“في أيِّ حالٍ عُدّتَ يا رَمَضَانُ”
فـي أيِّ حـــالٍ عُـــدّتَ يــا رَمَــضَــانُ
و بِـــأيِّ حَـــالٍ صِـــرْتِ يــا أوْطَـــانُ
سَــادَ الـظَّــلامُ على الـرُّبـوعِ كَــأنَّـمـا
الأرْضُ ارْتَـخَـتْ و تَوْقِـــفَ الــدَّوَرانُ
بـي مِـنْ جِـراحـي دَمْـعَـةٌ لا تَـنْــتَـهي
حَــــرَّاقَـــــةٌ و كَــــأنَّــهَــا الـنّــيــــرانُ
و خَـبيـئةٌ في الصَّدْرِ نَـفـثُ دُخَـانِـهـا
حَــرَجٌ و بِــي مِـن ثَــوْرَتــي بُـركَـــانُ
و كَـخَـافِقِي الأشْـعَـارُ تُوغِـلُ بالأسَـى
نَـهَـشَـتْ حَــشَــايَ كَــأنَّـهَـا الـثُّـعْـبَـانُ
مـاذا أُسَــطِّـــرُ و الـجِـــرَاحُ رَواعِـــفٌ
و يُـذيـبُ قَـلْـبي الحُـزْنُ و الـكِـتْـمـانُ
مـاذا أحَـدِّثُ عَـنْ فِـلِـســطـيـنِ الـتِـي
أضْـحَـتْ على مَـرآى العُـيُـونِ تُخَــانُ
حَــرْفِـي كَــألْــفِ قَـصِـــيـدَةٍ عَـرَبِـيَّـةٍ
قـيــلَــتْ فَــلا سَــمْــــعٌ و لا إمْــعَــانُ
نَـارُ الفَجِـيـعَـةِ قَدْ سَـرَتْ فـي أضْلُعِي
و يَكَــادُ يَـأكُــلُ نَـفــسَــهُ الـشِّـــرْيــانُ
الــلّـــهُ يَـشْــهَــدُ أنَّ كُــلَّ جَــوارِحِـــي
قَـهْــرٌ و تَـعْـصُـرُ أضْـلُـعِـي الـقُـضْـبـانُ
و كَــأنَّ قَـلْـبِـي فـي الضُّـلُـوعِ جَـنَـازَةٌ
أمْــضِــي بِـــهِ و تَــلُـــفُّـــهُ الأكْــفَـــانُ
و دَمِــي أرِيــقَ يَـهُـزُّنِـي هَــزَّ الـذَبــيـ
حِ و بــالـفُــؤادِ مِــنَ الأسَــى أطْـنَــانُ
في مَـوْطِـنِـي حَـرْبٌ و ألْـفُ مُصِـيـبَةٍ
خَـطْـبٌ تَـشــيـبُ لِـهَــوْلِـــهِ الـوُلْــدَانُ
نَـــارُ الـيَــهُـودِ بِـرأسِــهِ ، و بِـصَـــدْرِهِ
و بِـحَــــلِــقِــهِ تَــتَــزَاحَـــمُ الأحْـــزانُ
وَطَـنـي وَحِــيــدٌ بـالـعَــذابِ مُـكَـفَّــنٌ
مِـثْــلَ الـيَــتِــيــمِ فَـمَـــا لَـــهُ أخْـوانُ
و تَـمُـرُّ ذِكْـرى إثْرَ ذِكْـرى هَـا هِـي الــ
ذِّكْــرَى تَـمُـــرُّ و هــاجَـتِ الأشْـجَـــانُ
سَـبْـعُـونَ أعـوامَ الخِـيـانَــةِ و الأسَـى
سَــبْــعُــونَ مَـــرُّتْ كُــلُّــهَــا خُــــذْلانُ
سَــبْـعُــونَ مَـــرَّتْ و الأمَــانــي رَثَّـــةٌ
فـالـحُـــزْنُ غَــضٌ و الـدِّمــا طُـوفــانُ
فـي كُـــلِّ عــامٍ للـخِــيـانَــةِ مَـوْسِـــمٌ
و بِــكُــــــلِّ عَــــــامٍ للـعَــــــذابِ أوانُ
و بِـكُــلِّ يَــــوْمٍ نَـكْـــبَــةٌ أوْ نَــكْــسَــةٌ
و بِـنَــا اسْـتَـبَـدَّتْ مِـحْـنَـةٌ و كَـــيَــانُ
يَــتَــآمَــرَ الـكَـوْنُ الفَـسـيـحُ لِـقَـتْـلِـنَـا
سَـقَـطَ الـقِـنَـاعُ و أُعْـلِــنَ الـبُــهْــتَــانُ
حَـشَدُوا القُوى العُظْمَى بِكُـلِّ عَتَادِها
لِـقِــتَــالِـنَــا فَـتَـجَــبَّــروا و أهــــانُــوا
وَ مَضَى الْمُلُـوكُ لِعَقْدِ صَفْـقَاتٍ مع الـ
أعْــداءِ قـــادَتْـهُــمْ لـهَـا الـتّــيــجـــانُ
و تَـنَـكَّـرَ الأعْـرَابُ جَـمْــعَـاً هَـرْوَلُـــوا
نَـحْـوَ الــهَـــوانِ كَـــأنَّــهُــمْ قُـطْـعَــانُ
و تُـــراوحُ الـرُؤيـــا بِــغَــزَّةِ هــاشِـــمٍ
فَـتَــكَ الـعَــدُوُّ و خَــانَــهَـا الـخِــــلانُ
قَـصْــفٌ و تَـهْـجـيـرٌ و مَـوْتٌ عَـاجِـلٌ
و حِــصَــارُ غَـــيٍّ شَــــدَّهُ الـجِــيـرانُ
و غَــدا الـفَــضَـاء قَـذَائـفَـاً و قَـنَـابِـلَاً
و صَــواعِـقَـاً يُـلْــقـي بِـهَـا الـطَّــيَـرانُ
و قَـوافِـلُ الشُّـهـداءِ و الجَـرْحَى كَـما
سَـيْــلٍ فَـــلا يَـتَــوَقَّــفُ الـجَـــرَيـــانُ
و الـنَّـازِحِيـنَ مَعَ الأسَـى في خَـيْـمَـةٍ
قَـدْ سَــادَ فـيـهـا الـقَـهْـرُ و الـحِـرْمَـانُ
و دِمــاؤنـا بَـيـنَ الـشُّـعُـوبِ رَخِـيـصَةٌ
و تَــزَاحَــمَـتْ بـمَـســيـلِــهِ الـوديـــانُ
حَـمْــراءُ يَحْـكِـي لَـوْنُـهـا عَنْ وَصْـمَـةٍ
كُـبـرَى و يَحْـمِـلُ إسْــمَــهَـا الـعُـرْبَــانُ
هُـمْ حَـاصَــرُونـا كَــيْ يُـذَلَّ رِجَــالَـنَـا
يـا بِـئــسَ تَـطْـبـيـعٌ و بِـئــسَ هَـــوانُ
مَـنَـعُـوا الـغِـذاءَ مِنَ الـمَــعَـابِـرِ كُــلُّـها
عَـــزَّ الـدَّوا و تَـعَــرْقَـــلَ الإحْــسَـــانُ
و اسْـتَفْحَلَتْ فينا المَجَاعَةْ و أغْلِـقَتْ
سُــبُـلَ الـحَــيــاةِ و شُــدِّدَ الـعُـــدوانُ
فَــهُــنَـــا دَمٌ مُــتَـــدَفِـــقٌ و كَــــأنَّــــهُ
نَــهْـــــرٌ جَـــرَى و كَــأنَّـهـا الفَـيَــضَـانُ
و هُــنــاكَ أشْــــلاءٌ تَـهــاوَتْ مِـثْـلُــمَـا
وَرَقُ الـخَـريـفِ و طَــارَتِ الـعُــمْــرَانُ
و الـبَـــرْدُ يَـفْـتَـرِسُ الـقُـلُــوبَ كَــأنَّــهُ
وَحْـــشٌ فـــلا قَــلْــبٌ و لا تِــحْــنَــانُ
و هُــنَـــاكَ أيْــتَـــامٌ تَـــرِقُّ لِـحَـــالِـهِـمْ
شَــمُّ الجِـبَــالِ و يُــشْــفِــقُ الـصَّــوَّانُ
تَـصْـطَـكُ أرْجُـلُـهُمْ و تَـشْهَـقُ رُوحَهُـمْ
قَـهْــرَاً و تَـقْـطَــعُ بَـعْـضَـهـا الأسْـنَــانُ
و رِجَـالَ أبْـكَــاهُـمْ شَـقَاءَ صِـغارِهِــمْ
و لأجْــلِ لُـقْـمَـةِ عَيْـشِـهِمْ قَـدْ عَـانُـوا
يَـتَـسـابَـقُـونَ إِلى الرَّغـيـفِ وَ كُـلُّـهُـمْ
مُـضْــنَــىً على أطْــفَــالِــــهِ رَهْــبَــانُ
قُصِـفُـوا فَخُـضِّـبَ خُـبْزَهُمْ بِـدِمَـائهِمْ
و لَـقَــدْ تَـغَــطَّـتْ بـالـدِّمــا الأفْــــرَانُ
و هـنَـاكَ مُـرِضِـعَـةٌ تَـيَـبَـسَ ضِـرْعُـهـا
يَـبْـكِــي دِمَـــاءً طِــفْـلُــهـا الـظَّــمـــآنُ
و يَـكَـادُ يَـشْــهَـقُ بالـعَـويــلِ ورَيــدُهُ
و يَـصِــيـحُ بـالألَــمِ الـدَّفـيـنِ جِــنَـانُ
و رَضِـيـعُ ثَــدْيٍ أمُّــــهُ قَــدْ فَــارَقَــتْ
يَــبْــكِـي فَـــلا ثَـــــدْيٌ و لا ألْـــبَــــانُ
و هُــنَــاكَ شَــيْـخٌ كَـانَ قَـبْـلُ يَـعُــولُهُ
إبْــنٌ فَـغَــيَّــبُ إبْـــنَــــهُ الـسَّـــجَـــانُ
فَمَـضَى يُـطَـوِّفُ في الشَّوارِعِ بَاكِـيَـاً
يَــذْوِي فَـــلا قـــــوتٌ و الأحْــضَـــانُ
و يَـقُـولُ خُـذْنِـي يا إلـهــي مـا الــذي
تُــجْــدي حَــيَـاتـي الـيَـوْمَ يَـا مَــنَّــانُ
و صَـغـيــرُ يَــسْــألُ أُمَّـــهُ قُـوتَــاً لَـــهُ
و يَـكَـادُ يَـقْـطَــعُ نَـبْـضَـهُ الـخَــفَـقَـانُ
و الأمُّ والــهَــــةٌ بَــغَـــتْ لَــوْ أنَّـــهَـــا
طَـبَـخَـتْ لَـــهُ أحْـشَـاءهـا فــيُــصـانُ
خَـرَجَـتْ و قَـدْ عـزَّ الطَّـعـامُ بِـلَـيْـلَــةٍ
قُـتِـلَـتْ لِـتَـأكُـلَ جِـسْـمَـها الـذؤبَــــانُ
و تَقُـولُ ثَكْـلَى فَـوْقَ نَعْـشِ صِـغَـارِها
يـا لَـهْــفَ قَـلْـبِـي فَـالأحِــبَّــةَ بــانُـــوا
يَـا لَـيْـتَـنِـي قَـدْ مِــتُّ قـبْـلاً لَـيْــتَـنِـي
رَبَّــاهُ عَـجِّـــلْ كَــيْ تَــضُــمَّ جِــنَــــانُ
و يَــتِــيــمُ أرْمَــلَـــةٍ حَـديـثٌ عَـهْــدُهُ
مُــتَــرَنِّـــحٌ مِـنْ بُــــؤسِــــهِ ذَبْــــــلانُ
يَـبْكِـي و يَـصْـرُخُ : والِـدي يـا والِـدي
و تَـقَــرَّحَـتْ مِـنْ دَمْــعِــهِ الأجْــفَـــانُ
مُــتَـألِّـمَـاً يَـشْـكُـوْ و مَــا مِـنْ سَــامِـعٍ
يَـحْــنُـــو عَـلَـيْـهِ و لـيْـسَ ثَـمَّ مَـكَـانُ
حـتَّى إذا يَـئـسَ الـصَّــغِـيـرُ بِـبَـحْـثِـهِ
خَـــارَتْ قُــواهُ و مُــدِّدَ الـجُـــثْــمَــانُ
و أسـيـرُ يَـصْـرُخُ قـائـلَاً أحَـــدٌ أحَـــدْ
مُـضَـنَىً و تَـنْـهَـشُ لَـحْـمَـهُ الصُّـلْـبَـانُ
و الحَـرْبُ طَـاحِـنَةٌ و وَقْـعُ ضُرُوسِـهَا
فـي سَـــمْـــعِ أُمَّــتِــنــا بِـــهِ ألْــحَـــانُ
و مَـرَارَةُ الـصَّـمْـتِ الـعَـقـيـمِ مَـذَلَّـــةٌ
و الـصَــامِـتُـونَ مَــعَ الـعِـــدا أقْـــرَانُ
و الـقَـابِـعُـونَ عَلَى الْـعُـرُوشِ كَــأَنَّـهُمْ
أَصْـحَـابُ مُـوسَـى فَالجَـمـيـعُ جَـبَـانُ
هُـمْ جَـاعِـلـيـنَ مِـنَ الكَـراسي غَـايَــةً
يَـتَـخَــبَّـطُـونَ كَـــأنَّــهُــمْ عُــمْـــيَـــانُ
يَـسْـتَـأْسِـدُونَ عَلَى الشُعُـوبِ و للعِدا
يَــتَــذَلَّـلُــونَ و كُـــلُّــهُــمْ خِـــرْفَــــانُ
و شِـعارَهُـمْ سَـفْـكَ الدِّمَاءِ و ديـنُـهُـمْ
ديــــنُ الـعَـــدُوِّ فَـكُـــلُـــهُـمْ خُـــــوَّانُ
فَــإذا رَفَــعْـــنَــا رَايَــةً فَـسِـيـاطُــهُــم
تَـنْــهَــالُ فَـــوْقَ رُؤوسِــنَــا و نُــــدانُ
و إذَا انْـحَــنَـيْـنَـا للـصَّــهَــايِـنِ ذِلَّـــــةً
فـالـكُــلُّ يَـعْـلُــو صَـــدْرَهُ الـنّـيــشَـانُ
أضْـحُـوا كِــلابَـاً بَـيْـنَـنَـا مَـسْـــعُــورَةً
بِـقُـلُـوبِـهُـمْ تَـسْــتَـوْطِـنُ الأضْــغَــــانُ
و هَــوَتْ كَـراماتٌ و حَـــلَّ مَـحَـلُّــهَـا
ذُلٌّ و ديــسَـــتْ حُـــرْمَـــةٌ و أمَــــانُ
هَـــذي مُــؤامَــــرَةٌ تَــــدورُ و هــــذِهِ
خُــطَــطٌ يُــدَبِّــرُهَــا لـــنَـــا السُّلْـطانُ
يَــا قَـاتِـلِــي جَــبْـنَـاً لِـعِـلْــمِـكَ أنَّـنِــي
في ذا الـمَــمَــاتِ مُــتَــيَّـــمٌ وَلْــهَـــانُ
لـكِـنْ أبَــيْـتُ الـذُّلُّ يَـسْـحَـقُنِـي كَــمـا
سَـحَــقَ الـكَـثـيرَ فَـمُــرِّغَــتْ أذْقَــــانُ
أسَفِي على قَـوْمـي الذينَ اسْـتَـبـدَلُوا
بالـدّيـنِ دُسْــتُـورَ الـغُـــزاةِ و هَــانُــوا
فإلـى مَـتَـى يا قَـوْم طَـالَ غِـيـابُـكُــمْ
و إلـى مَـتـى سَـيُـسَــيْــطِـرُ الإذْعَـــانُ
يا قَـوْمُ كُـفُّـوا عَـنْ عَـمـيـقِ سُـبـاتِكُـمْ
إنْ كَــانَ فـي وُجْــدانِــكُــمْ إيــمــــانُ
عَــارُ عَـلَـيْـكُــمْ أنْ تَـــروا إخْـوَانِـكُــمْ
يَـتَـقَــطَّـعُــونَ و كُــلُّــكُــمْ خُــرْسَـــانُ
عَــارٌ و أنْــتُــمْ تَـسْــمَـعُــونَ أنـيـنَــنَــا
أنْ تَـغْــفَــلُـوا و كَــأنَّــكُــمْ طُــرْشَـــانُ
عـارٌ عَـلَـيْـكُـمْ و الـمَـحَــارِمُ تُـنْـتَــهَـكْ
بِـدِيـارِكُــمْ و تَـحُـــوطُـكُـمْ جُــــدْرانُ
و القُـدْسُ فـي كَـفِّ الـيَـهُـودِ أسـيـرَةٌ
جَــهْــرَاً تُـدنِّــسُ طُـهْــرَهَــا الـكُــهَّــانُ
و الغَـرْبُ يَـحْشُـدُ جُـنْـدَهُ يا وَيْحَـكُـمْ
حِــقْــدَاً و أنْــتُــمْ عِــنْــدَهُ خِـصْــيَـانُ
عَــارٌ عَـلَـيْـكُـمْ ألْــفُ عَـــارٍ نَــوْمَـكُــمْ
و أمَـامَـكُـمْ مَـسْـرَى الـرَّسُـولِ يُـهــانُ
لَمْ يُؤلمِ الأقْصَى الحِصَـارُ و لا الـرَّدَى
مــا آلـــــمَ الأقْــصَــى هُـــوَ الـنُّـكْـرَانُ
أيْـنَ الـعَـدَالَــةُ و الـنِّـظَـامُ الـعَـالَـمِــيَّ
و أيْـنَ هُــمْ مَـنْ أسَّــسُـوا و أبَــانُــوا
أيْـنَ الـذيـنَ دَعُـوا إلَـيْــهِ و مَـجَّــدُوا
و بِـــهِ تَـغَـنُّــوا لـلـوُجُـــودِ و زانُــــوا
أوْلَـيْــسَ مـا نَـلْـقَـى يُـعَــدُّ جَـرِيــمَـةً
فـي حَــقِّــنَــا يـــا أيُّــهَــا الأعْــيَــــانُ
أوَلَيْسَ مـا يَجْـري انْـتِـهاكَـاً صَـارِخَـاً
لِـحُــقُــوقِ إنْــسَـــانٍ و ذا الإعْـــــلانُ
خَـرَسَــتْ قَـوانـيـنُ الـعَـدالَــةِ كُــلُّـهَـا
و بِـنَـا اسْـتَـبَـدُّوا و انْتَشَـى الطُّـغيانُ
أمِـنَ الـعَــدَالَــةِ أنْ تُــدانَ ضَـحِــيَّـــةٌ
و يُـكَــرَّمُ الـجَــانِــي بِــنَــا و يُـصَــانُ
أمِــنَ الـعَــــدالَـــةِ أنْ تُــشَـــرَّدَ أمَّــــةً
و تَــكُـونُ مُـلْــكَ عَــدُوِّهَــا الأوْطَــانُ
الـصِّـدْقُ أنْ الـعَـدْلَ في مَـنْـظُـورِكُـمْ
أمْــنَ الـيَـهُــودِ و مـا جَـرى الـبُـرْهَانُ
هَــذا الـنِّــظَــامُ الـعَـالَـمِــيُّ جُــنُــودُهُ
جُـنـدُ إسْـرَائيـلَ فِـإنْ أشـارَتْ بـانُــوا
هَــذا الـنِّـظَـامُ الـعـالَــمِـيُّ و مَــنْ رَأى
فيـهِ الخَـلاصُ مِـنَ الـشَّـقَـا غَـلْـطَـانُ
قَسَـتِ القُلُـوبُ و لَـمْ يَـعُـدْ في لـيْـنِهَا
أمَـــلٌ يُـــرَى فَــكَـــأنَّــهَــا الـصُّــــوانُ
و تَشَيْطَـنَتْ كُـلُّ الـقُـلُـوبِ فـمَا الـذي
أبْـقَــيْــتَ لـلـشَّــيْـطَــانِ يـا إنْــسَـــانُ
كَـمْ مُوجَعٍ في الأرْضِ كَـمْ مِنْ جَـائِعٍ
أوَ تَــرْتَــضِـــي فـي ذلــــكَ الأدْيَــــانُ
أوَلَـمْ يَـعُــدْ فـي الأرْضِ ثَـمَّــةَ رَاحِـمٍ
يُـرْجَــى لِـدَفْــــعِ الـضُّـــرِّ يـا أكْـــوانُ
مَـنْ لَــمْ يُـنَــاصِـرْ شَـعْـبَ غَــزَّةَ إنَّـــهُ
أعْـمَــى و آخِــرُ وَصْـفِــهِ الشَّــيْـطَـانُ
هَـلْ يــا تُـرَى هـذي المَـشـاهِـدُ كُـلّــها
لَـمْ تَكْـفِ كَـــيْ يَـتَـحَــرَّكَ الـوُجْـــدَانُ
هَـلْ يـا تُــرَى هــذي الـمَـآسـي كُــلّـهـا
لَـمْ تَـكْــفِ كَـيْ تَـصْـحُـونَ يـا أوْثـــانُ
وَطَـنِي غَـدَاً تَـنْـزاحُ غَـيْـمَـةُ ظُلْـمِـهِـمْ
و تَـســودُ أرْضَــكَ فَــرْحَـــةٌ و أمَـــانُ
وَ تَـكُـفُّ عَـنْ نَـزْفِ الـدِّمَـاءِ جِـرَاحُنَـا
و تـرَفْــرَفُ الـرَّايـــاتُ و الأغْــصَـــانُ
و لَسَـوْفُ تَرْجِعُ قُدْسُـنـا ذَا وَعْـدُ رَبِّ
الــعَــالَـمِـــيــنَ و قَـــصَّـــهُ الــقُــــرآنُ
و سَنَدْخُـلُ الأقْصَى كَـمَا دَخَـلَ الأُلَـى
و سَـيَـخْـسَـأُ الـعُــمَــلاءُ و الأعْــــوانُ
مَـهْـمَـا تَـعَـالـى الـبَــغْـيُ إنَّ مَـصـيـرَهُ
نَــحْـــوَ الـزَّوالِ و إنَّـــــهُ خَـــسْــــرانُ
سَنَهُـبُّ مِنْ تَحْـتِ الرُّكَـامِ جَـمـيـعُــنَـا
الـشّــيـبُ و الصُّـبـيـانُ و الـشُّـــبَّــــانُ
سَـنُـزيـلُ إسْـرائيلَ عَنْ وَجْـــهِ الـثَّـرَى
و جُــيُـوشُـهـا و كَـأنَّـهُـمْ مـا كَـــانُـــوا
و سَـيَـنْجَلي الْليـلُ الطَّـويـلُ بِـعَـزْمِنَـا
إنَّــــا بِـــأرْضِــــكِ بَــيْـــرَقٌ و سِــنَــانُ
إنَّـــا إلــى أحْــــرارِ غَـــــزَّةَ نَـنْــتَـمِــي
و لِـصَـوْبِــنَــا تَـتَــطَــلَّـــعُ الأزْمَـــــــانُ
و النَّـصْـرُ يَـسْـعَـى كَي يَسـيـرَ بِـرَكْبِنا
و غَـــدَاً سَـيُــفْـرِزُ وَعْــــدَهُ الــدَّيَّـــانُ
صمود حامد
شوفة/طولكرم/فلسطين
2024/3/12م
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي