حوار مع يقين جنود
عادل نايف البعيني شاعر قاص ناقد
.
– سوري لبناني يحمل الجنسيتين السورية و اللبنانية.
حائز على إجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق ١٩٧٧ م ودبلوم تأهيل تربوي عام ١٩٨٧ م.
عمل مدرّسا أوّل في مادة اللغة العربية وآدابها في اعداديات وثانويات سورية منذ عام ١٩٧٠ م. ولغاية عام ١٩٩٢ م.. حيث انتقل بعدها للتدريس في لبنان واستمر بالتدريس لغاية عام ٢٠٠٦ م.
شارك في كثير من النشاطات والأدب. ونشر اكثر من ألفٍ من المنشورات الأدبية والشعرية والاجتماعية في صحف ومحلات لبنانية و سورية وعربية.
حاز الكاتب على العديد من الإنجازات الأدبية والفنية والتربوية تكريماً له عن إنجازاته في كافة المجالات الأدبية والاجتماعية حيث وقف على المنابر اللبنانية والسورية خطيبا وشاعرا وقاصّا وكان له حضوره المميز في كافة المجالات.
صدر للمؤلف :
- في الشعر له أربعة دواوين ” همسٌ فوقَ ضفاف النور” “أحلام وأشواك” ” أوعية الذاكرة” ” النهر يقطر من فمي”.
2ـ في اللغة كتابان ” المعين في إعراب الأدوات ” ” المعين في الإنشاء والتعبير ”
3ـ في القصة القصيرة مجموعة قصصية واحدة ” القرنفلة البيضاء ”
4ـ في النقد الأدبي كتاب بعنوان (ليل المعري إشكاليات ودلالات)
له عدد من المخطوطات منها ما هو قيد الإنجاز ومنها ما هو قيد الطباعة:
1 – مجموعة قصصية بعنوان (غربان ما قبل الفجر)
2 – مجموعة شعرية قيد الطباعة.
3 – رواية بعنوان ( العقيم).
4 – كتاب نقدي قيد الطباعة بعنوان:( المعرّي طاغور الخيام توافق واختلاف)
شارك الأستاذ والشاعر المبدع عادل نايف البعيني مؤخرا معنا في موسوعة قصائد في رحاب القدس وترك أثرا طيبا وإيجابيا على القراء
من هنا يطيب لمجلة أزهار الحرف أن تحاوره وتتعرف على جوانب أكثر من شخصيته وثقافته وهو عضو ملتقى الشعراء العرب.
سؤال: كان قديما حينما ينبغ شاعر في قبيلة .. تهنئه جميع القبائل لأن أصبح لها صوتا
هل الشعر اليوم لسان حال الأمة كما كان لسان حال كل قبيلة وهل من الممكن أن يكون وسيلة للتواصل الثقافي والفكري بين مختلف المجتمعات في يومنا هذا؟
جواب : بداية لا بد من تعريف الأدب فنٌّ لغويٌّ جميلٌ يعبِّرُ شعراً أو نثراً عنْ تجربةٍ تتَّخذُ شكلاً مِنَ الأشكالِ المتعارَفِ عليهَا كالشِّعرِ أو القصيدةِ أو الرِّوايةِ أو المسرحيَّةِ وغير ذلك من الأنواع الأدبية.
نعم كانت لقبيلةُ من العرب إذا نبغ فيها شاعرٌ أتتِ القبائلُ فهنّأتْها، لأنَّهُ حمايةٌ لأعراضِهِم، وذبٌّ عن أحسابِهم، وتخليدٌ لمآثِرِهم، وإشادةٌ بذكرِهم. وكانوا لا يهنّئونَ إلا بغلامٍ يولدُ، أو شاعرٍ ينبغُ فيهم، أو فرسٍ تنتجُ. “.
وبذلك يكون الشاعر مرآةً تنعكس عليها الصورة المثالية للجماعة القبلية. ولا زال الشاعر كذلك وإن استبدلت القبيلة بالوطن، فهذا لا ينقص من شأن ودور الشاعر في تحريك المشاعر، وبث الحماسة، واستدرار العطف، فقد أصبح الشعر وسيلة من وسائل التواصل بين الناس مع وجود تقنيات التواصل سواء بالكتاب، أو النشر في المجلات والصحف، أو القنوات التلفزيونية، أو باللقاءات والأماسي، أو بمواقع التواصل الاجتماعي الحديثة.
سؤال ما الأشياء التي تلهمك على كتابة الشعر وكيف بدأ الشعر يدخل إلى حياتك؟
جواب :يختلف الإلهام الشعري بين شاعر وشاعر، فهناك الشاعر الملهم والذي لا يكتب دون محرّضٍ للكتابة، وهذا ما نسميه الإلهام، وهناك الشاعر النظّام الذي يعتمد على معرفته بالأوزان الشعرية ، فيكتب تكلّفا وتصنّعا، ليقدم للقارئ نصّا منظوماُ خاليا من العاطفة والمشاعر. يضاف إلى ذلك دور البيئة المحيطة، بالشاعر، والأحداث ، والمواقف العاطفية، وحتى سماع الشاعر لقصيدة ما كل هذا من مؤثرات الإلهام. وقد بدأت الكتابة في سن مبكرة، ولكنني لم أحتفظ بكتاباتي الأولى لأنني لم أكن راضيا عنها.
سؤال : هل تتعرض لضغوطات تمنعك من الإبداع ومتابعة شغفك؟
جواب : للضغوطات الحياتية والاقتصادية والأمنية والنفسية، دورٌ كبيرٌ في بعث الإلهام للشعراء، أو كبتها، وغالبا ما تكون تلك الضغوطات سلبية فتمنع الشاعر من التعبير عما يجري، وربما تؤثر إيجابا فيعبر عنها بقصيدة أو أكثر مبيّنا صعوبة تلك الضغوطات المحيطة.
سؤال: هل ترى أن صنعة الشعر ممكنة للجميع وهل كان لك أثرا لهذا الأمر على تلاميذك؟
جواب: الشعر موهبة، ومن لا يمتلك هذه الموهبة سيكتب ما ليس له علاقة بالشعر، ومع ذلك ستقرئين أما اسمه الشاعر فلان..
أما التأثير بالآخر فله أهمية كبيرة، فعندما أجعل تلميذي يحب المادة ويقتنع به سينعكس ذلك عليه وسيبدع، وكثر هم الطلاب الذي تأثروا وأبدعوا، لأن لديهم الموهبة، ولعل ابنتي الشاعرة ريمة خير دليل على ذلك، حيث أصدرت ديوانين تركا بصمتها في فن قصيدة النثر.
سؤال: إلى أي مدى تسهم شبكات التواصل الاجتماعي في نشر الأعمال الأدبية وتمكين التواصل مع القراء؟ وهل ساعدك هذا الأمر شخصيا؟
جواب : لا شك إنّ لشبكات التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً مع تقلّص الطلب للكتاب الورقي، حيث وجد القارئ نفسه مع تعامل سهل وجديد، مع أن لحميمية الكتاب الورقي، والتواصل من خلاله أثر ممتع ومميز.
ومن الطبيعي أن تساعد تقنية التواصل الاجتماعي في الاحتكاك المباشر بالناس، وطرح الأفكار، وكان له دورا إيجابي على مساوئه، التي تتمثل في غالبيتها، أنّ القارئ والكاتب لا يهتم كثيرا باللغة العربية الفصيحة، وكثيرا ما تترافق كتابات الغالبية مع الأخطاء التي باتت مقلقة مع تكاثرها.
سؤال: كيف ترى مستقبل الشعر والأدب .. خاصة بعد أن سيطرت الشبكات العنكبوتية على الأدمغة وأصبح الكتاب عملة نادرة رغم أن عدد المطبوعات في ازدياد مستمر .. وعدد القراء يكاد يكون معدوما.؟
جواب: بالرغم من كل تلك السلبيات الصحيحة التي ذكرتها، سيبقى الشعر حاضرا عند الموهوبين والشعراء المتقنين لهذا النوع الأدبي، وستتساقط كل الأوراق الصفراء من كتابات المستشعرين، ولن يبقى سوى الشعر الإبداعي، وهذا أمر طبيعي، فمن بين الآلاف من الشعراء المتواجدين في أي بلد ، لا يبرز على الساحة الشعرية ويثبت وجوده إلا عدد قليل منهم قد لا يتجاوز أصابع اليد.
سؤال: متى تكتب الشعر ولماذا؟
جواب : لا وقت محددٌ لكتابة الشعر، فقد تمضي أيامٌ وشهورٌ، لا أكتب شيئا، ويمكن أن أكتب أكثر من قصيدة في زمن قصير. وبصورة عامة لا أستعجل كتابة القصيدة، فالتخمير للفكرة قد يستغرق أياما وأسابيع، لتولد أخيرا على الورق. وهناك سجال بين الشاعر والقصيدة، فقد تفرض إحدى القصائد نفسها، وتشد الشاعر فتكتبه قبل أن يكتبها، وتلك أصدق أنواع الشعر.
سؤال: هل تفضل الشعر العامودي على غيره من الأنماط الشعرية الأخرى ولماذا؟
جواب: لا أفضلية عندي بخصوص أي نوع من أنواع الشعر، فالقصيدة التي أكتبها تفرض جماليتها، سواء علي أو على القارئ، ففيما كتبت لا يوجد سوى ديوان واحد من الشعر التقليدي، وبقية الدواوين مختلط بين شعر التفعيلة أو قصيدة النثر أو الومضات.
سؤال: كيف ترى الشعر السوري اليوم جرئ مقموع؟ وما موقعه في خارطة الشعر العالمي؟
جواب : الشعر عموما له مكانته في جميع الدول، والقمع السياسي للشعر موجود في غالبية دول العالم، وتختلف شدة القمع بين نظام سياسي وآخر، فالأنظمة الطاغية والتي تقوم على العسكر أشد بطشا بالشعراء من غيرها، وقد تكون سورية نموذجا.
سؤال: حدثنـا عن مشـاريعك الثقافية والأدبية المستقبلية؟ هل هناك مؤلفات تنوي إصدارهـا؟
جواب: المشاريع كثيرة بخصوص النشر، فالمخطوطات أكثر من الصادر حتى الآن، لكن الغلاء الفاحش، والأسعار الخيالية، حجر عثرة أما الشاعر لينشر. مع ذلك لديّ مجموعة قصصية بعنوان “غربان ما قبل الفجر” في طريقها للنشر، وكتاب نقدي كبير بعنوان “المعري الخيام طاغور – توافق واختلاف”
سؤال: هل تتحفنا بقصيدة تتردد في خاطرك الآن؟
جواب:
زهوّ الحرف
أتانــــي هاتـــــفٌ لــولاهُ لمْ أَدْرِ
أَمِنْ شوقٍ للُقياكُم هَــفَا صَدْري؟
شَقَقْتَ سَـــتارَةَ الأحلامِ في شَغَفٍ
لأغمـرَ طَيْـفَ قــرّاءٍ مَــدَى الدَهْـرِ
ففي أرجاءِ صُحْــبَتِهِم ضِــيا قَلَمي
وفـي أجواءِ طلّـتِهم أَرَى عُــمـري
سُقيـــتُ الشَّــهدَ مِنْ أنوارِ ذائقةٍ
زَهَا حرفي بـــريّـاها كَــذا شِـعري
فَأَلقانـــي بــلا أضــوائِكُم وَرَقــاً
وَسَطراً خَـــــطّهُ قلــمٌ بِلا حــبرِ
فـيا خـلاّ فُديــتَ فداء مـن لهــمُ
هوىً في القلب لا يُمـحى بلا شكر
فمــن شــرقٍ إلى غــربٍ لنا ذكرى
تلـــوح كطيــفِ من نهواه كالجمرِ
شــمالٌ نــورهُ يســـري على مَدَدٍ
جنوبٌ بالهـوى يحنـــو بلا عُسر
فلا غـــيمٌ من الأضــغان يمطرنا
ولا غـربانَ مـن حِقْدٍ على زهري
ولا فـــي لــيل آلامي تلاحـقني
رؤى الأحلامِ إن أعطـيتُها سِـرِّي
غَزَتْنا غيــمةٌ ســـوداءُ في حَــلَكٍ
فما أعــيانا أن تُذرى كــما القذَرِ
فــذا وطني يغــرّدُ في مسامعــنا
نشيد المــجدِ كـي نحياه بالصبرِ
فَيَنْــهمرُ الأمـــانُ علـى مرابـعنا
ويسطعُ رغمَ أنفِهِمُ شذى عِطْري
أما فيما يخص موقعي مجلة زهور الحرف، وملتقى الشعراء العرب، فلي الشرف أنني عضوٌ فيهما، راجيا أن يشقّا طريقهما بثبات وقوة في خضم تلك المنتديات العديدة التي باتت تُعدّ ولا تحصى، وأهم ما يجب أن تسعى إليه إدارة الموقعين من مسؤولين ومشرفين هو المصداقية بالعمل، وحسن الاختيار للأعضاء من كافة الأعمار، وتشجيع المبدعين منهم ببطاقات تكريم، وتنويهات تشجيعية، إلى جانب متابعة النصوص بقدر المستطاع بحيث يشعر الكاتب بأن هناك من يقرأ له ويتابعه، والأهم من كل ذلك لفت نظر الناشر للأخطاء اللغوية والنحوية والوزن الشعري ، إذا ما كان لديه أخطاء.
ختاما أشكر مجلة زهور الحرف على هذه المبادرة، وأخص بالشكر الأستاذة يقين جنود مديرة هذا الحوار ، كما وأقد شكري وتقديري للأستاذ الشاعر ناصر رمضان على إدارته للموقعين بالتعاون مع كادره الإداري.
حاورته من عُما ن يقين حمد جنود
محررة بمجلة أزهار الحرف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي