أمسكت أمّ صادق يد سندس وجرّتها بلطف ، و تبعهما صادق . و لم يكن بيت الطبيب بعيدا . و مرّت دقائق و هم يسيرون إلى أن وصلوا إلى تلّة تمتدّ على طول الطريق إليها أشجار الصنوبر والصفصاف ، فقالت أمّ صادق :” نحن على مشارف بيت الطبيب.” و أكمل الثلاثة سيرهم إلى أن وصلوا . و كان الطبيب في حديقة منزله يزرع بعض الأعشاب الطبّيّة ، و لمّا لمحهم قادمين نحوه ، ترك ما في يده من عمل و قام يستقبلهم بابتسامة مرحّبة.
-” طاب يومك أيّها الطبيب.” قالت الأمّ .
حيّاها الطبيب و سار أمامها إلى المنزل و هو يقول :” خيرا إن شاء الله . من المريض ؟ “
أشارت أمّ صادق إلى سندس و روت للطبيب ما حدث معها . فنظر الطبيب إلى سندس وقال : ” لا تخافي يا صغيرتي ، سيكون كلّ شيء على ما يرام . تعالي معي. ” و اقتادها إلى غرفة الفحص الطبّيّ . و كانت الغرفة مليئة بالكتب الطبّيّة و الدفاتر التي كان الطبيب يسجّل عليها أسماء المرضى و بعض تجاربه و أبحاثه . وبعد أن أجلسها على كرسيّ جلس أمامها ينظر في عينيها لعلّه يهتدي إلى سبب يساعده على فهم ما جرى لها . و كانت سندس في هذه الأثناء تحاول جاهدة أن تبقي نظرها ثابتا ، فنجحت في ذلك إلى حدّ كبير ، حتّى ظنّ الطبيب أنّ في الأمر شيء عسير .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي