أعياد الربيع / قيس أسامة الخطيب

أعْـيَادُ الرَّبِيع

للشاعر: قيس أسامة الخطيب /العراق

هــا قــدْ أتـانـا الـرَّبـيعُ الـطَّلقُ يَـنبَهِرُ
بـينَ الـفُصولِ جَـميلَ الـوَجهِ يَفتخِرُ

فـالـطَّـيرُ صَــفَّـقَ تَـرحِـيـبًا بِـطَـلـعَتِهِ
لَـطـالـمَا ذَهَـــبَ الإعْــيـاءُ والـضَّـجَـرُ

واهْـتـزَّتِ الأرضُ فــي أفـيائهِ طَـرَبًا
قُـــدومُ عِــيـدٍ لــهـا إذْ كــانَ يُـنـتَظَرُ

والـزَّهـرُ أزْهَــرَ والأثـمـارُ قــدْ يَـنعَتْ
مِـنْ بـعدَما ساءَها الإيحاشُ والمَطرُ

في عيدِ نَوروزَ يحلو العيشُ والسَّمَرُ
فـي عيدِ نوروزَ يزهو الزَّهْرُ والشَّجَرُ

ولَّـــى الـشِّـتاءُ سَـريـعًا دونَـمـا أمــلٍ
وجـاءَنـا الـصَّـيفُ مَـعروفًا بـهِ الأثَـرُ

وقـــدْ أتــانـا ربــيـعٌ كـــمْ سَـيـنعِشُنا
فـالـطَّقسُ مُـعـتدلٌ صَـحـوٌ ومُـزدَهَرٌ

فــكـيـفَ إذْ وافــقـتْ أيَّــامَـهُ أمـــلًا
عـيـدُ الـمَـشاعرِ فـيـه الـشِّـعر يُـبتكَرُ

سَـيـحَـفلُ الـعَـالـمُ الـدّولـيُّ مُـبـتهِجًا
فــي يـومِ شـعرٍ عـظيمٍ فـيهِ نَـفتَخِرُ

يُــدرَّسُ الـشِّـعرُ فــي أنـحـاءِ عـالَمِنا
يـعـطيهِ زَخـمًـا جَـديدًا بـلْ ويـنتَشِرُ

نــزارُنــا شــاعــرٌ نــهــوى قـصـائـدَهُ
الــيــومُ مــيـلادُهُ كـالـعـطرِ يـنـتَـشِرُ

فــكـلُّ مـــا قـلـتُـهُ عــنـهُ لـمُـخـتصرٌ
فـلـيسَ فــي إرثــهِ شِـعرٌ سَـيُختَصرُ

والـشِّـعـر مـثـلُ ربـيـعٍ فــي مـرابِـعنا
فـهـو الـحـياةُ وفـيـهِ يُـعـشقُ الـسَّهرُ

فـالصَّدرُ مُـنشَرِحٌ فـي يـومِ صُحبتِهِ
فـالشَّعرُ فـي خـافقي يـسمو ويُدَّخَرُ

يَـحـتارُ فـيـه لـسـاني حـيـنَ أذكــرُهُ
فـهـو الـرَّبـيعُ لـقـلبي وهــوَ لـي قَـمرُ

هــا قــدْ أتـانـا ربـيـعُ الـيومِ مُـزدَهيًا
بالحُسنِ والحبِّ، قلْ لي كيفَ يَندَثِرُ

يـا لـيتَ شِـعري إذا مـا غادرتْ أسَفًا
أيَّــامُـهُ عـالَـمـي وانـتـابـني الـخَـطَرُ

في حينِها سوفَ أُبقي الشِّعرَ مُبتَهِلًا
لـعـلَّ فــي شـعرِنا يُـستَنطَقُ الـحَجَرُ

وقـــدْ نُـعـاني بِـعـادًا طــولَ فِـرقـتِهِ
حـتَّـى يـعـودَ إلـيـنا يـضـحكُ الـبَشَرُ

هـــذا الـرَّبـيـعُ ربــيـعٌ مِــن حـلاوتِـهِ
تَـهـفو إلـيـهِ نـفـوسٌ وهــيَ تَـعـتَصِرُ

لا غــروَ فـهـو لـكـوردستانَ مـفـخرةٌ
لـلكردِ والـعربِ يـحلو الحبُّ والسَّمرُ

فِــيــهِ الـمَـحَـبَّةُ عِــيْـدُ الأمِّ نُـكْـرِمُـهُ
هـــذَا الـرَّبِـيْـعُ جَـمِـيْلٌ مــا بــهِ كَــدَرُ

حـتـمًـا يــعـودُ إلـيـنـا مــثـلَ عـادتِـهِ
يَـخـتـالُ مُـبـتـهِجًا والـكـونُ يـزدَهِـرُ