اطمأنّت سندس عندما سمعت كلام رعد ، و أيقنت أنّها اقتربت من تنفيذ مهمّتها. و انتظرت إلى أن دخلت الأمّ إلى المطبخ لتحضير الطعام، و خرج الفتى إلى الحقول ليرعى القطيع ، غادرت المنزل و هي تنظر إليه بحزن و كأنّها تودّعه .
و قبل أن تغيب الشمس كانت تبحث عن الكهف لتختبئ فيه قبل حضور الطبيب . و ما إن وصلت حتّى وجدت رعدا بانتظارها يحمل جرّة مليئة بالجواهر واللآلئ ففرحت و اطمأنّ قلبها . و ما هي إلّا دقائق حتّى سمع الاثنان صوت وقع أقدام يقترب من الكهف ، فاختبآ ينتظران وصول الطبيب .
دخل الطبيب و هو يحمل المفتاح ، و لمّا وقع نظره على الجرّة تلألأت عيناه ، و اقترب منها بضع خطوات، وفي هذه الأثناء ظهر رعد أمامه و قال بصوته المخيف: ” من يجرؤ على أخذ الجواهر من كهف المارد المهيب و لم يأت بمفتاح الحكمة من بيت الطبيب ؟”
خاف الطبيب كثيرا ولكنّه حاول التماسك و قال للمارد : ” أنا هو الطبيب ، و هذا هو المفتاح الذي تقصده. خذه و أعطني بدلا منه جرّة الجواهر .”
-” حسنا أيّها الطبيب ، لك ما تريد . و لكن اعلم بأنّك سوف تندم يوما ما على فعلتك ندما شديدا يوم لا ينفع مال ولا بنون .”
و لكنّ الطبيب لم يلقِ بالا إلى كلام المارد و حمل الجرّة و غادر الكهف مسرعا .
و هنا نظر رعد إلى حيث تختبئ سندس و قال لها :” أحسنتِ يا سندس . لقد نجحتِ باستعادة المفتاح الأوّل ، أهنّئك على ذكائك وشجاعتك .”
و عندئذ حان موعد العودة إلى الديار ، فحمل رعد سندسا إلى المملكة و طار .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي