في يوم الأرض
……………….
هذه الأرضُ يا ولدي ،
موغلةٌ في كبدي ،
تقتاتُ على جثثِ الأفكار ..
في ضفيرتِها ليلٌ ؛
ينسدلُ على مدائنَ ترتعدُ ،
ليلٌ …
يجدُلُ الخوْفَ والرَّجْفَ والنزْفَ ..
يحفرُ طرقًا في جلدي..
وفي كفي ،
يحصُدُ معنىً مفقودًا ..
ويستجدي وطنًا
ضاعَ في جسدي .. ..!
تعالَ معي يا ولدي
نحجّ بهذه الأرضِ إلى سماءٍ
لا حربَ فيها
ولا تأويلاتٍ ولا ويلاتٍ
ولا مفاجآتٍ ولا أخبار ..
تعالَ نسلخْها مِنْ أجسادِنا
ومن شَهاداتِ ميلادِنا
ومِنْ خَيْباتِنا ولَعْناتِ التّاريخِ
والموتِ والدّمارِ والدّثارْ
فنقلِّمْها من القبور ِ
والفُجورِ
والجحور ..
نعرّها من الزّيفِ
والخريفِ
والزّعافِ
والرّعافِ
ومن أحلامِنا المكفّنةِ بالصّقيع
وما ماتَ فيها من أشجارْ ..!
ونتيمّمْ بضوءِ زيتونةٍ
فارهةِ النّورِ بِلا نارْ
تعالَ نزرعْها في سماءٍ
لا نرى فيها عيونَنا ممدّدةً
على رُفاتِ الليالي
وهشيمِ النهارْ
ما يضيرُ ….؟!
لو نستدعي الفجرَ إلى ظلُماتِنا
نطوفُ به على ناصيةِ هذا الملكوتِ،
نُنْكِرُ كُلَّ الأسماءِ
ونسبِّحُ باسمِ اللهِ … اللهُ أكبر
نسابقُ الشمسَ إلى رائحةِ التّرابِ
ونلتصقُ بالجاذبيّةِ أكثرَ .. فأكثر
كَيْلا نَسْقطَ من فكرةٍ مسمومةٍ
تجادلُ الريحَ فينا
وكيْلا نسقطَ مِنْ إحساسِنا
ونساومَ القصولَ على دمِنا …
ما يضيرُ …؟!
لو نستدرِجُ الفراشاتِ إلى صباحاتٍ
لا تتراكمُ في عروقِها المجاعاتُ
والكوارثُ والمضائقُ والأهوالُ ..؟
ونخبِّئُ خريطتَها
في وردةٍ بيضاءَ تنمو كالسّلام ..؟!
الأرضُياسادتيلاتريدُأنْتموتَأكثرَممّا_فعَلْنا
اللوحة للتشكيلي الفلسطيني الراحل إسماعيل شموط
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي