرودها صوت أمّ صادق و هي تقول :” أنت بالتأكيد متعبة وجائعة . تعالي معي .و اقتادتها إلى غرفة صغيرة فيها سرير و خزانة و قالت لها: ” هذه ستكون غرفتك ، انتظريني قليلا ،سأعود .”
و ما هي إلا دقيقة حتّى عادت و هي تحمل بعض الملابس و أعطتها لسندس و قالت لها :” ارتاحي قليلا واغتسلي وبدّلي ملابسك ريثما أحضّر الطعام .”
شكرت سندس أمّ صادق و أخذت منها الملابس، بينما أغلقت المرأة الباب و ذهبت إلى المطبخ . و لمّا انتهت أمّ صادق من تحضير الطعام قالت و هي تتّجه إلى غرفة الجلوس حيث كان ينتظر صادق :” الطعام جاهز يا بنيّ ، اذهب و نادِ صديقتك، لا بدّ أنّها جائعة .”
و قبل أن يقوم صادق من مكانه كانت سندس تدخل الغرفة و هي تقول :” جئت يا أمّي ، أنا حقّا جائعة .”
و جلس الجميع إلى المائدة .
و عندما أنهوا طعامهم شكرت سندس أمّ صادق و استأذنت لتذهب إلى غرفتها.
دخلت سندس الغرفة و أغلقت الباب خلفها، و أسرعت إلى الحجر السحريّ تفركه و تنادي رعدا ،تطمئنه و الصديقات إلى أنّها بخير، و تطلب مساعدته لمعرفة مكان المفتاح .
وضعت الحجر أمامها و تمتمت بتعويذتها السحريّة ، فتلألأ الحجر و ظهرت في داخله صورة البساط و هو يحمل صديقاتها والمارد . و في هذه الأثناء انطلق صوت رعد و هو يقول:” هل ناديْتِني يا سندس ؟”
ردّت سندس بفرح لأنّها استطاعت أن ترى رعدا و الصديقات :” كنت أريد أن أطمئنكم أنّني بخير ، و أطلب مساعدتك لمعرفة مكان المفتاح .”
و سمعت صوت رفيقاتها : ” الحمدلله أنّك بخير يا سندس. و نتمنّى لك حظّا موفّقا.”
و علا صوت رعد من جديد: ” المفتاح في بيت طبيب المملكة يا سندس ، عليك إحضاره قبل غروب شمس الغد . و تذكّري هذه الكلمة ” إن خالجَ قلبَ الطبيب الطمع ، فإنّ المفتاح من يده وقع .”
و ما إن أنهى المارد كلامه حتّى بدأ نور الحجر يخفت شيئا فشيئا إلى أن انطفأ. و جلست سندس الليل كلّه و هي تفكّر بخطّة توصلها إلى بيت طبيب المملكة ، إلى أن طلع الصبح و هلّ ، و في جعبتها قد صار الحلّ .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي