جنان الحسن
كاتبة سورية الجّنسية.
مقيمة حاليا في فرنسا
-تنشر بالدوريات والصّحف الإلكترونية ..
-لديها العديد من الإصدارات باللغتين العربية والإنكليزية.
-عضو ملتقى الشعراء العرب.
-شاركت مؤخراً في موسوعة قصائد في رحاب القدس.
ومن هنا كان لنا معها هذا الحوار…
حاورتها جميلة بندر.
1.كيف بدأت رحلتك ككاتبة وشاعرة,وما الذي دفعك لاختيار هذا المجال الأدبي؟وما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك خلال رحلتك الأدبية، وكيف تمكنتِ من تجاوزها؟
- بداية أنا لا أصنف نفسي بكاتبة ولا بشاعرة
ولا أتذكر ذاتي سوى قارئة نهمة لكل ما يقع تحت يدي منذ نعومة أظفاري
أنا فقط إنسانة تضع هواجسها وخيباتها وأحلامها على الورق ..
“النزوح” هذه الكلمة الموجعة والقاتلة بمعناها كانت هي نقطة البداية ..
والحقيقة أنا لم أكتب في العلن قبل ٢٠١٣ أي قبل خروجي من سورية ..
كتاباتي دائما كانت في السّر مخبأة في دفاتري لأسباب كثيرة أقلها أنني ذات طبع خجول ولم أكن لأجرؤ على التعبير عن نفسي هكذا في العلن وأهمها كان المجتمع المحيط بي الذي لا يتقبل بسهولة فكرة المرأة الكاتبة لكن يبدو أن المأساة التي عشناها والمنفى بهول ألمه قد كسر في حياتنا كثيرا من القيود الإجتماعية التي لم نعد نتوقف عندها وجعل من بعض التفاصيل مجرد عوائق ضيئلة للحياة ، وجعل الكتابة تطل برأسها بقوة على العلن ..
أكبر أبنائي مثلا في البداية لم يتقبل فكرة أن أكتب علنا ثم تأقلم بعد قليل مع الأمر .. ثم وصل به الأمر مؤخرا إلى أنه قد بدأ يترجم لي نصوصا إلى اللغة الإنكليزية ..
2.ما الذي يلهمك في عملية الكتابة؟ وهل تستخدمين مصادر محددة للإلهام؟
2.إحساسي بالدرجة الأولى، حياتي وكل ما يحيط بي هم مصدر إلهامي ..
أنا قليلا ما أذهب إلى موضوع النص الذي أرغب بكتابته ..
أظن أن النص هو من يأتي إلي، أحيانا كلمة عابرة يلقيها علي أحدهم أو مشهد في فيلم سينمائي أو حادثة عابرة في الطريق تؤثر بي وتحرك خيالي .. فأجدني ببساطة أكتب إحساسي بها ..
3.هل يمكنك أن تشرحي لنا قليلاً عن ديوانك النثري “وحيدة أمد ظلي على الشمس كشجرة” وماهي الرسالة التي تحملها؟
- “وحيدة أمد ظلي على الشمس كشجرة”
بداية جاء الإسم صورة عن حياتي الشخصية، أنا عشت خارج الوطن ما بين المنفى الإختياري ببيئته المقفلة تلك الأيام والمنفى الإجباري حاليا أكثر مما عشت داخل الوطن،
وكل اهتماماتي كانت مركزة على بناء عائلتي وأبنائي كنت حرفيا مثل الشجرة،
وكنت أمنّي نفسي بأنني يوما ما سأضع أصص الزهور على شرفتي في الوطن وأفتح نوافذي للنور
لكن الأيام بلحظة خانت وتشتت العائلة في المنافي وبقيت في منفى أخر أحاول أن أصنع أملا أقتات عليه،
المجموعة في مجملها نصوص أطرد بها شبح الوحدة وتتحدث عن الثالوث الوجداني المقدس: الحب والخير والجمال بإستثناء بعض النصوص التي تخص مأساة الوطن والحنين إليه حاولت بها قدر الإمكان ان أبقيه حيا في قلبي وقلب من يقرأ ..
بمجمله كان رسالة أمل ودعوة للحياة ..
4.ما الذي يميز مجموعة الشعر “ريح شرقية” وما هي المشاركة التي أحببتِها أكثر؟
- مجموعة “ريح شرقية” كانت مجموعة من ١٠٠ نص لخمسين شاعرة عربية كان فيها فكر المرأة العربية، روحها، معاناتها وأحلامها ، مشاعرها، طموحاتها وشخوصها التي ترسمها على الورق وخيالها الذي تحاول به دوما تغيير الواقع الذي تعيش ..
وبصراحة لا أستطيع أن أميز بين هذه المشاركات أعتز بها جميعا، لأنها كانت بالنسبة لي كل مشاركة هي حالة خاصة جدا جميلة ومختلفة في كل مرة ووليدة لحظتها أي أنها مرتبطة بفكرة أو حدث أو قيمة ما أظهرتها للنور، وفيها دفع لروح الكتابة لدي للأمام ..
5.كيف تعاملتِ مع تجربة كتابة أدب الطفل في ديوانك الرقمي “حكايا البنفسج”؟ وما هو الأثر الذي تأملتِ في تحقيقه من خلاله؟
- أكتب للأطفال كثيرا حتى ولو لم أنشرها في أي موقع
لأنني أحبّ الأطفال جداً وأجدهم بتفاصيلهم العفوية والبريئة معين لا ينضب وبيئة خصبة للكتابة وأيضاً لنثر بعض بذور الجمال فيها، فالطفل نواة صنع المجتمع السليم وربما لم أتأمل تحقيق الكثير من الأثر بهذا العمل ولكنني أيضاً ما كنت أطيق أن أتجاهل هذه الفئة العمرية دون أن أغوص قليلاّ بلألئ أحلامها عن قرب،
وأتأمل يوما ما أن يكون لي مجموعة قصصية خاصة بالأطفال ..
6.ما هي أهمية مشاركتك في موسوعة “نبضات وامضة” بالنسبة لك؟
- بداية أنا ممتنة لملتقى الشعراء العرب والأستاذ ناصر رمضان على إشراكي بهذا الحدث الجميل
أنا أميل كثيرا لأدب الهايكو والومضة الشعرية
أجدها مختصرة الكلمة بليغة المعنى تصل أهدافها بسرعة بدون إطالة ..
وموسوعة “نبضات وامضة” منحتني فرصة المشاركة ومزيد من الإنتشار واللقاء بعديد من الأسماء المهمة بكتاب واحد ..
7.كيف تجدين التوازن بين الكتابة الإبداعية وبين الحياة اليومية ومطالعة التجارب الإنسانية؟وما هي رؤيتك لدور الشاعرة في المجتمع وتأثير كلماتها على القارئ؟
- الكتابة بشكل عام هي انعكاس الواقع على الأدب والثقافة، لأن الإنسان أو الكاتب هو ابن بيئته بالمحصلة وكل ما تلتقطه عين الكاتب من تجارب مؤثرة مما يدور حوله هي مشروع كلمة مُهمة يجب أن تُقال تبقى له مَهمّة توصيلها للأخرين .
قديما كان الكُتاب عامة من أدباء وشعراء مؤثرين ويملكون دورا كبيرا في تغيير سلوك المجتمعات، اليوم في عالم السوشيال ميديا ثبت بأننا مجتمعات هشة سريعة العطب وسهلة الإحتراق ..
لذا أظن أن قدرة الكاتب أو الإنسان عامة في الحفاظ على جوهر إنسانيته هو بحد ذاته إنجاز كبير هذه الأيام ..
8.كيف تجدين نفسك وتجربتك في الكتابة بعد انتقالك إلى العيش في فرنسا؟وما هو تأثير الظروف الاجتماعية والسياسية في بلدك الأصلي على إبداعك الأدبي؟
- في البداية حين أقمت في تركيا لمدة ست سنوات كنت أجد نفسي قريبة جدا من الوطن، فأنا أقيم على حدوده، لذا حين استرجع كتاباتي في تلك الفترة أجدها تغص بالأمل والعودة القريبة
وحين انتقلت رحلة نزوحي منذ سنوات خمس إلى فرنسا بدأت تتضاءل أو بالأصح تضاءلت تماما فرص عودتي من جديد وهذا ما عزز شعور الوحدة الكبير الذي يتنامى يوما بعد يوم بداخلي فينعكس سوداوية ربما بعض الشيء على كتاباتي
ما حدث في سورية كان المسبب الأول إلى أنني طرقت باب الكتابة علنا ..
لم يكن سهلا أبدا علي أن أتعامل مع كل هذا الخراب والموت والقتل والتهجير والشتات الظالم دون أن أتوقف عنده بدمعة قهر صادقة ..
أنا أحد الذين فقدوا أمانهم بما حدث فقدت بيتي بالقصف وتشردت عائلتي بالمنافي المتفرقة وبات من المستحيل جمعها من جديد ..
واكتفيت هنا بفرنسا بنافذة صغيرة تستوطنها الوحدة ..
لذا أقول بأن الكتابة أنقذتني وكانت حبال النجاة التي تعلقت بها ..
9.ما هي أمنياتك وطموحاتك في المستقبل ككاتبة وشاعرة؟ وهل تفكرين في تحقيق أهداف جديدة؟
- أنا ما زلت في بداية الطريق ولكنني كالنهر أيضا لن أتوقف عن الجريان ..
قريبا ستصدر لي مشاركة جديدة باللغة الإنكليزية ضمن موسوعة “انطولوجيا الشعراء السوريين” بإشراف الشاعر “سوراف ساركار” محرر هذه الإنطولوجيا .. تضم ١٦ شاعرا سوريا
وأعد على مهل حاليا لمجموعة نثرية جديدة باللغتين العربية والفرنسية مناصفة ..
لذلك أنا أحاول ولا أعلم ما في جعبة الأيام لي .. - كيف تمثّلت مشاركتك في موسوعة قصائد في رحاب القدس بالنسبة لك، وما هي الرسالة التي أردتِ إيصالها من خلال مشاركتك في هذه الموسوعة؟
- أسعدتني جدا مشاركتي المتواضعة بديوان “قصائد في رحاب القدس” عدا عن أنه عمل توثيقي لتلك اللحظة الفارقة في الوجع الفلسطيني والتي نحن بأمس الحاجة إليها دوما كي لا تنسى الأجيال التي تولد وتكبر هذا الحق السليب لنا فهو أيضا قد جمع الكثير من الأسماء العربية المبدعة التي تضامنت مع الحدث ومن حسن حظي أنني قد كنت ضمن هذه المجموعة لأن فلسطين تبقى جرحنا الأول رغم كل قضايانا ومشاكلنا العربية وأي كلمة حق تقال فيها ولها هي مشاركة وجدانية مع شعبها الذي يعيش نكبته منذ عشرات السنين وهذا أضعف الإيمان منّا تجاهها ..
11..ما رأيك بالملتقيات الشعرية وخصوصاً ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد ؟
كما أنكِ عضوة في ملتقى الشعراء العرب، ما الذي تجدينه من فوائد في هذه المشاركة؟
- الملتقيات الشعرية عامة في عالمنا اليوم هي وسيلة سريعة من وسائل تعريف القارئ والكاتب معا بأخر المستجدات من الإصدارات الأدبية الحديثة ونشر الثقافة وتسليط الضوء على كثير من المبدعين التي لولاها لربما لم تسنح لهم فرصة التعريف عن أنفسهم نتيجة ظروف الحياة الصعبة، هي وسيلة تجعل من التواصل الفكري بين الأخرين أكثر سهولة ويسرا عن ذي قبل وهذا شيء محبب ومرغوب لدى الجميع،
وعادة تتميز المواقع بحسب جهود القائمين عليها وهذا ما يحصل لملتقى الشعراء العرب فالأستاذ الشاعر ناصر رمضان جعل من الملتقى خلية نحل في نشاطه ويحرص فيه على كل جديد ومفيد ..
_ شكرا لك أستاذة جميلة بندر على هذه الفرصة الجميلة ورقي الحوار ..
حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي